كتب ـ حسين التتان:
رفض نادر علي عرضاً للعمل بمصرف تجاري وبزيادة 300 دينار عن راتبه الحالي، والسبب أن الوظيفة الجديدة تقتضي منه السفر المستمر إلى الرياض، بينما ترك أمير إبراهيم عمله الحكومي وانتقل إلى شركة خاصة براتب وجهد مضاعفين.
وتفضل سلوى سلمان العمل المريح على الراتب العالي، فيما يؤكد إبراهيم السماهيجي أن الراتب المجزي خياره الأول «ما فائدة أن أظل أعمل طيلة 40 عاماً براتب محدد».
ويرى عمار محسن أن العمل الذي يسلب الإنسان راحته ويخطفه من أسرته لا فائدة منه، خولة بالمقابل موظفة بالقطاع الخاص براتب عال جداً، هي اليوم تبحث عن وظيفة أخرى أسهل وبراتب أقل، ويصف مختار كل باحث عن الراحة على حساب الراتب المجزي بـ»الكسول».
صحتك بالدنيا
يعمل الشاب نادر علي موظفاً في إحدى الشركات وبراتب لا بأس به، لكنه ولأجل تحسين وضعه المادي، تقدم لوظيفة في أحد المصارف التجارية، لأن الزيادة في الراتب بالوظيفة الجديدة تقارب 300 دينار، أثناء المقابلة أخبرته إدارة البنك احتمال أن يكون محل عمله بين البحرين والرياض «رفضت العرض، أفضل العمل المريح وفي البحرين حصراً، الزيادة في الراتب مع التعب لا تهمني.. بدون تعب لا مشكلة!».
أمير إبراهيم، كان يعمل موظفاً في السلك الحكومي، لكنه فضل أن يغادر عمله إلى إحدى الشركات براتب وجهد مضاعفين.
وترى سلوى سلمان أن العمل المريح هو الخيار المفضل لديها، وأن الراتب الكبير ليس كل شيء «لا يمكن أن يقضي الإنسان بقية حياته في العمل على حساب صحته أو على حساب التفرغ لتربية أبنائه، المال ليس مقياساً للسعادة أو راحة البال».
ويؤكد إبراهيم السماهيجي أن الراتب المجزي خياره الأول «ما فائدة أن أظل أعمل طيلة 40 عاماً براتب يكاد لا يتحرك من مكانه، بينما الأسعار ترتفع يوماً بعد يوم، ما المشكلة حين أعمل بجهد مضاعف؟ أنا أشعر بلذة العمل أكثر من لذة الراحة».
بينما يرى عمار محسن أن العمل الذي يسلب الإنسان راحته ويخطفه من أسرته لا فائدة منه «ليس لأن العمل غير مقدس أو غير مهم في حياتنا، بل هنالك أمور ضرورية أخرى أهمها التواصل المجتمعي».
راحة البال مطلوبة
خولة موظفة تعمل في القطاع الخاص، تقضي جل وقتها في المكتب بين الأوراق والمصنفات وبراتب عالٍ جداً، لكنها اليوم بدأت تبحث عن وظيفة أخرى وإن براتب أقل «بدأت أفتش عن ذاتي الضائعة بين أوراق العمل، وأريد أن أتفرغ قليلاً لأطفالي».
ما يجعل خولة مترددة في هذا الموضوع، هو الخوف من فقدان الراتب الحالي، لأنها اعتادت ومنذ فترة طويلة أن تعيش بنسق معيشي معين، ربما لا تجده في الوظيفة الجديدة. ويؤكد محمد مختار أن الجهد المبذول في العمل ليس المعيار الأول لديه، بل الراتب الأفضل والأعلى، ويصف مختار الموظف الباحث عن الراحة ولو على حساب الراتب المجزي، بأنه كسول وسلبي «الإنسان لم يخلق للراحة والكسل، والجميع يحترم الإنسان العامل ولا يعترفون بالإنسان الخامل».