عواصم - (وكالات): حمل رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، أمس على مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله الأخيرة التي أقر فيها بمشاركة حزبه في القتال في سوريا، متهماً إياه بـ «جر لبنان إلى الخراب» من أجل إرضاء إيران والرئيس السوري بشار الأسد، فيما نددت المعارضة السورية بخطاب نصر الله وقتال قوات حزبه إلى جانب قوات الأسد.وأقر نصر الله أمس الأول للمرة الأولى بمشاركة حزبه في القتال في منطقتي القصير الحدودية مع لبنان والسيدة زينب قرب دمشق إلى جانب الجيش السوري، ملمحاً إلى إمكانية تدخل الحزب وإيران في المعارك بشكل أكبر في المستقبل لمنع «سقوط سوريا». وقال الحريري إن «حسن نصر الله اختار وبشكل نهائي أن يقف في صفوف الظالمين وأن يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن نظام بشار الأسد، وأن ينفذ أمر العمليات الإيراني والفتوى الصادرة عن ولي الفقيه، بمنع سقوط هذا النظام». ورأى الحريري أن «أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله يتعلق بذلك الربط الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان». وتابع أن «نصر الله نصب حزبه بديلاً للدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية. هو وحده على رأس حزب الله من يقرر عن كل اللبنانيين، من يصدر الأوامر بزج لبنان في الحروب الإقليمية والأهلية، من يجوز له إصدار الفتاوى في مقاتلة السوريين على أرضهم». واعتبر أن «نصر الله أعلن في خطابه أمس الأول قيام جيش الدفاع عن الشيعة اللبنانيين في المنطقة والعالم» وأعطى لنفسه الحق بتوسيع نطاق عمليات حزب الله من الجنوب اللبناني لتشمل القصير والسيدة زينب في سوريا». ورأى أن حزب الله «يقود لبنان إلى الخراب»، و»يلعب منفرداً بمصير لبنان»، داعياً اللبنانيين «بكل اتجاهاتهم إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذا المشروع والتعبير عن رفضه بكل الوسائل الديمقراطية». من جهتها، نددت المعارضة السورية بتصريحات نصر الله حول تدخل محتمل مباشر لإيران وحزب الله في النزاع في سوريا لدعم النظام. وجدد الائتلاف الوطني السوري «دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية». من ناحية أخرى، قام الأسد بظهور علني نادر وسط دمشق عبر زيارته محطة كهربائية بمناسبة عيد العمال كما جاء على صفحة الرئاسة السورية على «فيسبوك».ميدانياً، قتل شخص وأصيب آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين وسط دمشق أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة انفجار سيارة مفخخة في العاصمة تسبب بمقتل 15 شخصاً.من جانب آخر، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن «مسؤولين رفيعين في إدارة أوباما، كشفوا أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يستعد لإرسال أسلحة فتاكة إلى المعارضة السورية، مع استعداده لمزاوجة هذا الخيار مع إرسال جنود أمريكيين إلى هناك»، وفقاً لقناة «العربية». لكن المسؤولين عادوا ليشيروا إلى أن المفاوضات السياسية ما زالت الخيار المفضل في التعامل مع الأزمة السورية. وقال اوباما إن السلاح الكيمياوي استخدم في سوريا، وإن لدى واشنطن أدلة ملموسة على ذلك، لكنه لا يملك تأكيدات عن مكانِ استخدامه أو الجهة التي استخدمته.