تسلط فعاليات الندوة السادسة لكرسي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للبيئة تحت عنوان (الاقتصاد الأخضر.. قصص نجاح من دول مجلس التعاون الخليجي) على الفرص والتحديات نحو تحول دول الخليج إلى الاقتصاد الأخضر، وعرض التجارب الأولى في الاقتصاد الأخضر بدول المجلس.
ويفتتح رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد العوهلي الندوة الأربعاء 8 مايو الحالي في مبنى جامعة الخليج العربي. ويجمع المنتدى سنوياً نخبة من خبراء البيئة في دول الخليج العربي والعالم لمناقشة أبرز القضايا الراهنة كالاحتباس الحراري وتغير المناخ، والطاقة البديلة، ويسلط المنتدى هذا العام الضوء على قصص نجاح من دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الاستثمار في الاقتصاد الأخضر. ويسعى المنتدى إلى التعريف بنتائج اجتماع ريو + 20 والتي أقرت الاقتصاد الأخضر كأسلوب لتحقيق التنمية المستدامة، كما يسعى إلى نقل أحدث المعارف المتعلقة بالاقتصاد الأخضر إلى واضعي السياسات الحكومية والأكاديميين والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وقال رئيس كرسي الشيخ زايد للبيئة د.إبراهيم السيد إن دول مجلس التعاون الخليجي تتميز بخصائص بيئية فريدة تتمثل في شح الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة ووفرة من الوقود الأحفوري و مصادر الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية)، وكذلك الضعف الشديد للتأثيرات السلبية المحتملة لتغير المناخ. وعلاوة على ذلك ، فإن المنطقة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية خطيرة تتمثل في ندرة المياه والجفاف والتصحر، مما يؤثر سلباً على الأمن والغذائي في المنطقة، وقد أدى ذلك إلى الاعتماد بدرجة كبيرة على واردات الغذاء من الخارج، مما يعرض المنطقة لخطورة تقلبات أسعار الغذاء عالمياً والتداعيات السياسية المترتبة على ذلك، لافتاً إلى أن هذا المزيج من الخصائص يدعو دول الخليج العربي لتبني سياسات الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية، والتي تحقق استدامة المياه والطاقة والغذاء.
يذكر أن الاقتصاد الأخضر يعتبر أحد أنجح الخيارات في هذا الاتجاه. وتشير التقارير إلى أنه يمكن للاقتصاد الأخضر أن يؤدي إلى نمو أسرع، وميسور يحافظ على رأس المال الطبيعي للدول، كما يعزز العدالة الاجتماعية ويخلق مزيداً من فرص العمل، ويرشد الموارد ويحسن كفاءة استخدام الطاقة، ويوفر وسائل البرنامج المفضل أكثر استدامة للمعيشة.
وقد أصدرت الأمم المتحدة وثيقة حملت عنوان «المستقبل الذي نريده» خلال اجتماع (ريو + 20) الذي عقد في مدينة ريو البرازيلية خلال الفترة من 20-22 يونيو 2012، اعتبرت خلالها الاقتصاد الأخضر واحداً من أهم أدوات التنمية المستدامة، والتي تساهم في استدامة النمو الاقتصادي، وتعزيز الاندماج الاجتماعي، وتحسين رفاهية الإنسان وخلق فرص العمل، مع الحفاظ على الأداء السليم للنظم الإيكولوجية للأرض.