كتب - عادل محسن:لامس موضوعات وطنية حساسة.. خاطر بجمهوره بدخوله عالم «الكيك» والحديث بصراحة عن الأوضاع السياسية بمقاطع مختصرة في 30 ثانية، واشتهر بعبارته «هاي كوكرز» واستطاع أن يحصل على المركز الأول على مستوى البحرين ويتابعه جمهور واسع من أرجاء الوطن العربي.وصلت مشاهدات أفلامه لأكثر من مليون مشاهدة، وانتقلت بقوة في عالم «بلاك بيري» و»تويتر» و»فيس بوك» ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي.«الوطن» التقت الفنان منصور الجداوي المعروف بـ«صنقيمة» في لقاء صريح تحدث فيه عن أسراره وتوجهاته الحقيقية لأول مرة في لقاء صحافي مفتوح.*ماذا تقول لجمهورك بعد دخولك عالم الكيك وتربعك على عرشه؟أثبت للعالم عبر برنامج «الكيك» أني موجود، وسبب دخولي الموقع محاربة شللية بعض الفنانين ممن عملوا على إقصائي من لقاءات تلفزيونية خلال دورة كأس الخليج لكرة القدم، بعد أن ظهرت في لقاء مع قناة الكأس حرصوا على عدم ظهوري من جديد في أي قناة رغم وجود ترتيبات لاستضافتي.هذا الموقف جعلني أفكر دخول عالم «الكيك» لأثبت لهم وجودي، في مخاطرة كان من الممكن أن أخسر فيها جمهوري في حال لم يتقبلوني، خاصة أنه لم يقدم أي فنان على الخطوة، وتولى أحد الأصدقاء تعليمي البرنامج ولم أكن أعرف حتى استخدامه، أشكر كل من هاجمني من الفنانين وغيرهم لأنهم زادوني شهرة بعد أن لامست موضوعات حساسة بأسلوب جديد وحققت لي الانتشار.البرنامج الآن يشكل لي عقبة وأمامي مسؤولية لإيصال صوت المواطن وأصبح الحمل ثقيلاً، فالناس تستوقفني لطرح قضايا الإسكان والرواتب والحياة الاجتماعية وغيرها من النقاط التي يريدونني أن أترجمها بمقطع بالكيك بطريقة ساخرة تصل بسهولة إلى آلاف المتابعين.*ألا تعتقد أن هذه الخطوة جعلتك تقدم رسالة من خلال الفن؟بالفعل، أنا أحب التمثيل وأريد أن أقدمه للناس بينما يوجد فنانون آخرون يمثلون من أجل المادة ويعتبرون التمثيل مهنة، ودخلت عالم المخرج والمؤلف والممثل ومهندس الديكور.جاءتني عروض كثيرة لتطوير مقاطع الفيديو بإدخال الموسيقى أو فتح قناة في «يوتيوب» وغيرها إلا أني دخلت عالم «الكيك» ببساطة وأريد أن أستمر بنفس الطريقة كي لا أفقد عملي رونقه، وعملي «سكتشات» في المسرح لـ18 سنة سهل مهمتي، واختصر 30 حلقة تلفزيونية في 30 ثانية تصل فيها الرسالة. *ماذا استفدت من عالم «الكيك» من ناحية الأعمال الفنية؟البرنامج أثبت وجودي في عالم الفن ولدي عروض كثيرة لأعمال فنية مختلفة ومنها مع الفنان جمعان الرويعي في مسلسل «سوالف ديرة» وهو مسلسل تراثي بحريني حلقاته غير متصلة أشارك فيه بخمس حلقات بشخصيات مختلفة، وكذلك عمل سعودي يبدأ تصويره سبتمبر المقبل، وعرض ثالث من قطر لتقديم مسرحية في العيد.. أفكر ملياً في العرض الأخير لأن جمهوري اعتاد علي منذ 18 سنة في تقديم مسرحيات سنوية في عيد الفطر ولم أنقطع منذ 1997.*هل يجد «صنقيمة» نفسه خارج دائرة المخرج محمد القفاص بعد سنوات من العمل المشترك؟خرجت من دائرته منذ 8 سنوات، لكن ذلك لا يعني أننا على خلاف.. عملت معه قبل 3 سنوات في عمل لقناة «إم بي سي»، وأعتقد أني يجب أن أعمل مع مخرجين مختلفين كي يظهروا جوانب مختلفة في منصور لم يظهرها القفاص، وأنا حريص للمشاركة حتى مع الشباب ونجحت هذه التجربة في عمل سعودي مع مركز ثقافي بالمنطقة الشرقية، وعملنا 3 مسرحيات وتكررت التجربة مع شباب في سلطنة عمان.*هل يضطر «صنقيمة» لقبول أي عرض مع ندرة الأعمال الفنية الإبداعية في البحرين؟لست مضطراً لقبول أي عمل.. أنا أحب الفن كهواية فقط والآن تنتشر القنوات الفضائية والمخرجون زادت أعدادهم، ولكن ما ينقص الفنان البحريني هو التسويق، وأعتقد أن برنامج «الكيك» ذكر كثيراً من المخرجين بمنصور الجداوي.*ما خطتك في عالم الكيك؟لدي خطة واضحة وهي الدفاع عن بلدي، وأناقش القضايا حتى لو كانت حساسة وقوية، لأن دستور المملكة يتيح حرية التعبير ويجب أن أستغله وأقدمه بأسلوب راقٍ. تناولت كثيراً من الموضوعات ومنها قضية الرواتب والسكن وغلاء المهور وغيرها، وجلالة الملك المفدى كفل لنا الحرية لكن هناك من يسيء استخدامها، ومن خلال صحيفتكم أعلن للمرة الأولى أن بعض الأشخاص و»الكروبات» بمواقع التواصل الاجتماعي يعملون على دعم مقاطعي وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ونشرها عالمياً للدفاع عن البحرين، لدينا مطالب يجب طرحها بصورة حضارية بعيداً عن لغة التخريب.*كيف تختار موضوعاتك؟عملت جدولاً لتصوير المقاطع وأحرص على متابعة قضايا الوطن والمواطن من خلال متابعة الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا توجد أي جهة توجهني للموضوعات المختارة.اتهموني كثيراً بأني ممول وأقول لهم أنا لا أملك إلا هاتفي وعقلي وزميلي الفنان راشد العازمي مصوراً، وسوى ذلك افتراء بحقي، وأي موضوع يخدم وطني أقدمه دون تردد، ودون انتظار أي مردود من أي جهة، واتهامي أني «طبال للحكومة أو علماني أو إسلامي متشدد وكثير من الصفات» فهذا أمر غير صحيح، ناقشت موضوعات معيشية وسياسية ووطنية ولم أتعد سقف الحرية ولا أنتمي لأي حزب، غير حزب الدفاع عن بلدي.*طرحك للموضوعات السياسية قد يفقدك جزءاً من جمهورك يخالفك الرأي؟مستعد أن أخسر أي فئة مقابل عدم خسارتي لبلدي، وبعد أن تزال الغمة عن البحرين سيعرفون أن منصور يحب وطنه أكثر من أي شيء، وكما قلت أنا لا أمثل كمهنة، ولا يتجرأ أي فنان يعتمد على مدخول الفن باتخاذ خطوتي.*ما أكثر مقطع فيديو قريب من قلبك؟فيديو يوم الأم مؤثر جداً وكان نقلة نوعية بعد المقاطع الساخرة، وكذلك مقطع تقليد الفنانة عتاب.. أثارت ضجة كبيرة واعتراضهم بتشبهي بالنساء في المقطع.. رغم أني قدمت عملاً على المسرح بدور امرأة وأقرب الفنانين للناس كانوا يقدمون شخصيات نسائية وأشهرهم الفنان عبدالعزيز النمش وهذا فن التقليد.*تعليقات الفيديو مزيج بين المدح والذم كيف تتعامل معهم؟حاول البعض تحطيمي، هؤلاء جاهلون للفن ومحاولتهم تشويه صورتي يزيدني شهرة، ولا يسلم أي فنان من النقد، وعلى سبيل المثال المطربة أحلام لديها قاعدة جماهيرية ضخمة وهي الفنانة الأولى في الخليج، وفي الوقت نفسه تواجه كماً كبيراً من التعليقات المسيئة. باعتقادي أي شخص يحقق النجاح يتم مهاجمته، ورديت عليهم بمقطع سميته «جنون العظمة»، ويوجد فنانون وراء هذه الهجمة لأنهم لا يستطيعون أن يخاطروا ويتبعون نفس التجربة خوفاً من الفشل، ويكفيني أني الشخص الوحيد الذي استضافتني إذاعة البحرين من عالم «الكيك». برنامج «الكيك» أبرزت من خلاله أن لدي موهبة التأليف والغناء والتمثيل، والبرنامج ليس عاراً كي ينبذه البعض فمشايخ الدين يلجؤون إليه الآن للدعوة، لكن ما يحدث في «الكيك» من بعض التفاهات تؤثر على سمعة البرنامج ومهاجمته دون إطلاع على فائدته، وهو يمثل جزءاً من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل «تويتر» و»فيس بوك» فيها الجيد وفيها الرديء.*لماذا نجد الفنانة البحرينية في الأعمال الخليجية بينما الرجل يندر وجوده؟العنصر النسائي شحيح في الخليج لذلك حظوظها مرتفعة في دعوتها للمسلسلات، بينما الفنانون الرجال متوفرون، ومشكلة الفنان البحريني أزلية ولا يلقى الدعم ولا تقوم أي جهة بتسويقه، وصار الفنان مجبراً على تقديم لهجة الدولة التي تنتج العمل، بينما أرى أنه يجب عمل مسلسلات جماعية كل يتكلم بلهجته، فمنظر بعض الفنانين لا يحسد عليه عندما يحاول أن يتكلم بلهجة لا يتقنها.*كلمة أخيرة.أشكر جريدة الوطن، الصحيفة الوحيدة التي تهتم بـ»صنقيمة» كفنان مهتم بالفن البحريني، وأشكر كل من وقف معي من أفراد و»كروبات» في مواقع التواصل، وأشكر كل من هاجمني لأنهم أشهروني بطريقة غير مباشرة، واستطعت أن أحتل المركز الأول في البرنامج في أقل من شهر، ما يعني ملامستي للموضوعات الحساسة بأسلوب جديد شيق.