قال رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الذي ينظر له على أنه الأوفر حظاً في السباق الانتخابي المقبل إن على بلاده إعادة النظر في دعمها للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على التشدد الإسلامي ولمح إلى أنه يؤيد التفاوض مع حركة طالبان. ودعمت باكستان المساعي الأمريكية للقضاء على التشدد في أنحاء العالم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وكافأتها واشنطن بمليارات الدولارات من المساعدات. لكن الكثير من الباكستانيين أصبحوا مستائين من هذا الدعم وقالوا إن آلاف الجنود الباكستانيين قتلوا وهم يقاتلون في «الحرب الأمريكية». وذكر شريف وهو شخص محافظ وملتزم دينياً ويأمل أن يصبح رئيساً للوزراء للمرة الثالثة بعد انتخابات السبت المقبل أن الحملة التي يشنها الجيش الباكستاني والمدعومة من الولايات المتحدة على طالبان ليست أفضل سبل القضاء على التشدد. ويريد شريف إعادة النظر في المساندة التي تقدمها باكستان للولايات المتحدة في حربها على التشدد بالطريقة التي اتبعتها الحكومة السابقة. وقال شريف بينما كان يتجه إلى تجمع انتخابي حاشد «يتعين على شخص ما أن يأخذ هذه المشكلة على محمل جدي، سيتعين على كل الأطراف المعنية الجلوس والتفاهم وفهم مخاوف كل الأطراف ثم اتخاذ قرار يكون في مصلحة باكستان والمجتمع الدولي». ومن المرجح أن تغضب تصريحاته واشنطن التي تدفع باكستان إلى القضاء على التشدد في الداخل. وتأمل الولايات المتحدة أن تحقق الانتخابات الاستقرار حتى يمكن أن تساعد باكستان على تحقيق السلام في أفغانستان المجاورة في الوقت الذي تتأهب فيه قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لمغادرة البلاد بنهاية 2014. واستغل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز شريف، مشاعر الإحباط على نطاق واسع تجاه حكومة حزب الشعب الباكستاني التي لم تتمكن من معالجة مجموعة من القضايا من انقطاع الكهرباء إلى اتساع نطاق الفقر. وشريف من عائلة ثرية لها مشاريع صناعية وتحدث شريف عن تاريخ باكستان المضطرب خاصة اعتياد الجيش الانقلابات والتدخل في السياسة. وأصابه الحزن عندما تذكر كيف أطاح الرئيس السابق برويز مشرف والذي كان قائداً للجيش بحكومته في انقلاب عسكري أبيض عام 1999. وقال شريف «كان يوماً حزيناً جداً بالنسبة لباكستان».وعندما سئل عن المهمة التي يرى أنها ستكون الأكثر صعوبة في حالة فوزه في الانتخابات أجاب «وضع البلاد على المسار الصحيح مرة أخرى».«رويترز»
970x90
970x90