عواصم - (وكالات): دعت المملكة العربيـــة السعوديــة أمــس، الأمــم المتحـــــدة إلــــى التحــرك «لوقـــف الاعتـــــداءات الإسرائيليـــــة علــــى الأراضي السورية»، التي وصفتها بـ «الاعتداءات السافرة».
وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيان صحافي عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن مجلس الوزراء السعودي «دعا مجلس الأمن الدولي للتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وعدم تكرارها».
وأكد المجلـس «استنكــار المملكـــة لهذه الاعتداءات السافرة»، التـــي اعتبرها «انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية».
من جانبها، أعلنت دمشق أنها ستختار توقيت الــرد علـــى القصـــف الجوي الإسرائيلي الذي طال أهدافاً عسكرية على أرضها، وقتل فيه بحسب ما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان 42 جندياً.
وفي وقت عبرت الأمم المتحدة وروسيا وغيرها من الدول عن مخاوف من حصول «تصعيد» إقليمي بعد الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي الجمعة والأحد الماضيين، أعلنت لجنة تحقيق دولية مختصة أن «لا أدلة دامغة» على استخدام أي طرف في سوريا للأسلحة الكيميائية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «لا يزال مصير نحو 100 آخريــن يفترض أنهم كانوا موجودين في المواقع المستهدفة، مجهولاً».
وأوضح مصدر سوري مسؤول أن «سوريـــا ستـــرد على العـــدوان الإسرائيلي، لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك»، مشيراً إلى أن ذلك «قد لا يحصل على الفور، لأن إسرائيل في حالة تأهب».
وأعلنت إسرائيل نشر بطاريــــات مضادة للصواريخ وإغلاق المجال الجوي شمال البلاد بعد الغارات التي نفذتها في سوريا. وأعلنت دمشق أن طائرات حربية إسرائيلية قامت «بعدوان جوي صاروخي من الأراضي المحتلة ومن جنوب لبنان» على مواقع تابعة لقواتها المسلحة قرب دمشق. والمواقع المستهدفة هي مركز للبحوث العلمية في جمرايا قصفته إسرائيل في يناير الماضي، ومخزن للذخيرة وفرقة للدفاع الجوي.
ودعا لبنان مجلس الأمن إلى إدانة انتهاك مجاله الجوي من جانب إسرائيل. ونفت إيران، أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري، أن تكون الغارات الإسرائيلية استهدفت أسلحة إيرانية. وحذرت موسكو، أبرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، من أن «المزيد من التصعيد للنزاع المسلح يزيد وبشكل خطر خلق مراكز توتر في المنطقة».
كما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الوضع في سوريا.
كذلك انتقــدت الصيــــن، حليفــــة دمشق، التي وصل إليها نتنياهو أمس، الهجمات التي شنتها تل أبيب، داعية إلـــى «الامتنـــاع» عـــن تصعيد الوضع. وفي جنيف، قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إنها لم تتوصل إلى نتائج دامغة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع في سوريا أسلحة كيميائية.
وجاء ذلك بعد ساعات على حديث عضو اللجنة كارلا ديل بونتي عن «شكوك قوية» باستخـــدام مقاتلــي المعارضة السورية لغاز السارين القاتل للأعصاب في المعارك.
وأعلنت واشنطن في وقت سابق أن لديها شكوكاً باستخدام النظام السوري لغاز السارين علـــى نطـــاق ضيق. لكنها أكدت أمس أنها لا تملك أي معلومات عن استخدام المعارضين المسلحين لأسلحة كيميائية.
وأكـــد الائتـــلاف الوطنـــي لقـــوى المعارضة والثورة السورية رفضه استخدام السلاح الكيميائي من أي جهة، مشيراً إلى أنه سيتخذ «التدابير القانونية المناسبة» في حال ثبت تورط «أي طرف آخر غير» النظام السوري في هذا الاستخدام.
وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية انفجرتا في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ولم تسفرا عن ضحايا.
ميدانياً، تتواصل أعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في سوريا، وسط استمرار ما بات يعرف بـ «حرب المطارات» في الشمال، فيما قتل العشرات في أعمال عنف أمس.