دعت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي، حكام العرب والمسلمين إلى دعم ونصرة الشعب السوري، وقالت إن: «ما يجري على أرض سوريا الأرض المباركة على مدى سنتين لا يقبله دين ولا خلق ولا يستسيغه عقل، حاكم جبار وحزب بعثي أعلن كفره، يسنده بالسلاح والقتال المباشر النظام الإيراني، فيسفكون الدماء ويفسدون في الأرض، وما رأى تاريخ العالم حاكماً يقتل شعبه بالطائرات الحربية، وصواريخ أرض أرض، بل وبالأسلحة الكيميائية، يدمر العمائر والبيوت على ساكنيها، ويسويها بالأرض كأن لم تكن، ويطال حتى المساجد والبنية التحتية والآثار، وكل معلم لدولة عريقة، كانت يوماً ما دار الخلافة الإسلامية».
واستغربت الرابطة في بيان صادر عنها، موقف العالم المتحضر المحير للضمائر والعقول، مؤكدة أن عالم حقوق الإنسان في صمت مريب، كأن شيئاً لا يحدث أمامه، وكأن تسعين ألف قتيل من أطفال ونساء ورجال لا يعنيه، ولا يحرك شيئاً من حساباته، بل لعلهم ينتشون حين يتذكرون أن هذه الأرض وهؤلاء الرجال المسلمين هم الذين أنهوا الحروب الصليبية، ودفنوا قادتها وقبروا حلمهم إلى غير رجعة».
وتساءل بيان الرابطة: ماذا يعني أن أمريكا وأوروبا والصين وروسيا، يدعمون بشاراً بشكل مباشر أو غير مباشر، ويطلقون اليد لإيران وحزب نصر الله – وهما لا يمثلان الشيعة كلهم – تقاتل بالوكالة، فتدخل السلاح الفتاك وتدعم بالرجال أيضاً على سمع وبصر هذه الدول، مؤكداً أن هذه الدول لا تريد لمنطقة الشرق الأوسط أن تستقر؛ لأن استقرارها اضطراب وتهديد لأمن إسرائيل، وأن خير وسيلة لتحقيق هذا الهدف أن تتوغل إيران وتطلق يدها لتحقيق حلمها ومخططها في بسط نفوذها الطائفي المتعصب إلى سوريا بعد العراق، وهيهات.
ودعا بيان الرابطة حكام الدول العربية إلى مزيد من الجدية والحسم، عبر استخدام أدوات ضغط عديدة بينها المال وعصب المصالح لتلك الدول، والعمل على شراء السلاح وتزويد المجاهدين به، مضيفا أن العرب يستطيعون تزويد المجاهدين بالخبراء، كما يمكن أن يفتحوا الحدود لاستقبال الجرحى والنازحين، والسماح للجمعيات الخيرية، بإدخال المساعدات والإغاثة إلى الداخل السوري».
وأضاف البيان أن الشعوب الإسلامية والعربية خاصة، انتفضت غاضبة لما يحدث في سورية، وسيرت مواكب الإغاثة، ومازالت جهود جمعيات خيرية وفردية استشعاراً بواجب الشرع في إحياء واجب النصرة الشرعية، تلبية لنكبة المسلمين في بلاد الشام، أرض الخلافة، قال تعالى: «وإن استنصركم في الدين فعليكم النصر».