عواصم - (وكالات): تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي روبرت مينينديز «باقتراح قانون يسمح للولايات المتحدة بتسليح مقاتلي المعارضة السورية». ويتيح الاقتراح للحكومة الأمريكية «تزويد المعارضة السورية المسلحة بمساعدة قاتلة وغير قاتلة»، على أن يتم «اختيار المجموعات التي في إمكانها الاستفادة من التسليح وفق معايير بينها احترامها لحقوق الإنسان وعدم ارتباطها بالإرهاب أو بنشر الأسلحة الكيميائية». وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا في محادثات أمس على محاولة ترتيب مؤتمر دولي لإنهاء الصراع في سوريا. وذكر كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف أن الهدف هو جمع ممثلين للحكومة السورية والمعارضة في المؤتمر ربما بحلول نهاية الشهر الجاري. وذكر كيري في وقت سابق خلال لقائه الرئيس الروسي فلادمير بوتين أن للدولتين مصالح مشتركة بسوريا. إنسانياً، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن «عدد السوريين النازحين داخل بلادهم بسبب النزاع الدموي الدائر فيها بلغ 4.25 مليون شخص». في غضون ذلك، دعت إيران والأردن إلى حل سياسي للأزمة السورية المتواصلة من أكثر من عامين، في حين شددت إسرائيل على عدم نيتها التورط «في الحرب الأهلية السورية» تزامناً مع اشتباكات عنيفة قرب الأجزاء التي تحتلها من هضبة الجولان، بينما أعلنت مجموعة سورية مقاتلة احتجاز 4 عناصر من قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان.
وفي زيارته الاولى الى موسكو ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، قال كيري للرئيس الروسي في بداية محادثاتهما في الكرملين ان «الولايات المتحدة تؤمن حقا بان لنا مصالح مشتركة مهمة في سوريا». وأوضح أن من هذه المصالح الاستقرار في المنطقة وعدم السماح للمتطرفين بخلق مشاكل في المنطقة وغيرها من المناطق»، آملاً في أن «نتمكن من مناقشة ذلك قليلاً، ونرى إن كان بإمكاننا أن نجد أرضية مشتركة».
وأتت المحادثات في موسكو غداة تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي الديمقراطي روبرت مينينديز باقتراح قانون يتيح للولايات المتحدة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، لكن وفق معايير محددة تشمل احترام حقوق الانسان وعدم الارتباط بالارهاب.
دبلوماسياً أيضاً، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي وصل إلى دمشق في زيارة غير مقررة، قادماً من العاصمة الأردنية. ودعا صالحي في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة إلى حل سلمي للنزاع «وبشكل سوري سوري». من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم قوات السلام الدولية جوزيفين غيريرو ان 4 مراقبين تابعين لقوات الأمم المتحدة كانوا يقومون بدورية بالقرب من بلدة جملة الواقعة في منطقة وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، احتجزوا على يد مجموعة مسلحة.
وقالت إن «مجموعة مسلحة مجهولة» خطفت الرجال الأربعة في المنطقة نفسها التي احتجز فيها 21 عنصراً فلبيينياً من القوات نفسها لأيام في مارس الماضي، وإن «جهوداً تجري للإفراج عنهم».
وتبنت «كتيبة شهداء اليرموك» المعارضة احتجاز المراقبين، مشيرة في بيان إلى أنها أقدمت على «عملية تأمين وحماية عناصر الأمم المتحدة العاملين في وادي اليرموك وذلك جراء الاشتباكات والقصف العنيف».
وأرفق البيان بصورة لأربعة عناصر يرتدون السترات الزرقاء التابعة للأمم المتحدة مع اسم الفليبين على 3 منها. ويعتبر وادي اليرموك من أكبر الوديان في جنوب منطقة الجولان، وهو حدودي مع الأردن، ويقع في امتداد محافظة القنيطرة حيث هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل جزءاً منها. وشهدت مناطق بوادي اليرموك وأخرى في ريف القنيطرة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة التي سيطرت على مراكز عسكرية على الحدود الشرقية للجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى مقتل 18 مقاتلا معارضا في القنيطرة. وأدت أعمال العنف المتواصلة أمس إلى مقتل 36 شخصاً. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن قذيفة أطلقت من الأراضي السورية انفجرت في الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان. وبعد يومين من قصف الطيران الإسرائيلي مواقع عسكرية سورية قرب دمشق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون «لن نتورط بالحرب الأهلية في سوريا ولكننا أعلنا ما هي مصالحنا». وأضاف في تصريحات إذاعية «لقد وضعنا خطوطاً حمر من بينها نقل الأسلحة المتطورة إلى المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وغيره أو األحة كيميائية أو خرق لسيادتنا على طول الحدود».
واستهدف الطيران الإسرائيلي 3 مواقع شمال غرب دمشق، بعد يومين من قصف مماثل قرب مطارها الدولي. وفي غياب تبن إسرائيلي رسمي، قال مسؤول إسرائيلي إن القصف استهدف صواريخ إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني. واعتبر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، خصم النظام السوري، أن الغارات «غير مقبولة»، مؤكداً في خطاب أمام البرلمان أن «أي ذريعة» لا تبرر القصف، ومطالباً الأمم المتحدة بالتحرك. وأعلنت دمشق أنها ستختار توقيت الرد على القصف الجوي الإسرائيلي الذي قتل فيه 42 جندياً. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية أمس عن مصدر سوري أن هناك «بنك أهداف إسرائيلية في حوزة الجيش العربي السوري ستكون تحت مرمى نيرانه الصاروخية في حال أي عدوان إسرائيلي جديد».