ترجمة ـ أمين صالح عن نص مرجاني سترابي:
تعلم كيف تبيع قصتك.
تعلمت شيئاً من المخرج الصربي أمير كوستوريسا، قال لي قبل سنتين، إن كل شخص يتحدث عن الأفلام، عن القصص التي يريد أن يرويها، لكن المسألة المهمة ليست هنا، لا تتعلق بكيفية سردك للقصة، بل كيف تبيع قصتك؟ كيف تروج لها؟ يمكنك أن تتناول أكثر الموضوعات إزعاجاً وإثارة للإغضاب، لكن إذا كنت تعرف كيف تعرضه وتروج له، إذا كانت لديك لغة خاصة، فإن العمل يلقى القبول والاستحسان، أما إذا كانت قصتك رائعة جداً، ونفذتها بطريقة مزعجة، مثيرة للضيق، يصبح عملك مزعجاً، إذاً الأهمية لا تكمن في القصة ذاتها، بل في كيفية إنجازها.
ابدع لا تنتج
هناك العديد من الأفراد يصنعون أفلاماً، لكن ليس هناك العديد من الأفراد يبدعون أفلاماً، الذين يؤمنون بإيجاد الوسيلة لفعل ذلك، المسألة لا تنحصر في التقنية فحسب، هناك وجهة النظر، هناك اللغة.. إنها مسألة ما تريد أن تعرضه.
لا تحقق من جديد فيلماً تم تحقيقه قبل سنوات
كل هذه الإعادات التي يصنعونها، وكأن العالم يخلو من القصص الجديدة التي يمكن التحدث عنها، طوال الوقت نحتاج أن نعيد صنع ما صنعناه من قبل، ونكرر العملية المرة تلو الأخرى.
أو نحقق جزء ثان من العمل، أو نلجأ إلى السير الذاتية لكتاب ورسامين وموسيقيين، هذا أمر مغث شخصياً، هناك ثلاثة أشياء لن أرغب أبداً في فعلها.. أن أخرج فيلماً مستمداً من السيرة الذاتية لشخص ما، أن أعيد صنع فيلم ما، أن أحقق جزءاً ثانياً.
أفضل الأفلام المتحصلة عن نتاج عمل تعاوني مشترك
كنت الطفلة الوحيدة والتي اشتغلت لوحدها على الكتب لمدة 10 سنوات، وفي النهاية اكتشفت متعة التعاون والعمل المشترك مع آخرين، لا أزال استمتع كثيراً بالعمل وحدي لأني أميل إلى التحكم في نفسي، لكنها متعة كبرى عندما تعمل مع أشخاص تستطيع أن تنسجم معهم لأربعة أشهر من أجل تحقيق شيء مهم.
لا تضيع وقتك مع المشاهير
لم أواجه قط هذه المشكلة، لأني لست امرأة معقدة جداً، أنا إنسانة بسيطة جداً، إذا كان الشخص الذي يقف أمامي مشاكساً أو سيء الطبع أو ذا ذهنية معقدة جداً، لا أستطيع العمل معه، ولن ينجح تعاوني معه.
سهل جداً أن تعظ أمام المؤمنين.. جرب أن تذهب إلى دالاس
عندما ذهبت إلى أمريكا لترويج كتابي في جولة عبر المناطق، أرسلوني إلى الأماكن التي فيها أناس يتفقون معي في الرأي، قلت لهم لا، أرسلوني إلى نيو مكسيكو إلى دنفر إلى أماكن يختلف فيها الناس معي ولا يؤمنون بما أؤمن به.
هناك المجال الحقيقي للنقاش والجدل، هناك بوسعي أن أحدث تأثيراً، أذكر المرة الأولى التي زرت فيها دالاس، بداية الحرب مع العراق. التقيت بأمريكي محافظ، «كاوبوي» حقيقي يؤيد الحرب، كما الحال مع غالبية السكان في تكساس، قال لي «سيدتي، سوف نحرر هؤلاء الناس». شرحت له لماذا أنا ضد الحرب، في الأخير اقتنع بكلامي وقال «ما تقولينه منطقي.. سوف تقرأ عائلتي كتابك».
هكذا، بدلاً من أن يتفرج على التلفزيون أو لعبة البيسبول، ذهب إلى المكتبة الليبرالية الوحيدة في دالاس، هذا ما أود أن أفعله.
المعاناة اختيارية وليست إلزامية
هل أنت حقاً تحتاج أن تعاني لتكون فناناً عظيماً؟ لا أعتقد ذلك، لأنك إذا بلغت الحد الأقصى من المعاناة فسوف تجد نفسك، عادة في مصح عقلي، وعندئذ لن تعيش حياتك كما ينبغي.
إذاً مثل هذه المعاناة ليست ضرورية للإبداع، لكن في الوقت نفسه، إذا كنت سعيداً للغاية، راضياً تماماً عن نفسك، ففي هذه الحالة أيضاً لن تستطيع أن تبدع على نحو مرضٍ، شخصياً أحتاج أن أشعر بقليل من الحموضة في معدتي تدفعني لأن أفعل شيئاً، ولا أظن أنه يتعين عليك بالضرورة أن تخوض تجربة المعاناة، بل أن يكون لديك الفضول، أن تنظر إلى ما يحدث من حولك.
صور من أجل الجمال
بصرياً، أنا مأخوذة كلياً بالجمال، أحب الفتنة، أحب أن يكون الممثلون والممثلات على درجة عالية من الجمال، كذلك المواقع والمناظر والإضاءة، هذا ما يجذبني إلى الصالات السينمائية ويجعلني أشاهد الأفلام.
عندما لا يكون الفيلم جميلاً، أشعر بالانزعاج، وحين أتكلم عن الجمال فإني لا أعني دوماً فتنة وسحر النجمة ريتا هيوارث، إنما هي مسألة التوازن، التناسق، فهم ما يتلاءم بشكل جيد مع الإضاءة، مع الكادر، ومع اللون.
بالدعابة وحدها الحياة تكون محتملة
الدعابة هي مسألة إدراك، إذا لم يتوفر لديك حس الدعابة، فسوف تكون غبياً، إذا لم تستطع أن تضحك إزاء الحياة، فسوف تصبح مرعبة أكثر. هناك دوماً لحظة تحدث فيها أشياء ليس من المفترض أن تحدث بهذه الطريقة، وإذا أنت لم تلتقط هذه اللحظة، فإنها لن تصير درامية.