متمردون مسلحون من حزب العمال الكردستاني يبدؤون انسحابهم من تركيا إلى شمال العراق في خطوة تندرج في إطار عملية سلام ترمي إلى إنهاء نزاع مستمر منذ 30 عاماً.
وأكد صلاح الدين دمرتاش زعيم أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا أمس بدء انسحاب أعضاء الحزب. وذكرت مقاتلة في حزب العمال لوكالة «الفرات نيوز» القريبة من الأكراد بدء الانسحاب، محذرة في الوقت نفسه تركيا. وقالت «حتى إذا انسحبت قواتنا إلى خارج الحدود التركية، لن يتردد المقاتلون في المقاومة إذا احتاج الأمر». وقالت النشرة الإلكترونية لصحيفة «حرييت» إن «عدة أرتال من المتمردين شوهدت من قبل قرويين تتوجه في وقت مبكر إلى العراق من الطرقات المتعرجة والجبلية في هكاري أقصى جنوب تركيا». لكن الحزب ذكر في وقت سابق أن «عمليات الاستطلاع المستمرة للطائرات بلا طيار تؤخر عملية الانسحاب» مضيفاً أن «تحرك القوات المسلحة التركية جنوب شرق الأناضول، ساحة نشاط الحزب، لا تؤثر على الانسحاب فحسب بل تمهد الأرض لاستفزازات ومواجهات». ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بنحو 2000 مقاتل يضاف إليهم 2500 في القواعد الخلفية شمال العراق. وفي بادرة أولى أعلن الحزب في 25 أبريل الماضي أن قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتباراً من 8 مايو في إطار مفاوضات السلام الجارية منذ آخر العام الماضي بين زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان والسلطات التركية. وفي مارس الماضي دعا أوجلان الحزب إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من تركيا. وأسفر النزاع الكردي في تركيا عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص بحسب الجيش التركي منذ بدء حركة التمرد المسلح في 1984.
«فرانس برس»