كتب - عبدالرحمن خليل:
أكدت المدير العام لدار يوكو لرعاية الوالدين ريما بن شمس أن أبرز التحديات التي تواجه الدار بعد مرور 19 عاماً في خدمة المسنين ضيق المقر، إذا إن أعداد المنتسبين في ازدياد وهناك قائمة مسنين تحتاج دخول الدار ولكن بسبب ضيق المكان لا نستطيع تلبية كل الطلبات، ونحن بحاجة لمكان مفتوح تتوفر فيه اشتراطات السلامة والأمن، مشيرة إلى أن منحة وزارة التنمية والبالغة 10 آلاف دينار لا تكاد تغطي المصاريف.
وأوضحت ريما بن شمس، في حوار مع «الوطن»، أن «الصيانة تقام من ميزانية الدار القائمة على التبرعات ولدينا مركز معاقين يتبع الدار يحتاج ميزانية أيضاً ناهيك عن أن هناك عدد من الحالات تحتاج الرعاية المنزلية يصل عددهم إلى 20 مسناً»، مشيرة إلى أن «الدار تقدم تقريباً حوالي 1000 برنامج تحتاج الكثير من الجهود والدعم».
وأضافت ريما بن شمس أن «المواصلات هي الهاجس الأكبر لنا، وهي تكلف شهرياً 2000 دينار حيث إننا مستأجرين باصات لهذا الغرض ونحن معتمدين بشكل كبير على التبرعات ولكن التكاليف تفوق التبرعات ونحتاج الدعم بصورة أكبر»، و»نحتاج دعم لرواتب موظفينا والمكافآت التي تصرف للمتطوعين ومجموع رواتب والمكافئات لا تتعدى 3000 دينار».
وفي ما يلي نص الحوار:

دار يوكو، كيف وجدت؟
الفكرة هي دار للرعاية النهارية وكانت هناك مخاوف من ألا تلاقي هذه الفكرة النجاح وفي حال الفشل يتم تحويل الدار لمركز إيواء وبداية كان عدد المسنين 10 من الرجال و10 من النساء ولم يكن للمسننين قناعة ووعي بهذا النوع من الرعاية، ودار يوكو هي أول دار في الخليج وحالياً تحتضن ما يقارب 130 مسناً ومسنة وبسبب نجاح الفكرة وجدت دور مماثلة وصل عددها لـ10 وهناك دور في دول مجلس التعاون تقوم بزيارة الدار لأخذ الفكرة والاستفادة من خبرات الدار.
وأنشأت دار يوكو في عام 1994 بمساهمة من أهالي منطقة الحد حيث بادرت ببناء الدار شركة يوكو للمقاولات البحرية وبدعم من وزارة الصحة «التي خصصت أرض مستوصف الحد الصحي القديم للدار» ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية (وزارة التنمية حالياً)، وقامت الشركة بالتكفل بالبناء على نفقتها الخاصة إدراكاً منها لحاجة بعض كبار السن بالمنطقة للرعاية والعناية لأسباب منها عدم وجود الرعاية المناسبة لبعضهم ولسد أوقات فراغ كبار السن المحالين إلى التقاعد وتهيئة المكان الناسب لتجمعهم بدلاً من وجودهم وجلوسهم في الطرقات، وقد تم تكوين مجلس أمناء من أهالي المنطقة لإدارة هذه الدار.

ما هي أهداف الدار؟
للدار أهداف عديدة تتمثل في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والمعيشية للمستفيدين من الدار، استثمار أوقات فراغ المسنين وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة أي أعمال تتوافق مع خبراتهم وميولهم وتدريب القادرين منهم على بعض المهارات التي من الممكن أن تعود بمردود مادي عليهم، توثيق علاقة المسن بأفراد أسرته وتعميق تفاعله مع محيطه المجتمعي مما يتيح للمسنين التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي.
إضافة إلى معاونة المسنين المنتمين للدار ممن لا عائل لهم على قضاء بعض حاجاتهم التي يصعب عليهم أدائها، اتاحة الفرصة لكبار السن من أجل قضاء أوقاتهم الترويحية والاستفادة من البرامج التثقيفية المنفذة وتوثيق العلاقة والتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة العاملة في مجال المسنين.

ما هي شروط القبول في الدار وكيفية الالتحاق؟
تتمثل شروط القبول في دار يوكو في أن يكون بحريني الجنسية أو من المقيمين، وأن يكون خالياً من الأمراض المعدية أو السارية التي تحتاج إلى عناية طبية خاصة أو الاضطرابات العقلية.
وهناك إجراءات للقبول يجب أن يمر خلالها الطلب وهي أن يتقدم المسن بطلب لدى مدير الدار لدراسة حالة الطلب، وأما أولئك الذين هم بحاجة ماسة إلى خدمات الدار وليست لديهم القدرة لإيصال طلبهم إلى مدير الدار، فإن هناك لجنة تتلمس وجودهم لتعرض عليهم خدمات الدار.
وبعد ذلك ترسل الدار الباحثين أو الباحثات لدراسة حاجة المسن للإيواء أو الرعاية، إضافة إلى الحصول على موافقة المسؤول عن المسن شرعاً إن وجد.
بعد ذلك يبت مجلس الأمناء في استحقاق المسن للإيواء أو الرعاية، ويتم إعداد ملف طبي وملف اجتماعي للمسن.

ما هي أبرز الخدمات التي تقدمها الدار؟
تقوم باصات الدار في الفترة الصباحية بتجميع المسنين ثم إرجاعهم في الظهيرة وخلال هذه الفترة تقدم العديد من الخدمات منها: الخدمات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة التي توفر كامل الدعم لإجراء: العمل مع استشاريين للتغذية، وقامت الدار مؤخراً بعمل تحليل لفصيلة الدم، الفحوصات الدورية، العلاج الطبيعي، الطب النفسي، المحاضرات التثقيفية، العلاج بالعمل، التطعيمات، الزيارات المنزلية وصحة الفم والأسنان.
كما تقوم الدار كذلك بتوفير الأجهزة التعويضية: (النظارات – السماعات – الأسرة الكراسي المتحركة – العكازات).
وعلى مستوى الخدمات التعليمية والثقافية تقدم الدار خدمات ثقافية لمنتسبيها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم قسم تعليم الكبار (محو الأمية)، وتم توفير غرفة خاصة للكمبيوتر ومكتبة يوجد بها كتب تثقيفية عن مرحلة الشيخوخة إضافة إلى مسابقات ثقافية أسبوعية والإرشاد الديني.
وتقوم الدار بتنفيذ برنامج العلاج المهني (الأعمال اليدوية)، حيث تستثمر أوقات فراغ المسنين وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة أي عمل يتفق مع خبراتهم وميولهم وتدريب القادرين على بعض المهارات مثل (الخياطة بأنواعها – العمال اليدوية – صناعة البخور – الصناديق المبيتة – شباك الصيد – الديين– نماذج من السفن – صناعة الحبال).
أما على مستوى برنامج الخدمات الترفيهية، فإن الدار تنظم زيارات ورحلات دورية لمنتسبي الدار للمنتزهات والمخيمات (ونشكر مخيم الحرس الوطني لتوفيرهم المخيم في أي وقت للدار) وبرك السباحة وعمل زيارات ميدانية واجتماعية (عيادة المرضى والمشاركة في الأفراح والأحزان) إضافة إلى مشاركات عديدة في المناسبات الدينية والوطنية.
وهناك نوادٍ وفنادق تقوم مشكورة باستضافة الدار مثل فندق الريتز كارلتون والموفنبيك ونادي الروتراكت.
ورتبت الدار أيضاً رحلات خارج البحرين (للحج والعمرة - وعدة مناطق من المملكة العربية السعودية ودولة قطر).
وفي ما يتعلق بالخدمات المعيشية والإعانات، تقوم الدار بمساعدة معنوية ومادية للمحتاجين من المسنين في إنجاز احتياجاتهم لدى الجهات الرسمية وأعانت آخرين لصيانة وترميم منازلهم كما يقدم أهل الخير لهم بين الفينة والأخرى مساعدات عينية ومالية وغذائية.
كذلك تقدم الدار برنامج المشاركات في الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، وذلك عبر دورات تدريبية في كيفية التواصل مع المسنين، دورات تدريبية في الإسعافات الأولية، دورات تدريب الإطفاء وورش عمل عن الرعاية الصحية والنفسية لكبار السن.
وتستقبل الدار على مدار السنة مجموعة كبيرة من الزيارات من الجامعات والمدارس والمؤسسات والشركات ومختلف الجمعيات إضافة لوصول سمعة الدار إلى دول الخليج حيث أن هناك وفود خليجية وعربية تزور الدار للإطلاع على أنشطة وخدمات الدار والاستفادة من خبراتها وهذه الزيارات دليل على كفاءة الدار ومستوى الخدمات التي تقدمها وهناك أيضاً الزيارات المتبادلة بين دور الإيواء والمسنين المحلية.

هل هناك أنشطة للدار غير التي تقوم بها للمسنين؟
دار يوكو تقوم بالمشاركة في أغلب المناسبات الوطنية والدينية ويأتي ذلك من منطلق إشراك فئة المسنين وإيصال صوتهم للجميع فهم من بنى البلد ويستحقون منا كل التكريم، إضافة لأنشطة الدار هناك مواقف وطنية عديدة لها فعلى سبيل المثال في وقت الأزمة عندما تعذر الوصول للمستشفيات بسبب المشاكل وتم حظر التجوال تحولت الدار لمستشفى مصغر فبدل من أن تذهب الحالات للمستشفى كان هناك العديد من الأطباء الذين تطوعوا من جميع الأقسام وشاركنا في كل التجمعات وأيام التجمعات عالجنا الكثير من الحالات وأدينا الإسعافات الأولية وكنا أعضاء مع تجمع الوحدة ووفرنا الأجهزة والأسرة وقمنا بتدريب أكثر من 300 شخص على الإسعافات الأولية.

ما هي المشاكل والتحديات التي تعانون منها؟
هناك العديد من المشاكل والتحديات أبرزها المكان حيث أن عدد المنتسبين في ازدياد وهناك قائمة من المسنين تحتاج الدخول للمركز ولكن بسبب ضيق المكان لا نستطيع تلبية كل الطلبات ونحن في حاجة لمكان مفتوح تتوفر فيه اشتراطات السلامة والأمن، وللعلم فقد قمنا بعملية إخلاء ناجحة ولكن نحتاج لمكان أكبر يستوعب الازدياد في عدد المنتسبين ويسهل علينا إعداد الورش والدورات التدريبية ونطمح أن تقوم الدولة بتوفير المكان المناسب لاحتياجات الدار.
كما إن بعض المسنين لا يوجد لديهم مصدر رزق وبعضهم يعانون من مشاكل نفسية ونحاول جاهدين حل مشاكلهم، وتقوم الدار في كثير من الأحيان بالتدخل لحل بعض المشاكل العائلية للمسن.
المواصلات هي الهاجس الأكبر لنا، وهي تكلف شهرياً 2000 دينار حيث إننا قمنا باستئجار باصات لهذا الغرض ونحن معتمدون بشكل كبير على التبرعات ولكن التكاليف تفوق التبرعات ونحتاج الدعم بصورة أكبر.
ونستلم منحة من وزارة التنمية قدرها 10 آلاف دينار لا تكاد تغطي المصاريف حتى إن الصيانة تقام من ميزانية الدار القائمة على التبرعات ولدينا مركز معاقين يتبع الدار يحتاج ميزانية أيضاً ناهيك عن أن هناك عدداً من الحالات تحتاج الرعاية المنزلية يصل عددهم إلى 20 مسناً.
نتمنى أن يصلنا المزيد من الدعم، وهناك شركات مشكورة تقوم بالتبرع للدار ونود أن تأتي وترى كم العمل فنحن نقدم تقريباً بحوالي 1000 برنامج تحتاج الكثير من الجهود والدعم.

من هو فريق العمل في الدار؟
فريق العمل يعتمد على مجموعة من المتطوعين يقومون بعمل كبير ولدينا بشكل يومي من 20-25 متطوع وهناك من يقوم بالترتيب للمواعيد ونحتاج دعم لرواتب موظفينا والمكافآت التي تصرف للمتطوعين ومجموع رواتب والمكافئات لا تتعدى 3000 دينار.

ما هو جديد الدار؟
تقوم الدار بشكل سنوي بالاحتفال بعيد الأم وفي هذه السنة لدينا فعالية بمشاركة 12 مدرسة ستقدم كل منها فقرتين تحتوي الكلمات والأشعار والهدايا للمسنين لتعريف الطلاب بدور الدار وواجب المجتمع نحو المسنين.