أوصت الجلســـة الثانيـــة من اجتمـــاع مجلــس العـمــــل المشترك أمس بتغليب الحوار منهجاً لـ «تجسير الهوة بين الأديان» وهو العنوان الذي عقدت تحته الجلسة.
وأكد المشاركون أن الحوار بين المختلفين يكون أولاً بالتركيز على القواسم المشتركة بينهم والعمل على تعزيزها، ثم النظر في الأمور الخلافية والتفاوض بشأنها بغية اجتراح حلول وسط معتدلة، لافتين إلى أن المنخرطين في الحوار ربما لا يستطعون التقريب أو تغيير معتقدات الآخر لكنهم قادرين حتماً على إيجاد قواسم مشتركة تجعل التعايش السلمي أمراً ممكناً.
وقال أحد المشاركين في مداخلة له إن الحوار ربما يكون غاية بذاته وليس مجرد وسيلة، مشيراً إلى أن الحوار المتواصل كفيل بمد جسور التعارف والثقة بين المتحاورين وتوضيح الرؤى وتصحيح الأفكار ونزع فتيل الأزمات قبل اندلاعها.
ولفت المشارك إلى أنه ساهم في حل نزاعات جماعات متصارعة حول العالم، وشدد على أن يكون الحوار أساساً مع الذات وضمن الدين الواحد والمذهب الواحد بغية إجراء عملية تقييم وتصويب دائمة، موضحاً أنه في أي حوار يجب السعي لتحييد المتطرفين الذين ترتبط مصالحهم غالباً باستمرار التوتر والصراع.
واستعرض المشاركون في الجلسة تجارب عالمية أدت لإحلال المصالحة الوطنية بعد صراعات نجمت عن خلافات دينية ومذهبية، وتطرقوا إلى بؤر توتر الصراع الديني في العالم في شمال نيجيريا ومينامار وغيرها، وتحدثوا عن فوبيا الإسلام المنتشرة حول العالم والتي تتصاعد إبان أحداث مثل تفجير بوسطن الأخير. وناقش المشاركون أطروحات تضمنت أفكاراً تسهم بإزالة الخلافات الدينية والطائفية في إطار التسامح والتصحيح والتحديث، ونبذ التكفير والتعصب ورد الفعل غير المنضبط.