قال عضو مجلس الشورى سيد ضياء الموسوي إن ما ادعاه وزير خارجية إيران علي صالحي من طلب البحرين للوساطة الإيرانية يدعو للشفقة على عقلية تدعي ملائكية الوساطات، تعاني كارثية التمزق والانقسام والانفلات بينها وبين شعبها، مذكراً صالحي بسعي إيران لإشعال الحريق داخل البيت البحريني.
وأضاف الموسوي: نسأل وزير الوساطات صالحي: كيف تدعو البحرين من هو جزء من المشكلة ليكون جزءاً من الحل؟ لعل الوزير صالحي تنقصه الذاكرة المنشطة بعقاقير التاريخ، لما للدور الإيراني من إعلام، سعى منذ بداية الأزمة، وبإعلام قاتل، لصب الزيت على النار، وكأنه وكيل مبعوث من السماء للبحرينيين وبإشعال الحريق داخل البيت البحريني، بل وعرقلة كل حوار، ببث تقارير إعلامية متوحمة على زرع المآزق عبر إلقاء كرات النار على طاولة أي حوار بحريني، لتكون البحرين موقعاً مهيئاً لتفريخ بيض الفتنة بين الحكم والشعب، كما فرخت بقية البيض في العراق ولبنان واليمن وأذربيجان.
وتابع: فليسمح لنا صالحي، بأن الشعب البحريني والعالم العربي للآن لم ينس، ذاك السقوط المدوي للمصداقية الإيرانية التي أصيبت بمقتل وتهاوت في الوحل، عندما عمدت إيران والمسؤولون الإيرانيون، وأمام كل شاشات العالم وبلا حياء، بتزوير خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز التي عقدت بإيران، عندما كان يتحدث عن سوريا، فاستبدلوا ((دعاة المصداقية الملائكية والوساطات )) اسم سوريا بالبحرين بتحريف واضح وخطير، حتى تفاجأ العالم بهذا التزوير العلني الفج، وكانت صدمة للرئيس الضيف ولمصر والخليج وللعالم، جعلت وزير الدعاية النازي لهتلر، جوزيف جوبلز يبكي في قبره، ويترحم على أيامه.
وتسائل الموسوي «كيف تجرؤ دولة بماكينتها الإعلامية على تزوير خطاب رئيس، وتغييره ولا تعتذر؟ هل يبقي بعد هذا الموقف أي مصداقية لكم يا وزير، هذا وأنتم تسوقون للعالم الإسلامي أن نظامكم هو النظام الوحيد الصادق الأمين في المنطقة، وإنكم الأولياء الصالحون والأوصياء على ذمم الأمم وشرعيتها، وإنكم أنبياء الحرية، والثورات تعلمت منكم التغيير بالطبع عدا الثورة بسوريا، بشار ملاك الرحمة على الشعب السوري والآلهة الإغريقية للسلام، المتبقية في القرن الواحد والعشرين.!! كل ذلك للعب بعقول المسلمين الشيعة والسنة، وبالخصوص الشيعة، وذلك بالتمظهر والتمسرح ببكائية إعلامية، على أنكم رسل الله المنزلة بصورة الفاتيكاني المسالم، وأنكم الناطقون الرسميون عن الشيعة وذلك لاستغلال أي قضية شيعية يمكن من خلالها العزف بها على قيثارة ولاية الفقيه، التي صدعتم بها رؤوسنا، على أنها مصباح علاء الدين وخاتم سليمان، المنقذ للشعوب، وإذا بها تتحول إلى كابوس مرعب جاثم على صدر الشعب الإيراني بلا مصداقية ولا شرعية، عدا تكريس حزب النظام الثيوقراطي التوتاليتاري الشمولي في قمع الشعب».
وأكد الموسوي إن كان لإيران ثمة وساطة فليحفظوها لأنفسهم، فيكفي مسلسل الشر لسياسيتهم البرغماتية التي تسببت في ضياع الكثير من حقوق الشيعة بسببكم في المنطقة من لبنان إلى العراق إلى الخليج.
وأشار الموسوي على الإيرانيين بتوفير نصائحهم للصلح بين راديكاليتهم وبين رموزكم قبل شعبكم، من رفسنجاني ونجاد ووجبات الشتم ومشائي ولاريجاني، «وفروها لحل تداعيات ثورة الشعب الخضراء لإيران التي قمعت العام 2009، ووجبات القمع لمير موسوي وكروبي وأبناء رفسنجاني وللشعب. وفروها لما تقومون به ضد شيعة أذربيجان لأجل مصالحكم في بحر قزوين. لو كنتم مع الشيعة وليس مع مصالحكم، فلماذا تعادون شيعة أذربيجان وهم كثر وتستقوون بمسيحيي أرمينيا عليهم، وتهددون أمنهم القومي وتزجون بهم في السجون؟ إن كنتم مع مصالح الشيعة فلماذا تقمعون وتهمشون شيعة الأهواز وتطلقون الرصاص قبل سنين على بيت المرجع الخاقاني؟ إذا كان لكم ثمة نصائح فوفروها لأنفسكم، وناصحو بها ذواتكم في ما يقع عليهم من تمييز عنصري شوفيني بغيض سنة وشيعة، لا البحرين ولا البحرينيون بحاجة إلى وساطتكم، فيكفي العالم، سطوتكم وسلطتكم من تسلطكم عنا عن وساطتكم. يا وزير، أنتم طرقتم الباب فتحملوا الرد».