كتب ـ حسين التتان:
كتب أحدهم على الحائط المواجه لمنزله «يا برشلونة بليز بليز ارحم فرق الإنجليز»، بجوار العبارة دون آخر «ريال مدريد وبس»، ولاحظ ثالث «لا أحد يهزم الشياطين الحمر».
في أحد المقاهي الشعبية تحلق الجميع حول شاشة التلفزيون الكبيرة لمتابعة الكلاسيكو، قال أحد الحاضرين «الدوري لبرشلونة غصباً عن أكبر شارب!».. حصلت إثرها مشادة بين أنصار الغريمين التقليديين تدخل لفضها الحياديون وانتهت القصة بخير وسلام.
علاء يشجع برشلونة بجنون ويرتدي قميص ميسي، شقيقه أحمد من مشجعي ريال مدريد ويلبس بطبيعة الحال قميص رونالدو، ويميل والدهما لمانشستر يونايتد، الوالدة وعند كل مباراة تلعن كرة القدم ومن اخترعها.. لا نتيجة سوى التعادل توقف التصادم بين الأخوين المتناحرين.
حالة طبيعية
يعتبر أنور إسماعيل التعصب الرياضي ـ خاصة بين الشباب ـ حالة طبيعية جداً «يحمل على التحدي والإثارة والتشوق، فالشاب وحتى الكهل لا يريدون أن يخسروا الرهان، من هنا نجدهم يتعصبون لفرقهم وينحازون لها بطريقة عمياء، هم فقط يريدون كسب التحدي، الرياضة هي البيئة الأكثر ملاءمة لهذا التعصب بين مشجعي الفرق والأندية الرياضية».
ويرى أبو غدير أن التعصب الرياضي خرج من نطاق المحلية إلى العالمية «اليوم ومن خلال العالم المفتوح للتكنولوجيا، بدأ الجميع يشاهد منافسات الألعاب الرياضية المختلفة، وفي مقدمتها كرة القدم».
ويضيف «نشاهد أن الأصدقاء والشللية من فئة الشباب، يوجهون انتماءاتهم الرياضية لأحد الأندية العالمية، وينقسمون لفريقين متنافسين، وفي حال اختلف الأصدقاء حول الفريق الواجب تشجيعه، تحدث المشاكل، لكنها في كل الأحوال لا تفسد للود قضية».
الحيادي يفوز دوماً
وليد شاب مرح لا يحب الرياضة، رغم أن كل أصدقائه يعشقون أنديتهم حد الجنون، ومن هنا يستمتع وليد بالجدل الحاصل بين أصدقائه حول فرقهم المفضلة، وفي كثير من الأحيان يتولى تحريضهم ضد بعضهم البعض، فقط من أجل أن يضحك.
يقول وليد «استمتع بتعصب أصدقائي لأنديتهم، أنا المستفيد الأول والوحيد من رهاناتهم حول الغالب والمغلوب، في كل مرة تلعب أنديتهم، يتراهنون على عشاء أو سهرة وما شابه، ولأني لا أشجع أياً من الفرق الرياضية تكون وظيفتي الضحك والأكل والتنعم بنتيجة الرهان وببلاش».
أم محمود لديها ثلاثة من الأبناء يشجعون برشلونة، بينما والدهم أبو محمود من مشجعي ريال مدريد «بسبب تعصبهم لأنديتهم، تحدث مشادة في أثناء المباريات تنتهي كل مرة بسلام».
وتعتقد أم محمود أن التعصب الرياضي أمر غير مضر في مجتمع مثل البحرين «هو عادة ما ينتهي بالضحك لا بالشجار، لكن من المهم جداً أن ينتبه عشاق الرياضة ألا يبالغوا في التعصب، حتى لا يكونوا مؤذين لأصحابهم جارحين لمشاعرهم».
التعصب المدمر
ويشير أبو مريم إلى أن التعصب الرياضي ليس له آثار مجتمعية مدمرة «لكن حين يفسح له المجال يكون خطيراً، ولعل أقرب مثال ما حدث مؤخراً بين جماهير الأهلي المصري ونادي بور سعيد، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من 70 قتيلاً ومئات الجرحى، والسبب يعود لانعدام الأخلاق والروح الرياضية بين مشجعي الفريقين».
عبدالله عبدالقادر متعصب لأحد الأندية البحرينية، ولا يملك أعصابه في فترة مباراة فريقه، لكنه يشعر بمتعة ولذة غير طبيعية لتعصبه هذا، بل أنه في كل مرة يلتقي أصدقاءه يحاول أن يثيرهم ويغيظهم ويستفزهم لأجل المجادلة والمتعة، فقط لأنهم يشجعون أندية أخرى.