كتب ـ حسين التتان:
تخرج حسين محمد مؤخراً من مدرسة خاصة لا تعير اللغة العربية اهتماماً، هو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويحاول اليوم أن يكتب الشعر العربي، يتصفح دواوين كبار الشعراء وينهل منهم، حسين يعود للغته الأم ولكن عبر بوابة الشعر.
مروة شابة تكتب خواطرها وتصيغها في قالب أدبي، وتنشرها عبر حسابها الخاص على «فيس بوك»، وتشارك باستمرار في منتديات أدبية محلية وخارجية.
حفظ الهوية
يعلل حسين محمد اهتمامه بلغته الأم ومحاولاته المستمرة لكتابة الشعر العربي، لأنه يجد هويته وتاريخه وأساس وجوده باللغة العربية «العربية لها من السحر ما يسلب الأفئدة والعقول، هي تحاكي روعة الإنسانية من خلال معانيها ومفرداتها، وهذا ما لا تلمسه في لغات العالم الأخرى». لم تكن تجربة حسين الشعرية البسيطة مرده خوفه من ضياع الهوية العربية «السبب هو الفاعلية الكبيرة التي تخلقها العربية في نفوسنا».
وتشير مروة إلى أن اهتمامها بكتابة الخواطر بلغتها الأصلية، تأكيد لروعة العربية، ومحاولة منها وأبناء جيلها لتكريس مفاهيم الهوية العربية، خاصة أن لغة القرآن تتعرض لهجمات غربية شرسة لأجل طمسها ومحوها «من خلال أدوات العصر المتاحة وعبر وسائل الاتصال الحديثة، نحاول كشباب التأكيد على المفاهيم القومية الثابتة».
بوابة الترجمة
يترجم سعيد الماحوزي بين الفينة والأخـــرى، بعـــض النصــوص الأدبيــة العربية إلى اللغة الإنجليزية «لتسويق العربية وجمال بيانها عبر المواقع العالمية المختصة والمهتمة بالآداب.
ويعترف سعيد أن جهوده فردية بسيطة «أتمنى من بقية شباب العرب الاهتمام بلغتهم، ونشرها كثقافة بين شعوب العالم، كما تفعل اليوم كل شعوب العالم مع لغاتها، عبر شبكة الإنترنت والمنتديات والإصدارات الثقافية».
سمية أحمد تكتب إبداعاتها الأدبية عبر مواقع التواصل «أنستغرام»، وتقول إن الكثيرين من متابعيها بدؤوا يشجعونها على الإحياء الجميل للغة الضاد، بل إن الكثير من صديقاتها تأثرن بما تكتب «هن اليوم يحاولن خلق فضاءات واسعة عبر أنستغرام للغة العربية».
تشارك المسؤولية
ويـــرى جمـــال زايـــد مـــن واجـب كل شاب عربي أن ينشر الثقافة العربيــة والإسلامية بين شعوب العالم «هذا لن يكون متاحاً إلا من خلال الاهتمام باللغة العربية نفسها، ومن هنا يجب على الدول العربية وشعوبها أن يهتموا بلغة الضاد أكثر من بقية اللغات الأخرى، وأن يهتم الشباب العربي بلغته، حفظاً للهوية العربية الجامعة من الضياع».
ويقول موسى خليل إن اجتماع عامل جمال اللغة العربية والخوف على فقدان الهوية من الضياع، لا يكونا كافيين لتحفيز وعينا للتمسك بلغتنا العربية، ويضيف «لسنا عنصريين، ولا نقول هذا الكلام من باب الاستخفاف بالثقافات الأخرى، لكن الحق يقال، اللغة العربية من أغنى لغات العالم وأكثرها جمالاً».