كشف أول تقرير يعرض عن حالة "الإسلاموفوبيا" في بلجيكا، أن ثلاثة من كل أربعة ضحايا لا يرفعون أي شكوى ضد التمييز أو العنف الذي يواجهونه، وأظهر أن النساء والشباب الأكثر تعرضا لظاهرة التمييز والعنصرية في هذا البلد الأوروبي هم المسلمين.
وقد اعتمد التقرير -الذي صدر أمس الخميس ونشر اليوم الجمعة عن منتدى حقوق المسلمين- على ما يقارب من ستمائة شهادة لمواطنين مسلمين يشعرون بشكل ملموس بوجود تمييز في حقهم بسبب دينهم.
ووفق التقرير تعد النساء الأكثر تعرضا للتمييز، حيث أن اثنتين من كل ثلاث نساء هن ضحايا هذه الظاهرة، أي 61.8% من النساء، وترتفع هذه النسبة إلى ثلاثة من أصل أربعة عندما يتعلق الأمر بمسألة الملابس.
كما يتعرض الشباب أيضا للتمييز بمقدار اثنين من كل ثلاثة أشخاص، 62% منهم تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما. وفقط 2% من الحالات المسجلة تتعلق بمواطنين مسنين.
وبحسب التقرير، فإن المجال الرئيسي للتمييز هو العمل، منها السب اللفظي ومظاهر الكراهية على شبكة الإنترنت أو في وسائل الإعلام، حيث أن 33% من الشهادات تتعلق برفض التوظيف والترقية بتبريرات تتعلق بالقناعة الدينية للضحايا.
وأبرز التقرير أن الضحايا لا يقدمون على الشكوى، فثلاثة أشخاص من أصل أربعة يعتقدون بأنهم ضحايا للإسلاموفوبيا ( أي 74.8%) لا يقدمون على أي رد فعل. ويتم الإبلاغ عن 3% فقط من الوقائع إلى مركز تكافؤ الفرص و4% يقدمون شكاوى إلى المحكمة أو إلى الشرطة.
وعرض التقرير بضع الشهادات الصادمة لبلجيكيات يتعرضن للكراهية بسبب اعتناقهن الإسلام، وقالت إحداهن: "كنت واقفة في محطة للحافلات مع صديقة لي بلجيكية أسلمت هي أيضا، ولما عرف شباب بلجيكيون بأننا من أصل بلجيكي ونرتدي الحجاب أقدموا على تمزيق حجابنا ووصفونا بالمتعاونات مع العدو".
ويقول فؤاد بن يخلف من منظمة المسلمين التقدميين والذي شارك في إعداد التقرير إن هذا الأخير يشكل رسالة تحذير إلى السلطات والرأي العام من تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا. كما يسعى أيضا إلى دفع الضحايا إلى رفع الشكاوى، أملا في أن تقوم الجهات المعنية بمتابعة الملفات.
وشدد فؤاد للجزيرة نت على أن إصدار تقرير سنوي سيصبح عرفا لتذكير الجميع بضرورة مواجهة هذه الظاهرة في المجتمع البلجيكي.