(العربية.نت): أشارت أرقام منظمة العمل الدولية، إلى أن 300 مليون شاب حول العالم، تتراوح أعمارهم بين 15-24 عاماً عاطلون عن العمل، فيما قدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «الأوسيد» عدد الشباب العاطلين عن العمل في الدول الغنية بنحو 26 مليون شاب.
ووفقاً لدراسة أعدها البنك الدولي، فإن 260 مليوناً من الشباب في الدول النامية غير نشيطين، بينما يؤكد مسح «ذي إيكونوميست» أن ما يقارب 290 مليون شاب عاطلون عن العمل، أي ربع شباب العالم.
وتتراجع النسبة في حالة عدم تضمين النساء في هذه الأرقام بالدول التي لا يشكلن فيها جزءاً من القوة العاملة. وتشكل النساء غير النشيطات في دول جنوب آسيا أكثر من الربع حول العالم، مع أن أداءهن أفضل من الرجال في الدول الغنية، وفقاً لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية.
ويعمل أكثر من ثلث الشباب في الدول الغنية بعقود مؤقتة، ما يجعل اكتساب الخبرة أمراً غاية في الصعوبة، بينما يمارس الخمس في البلدان الفقيرة مهام منزلية دون أجر أو في أعمال لا تتعلق بالاقتصاد الرسمي. وعموماً، فإن ما يقارب نصف شباب العالم إما يعملون خارج الاقتصاد الرسمي، أو لا يساهمون بالقدر المطلوب في الإنتاج.
وزادت الأزمة المالية وتداعياتها مشكلة بطالة الشباب تعقيداً، حيث كثيراً ما تلجأ الشركات لفصل موظفيها الجدد أولاً. ويزيد عدد الشباب العاطلين عن العمل في كل من اليونان وإسبانيا على سدس عدد السكان، كما تجاوز عددهم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الثلث مقارنة بالعام 2007.
ومن الأسباب الأخرى، أن أسواق العمل في دول الاقتصادات الناشئة التي تتميز بأسرع وأكبر نمو في عدد السكان من الشباب، تخضع لأسوأ نوع من الإدارة. ويعيش ما يقارب نصف سكان العالم من الشباب في جنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. كما توجد في هذه الدول أيضاً، أعلى نسبة من العاطلين منهم أو العاملين في القطاع غير الرسمي. ومن المتوقع ارتفاع عدد الذين هم بين سن 15-24 في أفريقيا، بأكثر من الثلث إلى 275 مليوناً بحلول 2025.
وتقدر الخسائر الاقتصادية في أوروبا الناجمة عن بطالة الشباب في 2011، بنحو 153 مليار دولار أو أكثر من 1% من الناتج المحلي الإجمالي. كما أن الفشل في استيعاب الشباب في القوى العاملة لا يؤدي لانخفاض النمو فحسب، بل يهدده في المستقبل أيضاً.
وأكدت مجموعة من الدراسات الأمريكية، أن الذين يبدؤون حياتهم العملية بالبطالة، هم الأقل حظاً في الظفر بأجور عالية وبوظيفة في المستقبل. وتشير دراسات إلى اختفاء تأثير البطالة على أجور الشباب في الصين في غضون فترة لا تتجاوز الـ3 أعوام، إلا أن هناك تقارير في مناطق أخرى مثيرة للقلق.
ويؤكد التحليل الذي أُجري على سوق العمل في إندونيسيا في أعقاب أزمتها خلال العام 1997، شح فرص الحصول على عمل للشباب الذين يفقدون وظائفهم.
وفي حين يكون التأثير طفيفاً في الدول ذات الاقتصادات القوية، تخلف بطالة الشباب تداعيات وخيمة في الدول التي تعاني اقتصاداتها من بطء النمو، كما هو الحال في كل من إسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا، التي سجل فيها معدل البطالة أعلى نسبة بين دول العالم الغنية.
وتعتبر الدول التي تسمح لتكتلات الأعمال بالحد من المنافسة، إضافة إلى فرض الضرائب العالية على العمالة وقلة الأجور، والتي تقف فيها النظم حائلاً دون تسريح العاملين، مناطق غير مناسبة للشباب الباحثين عن فرص العمل.