عواصـــــم - (وكالات): قتــــل 41 شخصاً وأصيـــــــب 100 آخــرون في انفجـار سيارتين مفخختين في بلدة الريحانيـة التركية القريبة من الحدود مع سوريا، فيما أعلنت السلطات التركية أنها تشتبه بضلوع دمشق في الحادث.
وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر إن سيارتين مفخختين انفجرتا أمس أمام مبنى البلدية والبريد في الريحانية بمحافظة هاتاي التي تبعد 8 كلم عن معبر حدودي مهم مع سوريا. وقال غولر لوكالة أنباء الأناضول «هناك 41 قتيلاً و100 جريح بينهم 29 في حالة حرجة».
من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي أن الهجوم هو الأكثر دموية في تركيا منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من عامين.
وقالت وكالة الأناضول إن الانفجارين كانا قويين وانهمك المسعفون في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، لافتة إلــــى تدمير سيــارات عدة جراء الانفجارين. كذلك، أصيبت البلدية بخسائر جسيمة وتسبب الحادث في انقطاع الكهرباء بكل المنطقة التي تجاور الريحانية. ولاحقاً، هز انفجار ثالث البلدة من دون ان تكون له صلة بالانفجارين السابقين بحسب ما أوضح غولر. وحول صلة محتملة بين التفجيرين والنزاع المستمر في سوريا، اعتبر نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج أن النظام السوري والرئيس بشار الأسد هما بين المشتبه بهم.
وقال «مع أجهزة استخباراتهما ومجموعاتهما المسلحة، فإن النظام السوري والأسد هما بالتأكيد بين المشتبه بهم التقليديين في تنفيذ مشروع شيطاني مماثل بل والتخطيط له». لكنه تدارك أن التحقيق في التفجيرين لايزال في بدايته. وذكر أن السلطات التركية سبق أن حملت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير بواسطة سيارة مفخخة أسفر عن 17 قتيلاً و30 جريحاً في 11 فبراير الماضي عند معبر حدودي قريب من الريحانية.
من جانبه، لفت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى «تزامن» الهجوميـــن مع «تسريع» وتيرة الجهود لحل الأزمة السورية، وخصوصاً مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن في 16 مايو الجاري.
وقال رئيس الوزراء ان «بعض ممن لا ينظرون بإيجابية إلى رياح الحرية التي تهب على بلادنا يمكن أن يكونوا ضالعين في هذه الأعمال»، في إشارة إلى عملية السلام الراهنة بين أنقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
ودان الائتلاف الوطنــــي الســـــــوري «الهجمات الإرهابية» في الريحانية. وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن «تضامنه مع الشعب والسلطات التركية». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عبر موقع تويتر «نقف إلى جانب الشعب التركي». وتستقبل تركيا نحو 400 ألف لاجئ ومنشق سوري.
وتقع بلدة الريحانية التي يسكنها نحو 60 ألف شخص، جنوب تركيا بالقرب من معبر جيلفيغوزو قبالة معبر باب الهوى السوري.
وتأتي تفجيرات الأمس بعد يومين من تصريحات لأردوغان قال فيها إنه يعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية وتجاوز «الخط الأحمر» الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة تملك «دليلاً قوياً» على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. من جانب آخر، أعلن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى أنه من المستبعد عقد مؤتمر سلام حول سوريا هذا الشهر كما تم الاقتراح، بسبب خلافات حول الأطراف التي ستشارك فيه. في الوقت ذاته، وتحت ضغط الحصيلة البشرية للنزاع في سوريا واحتمال استخدام أسلحة كيميائية فيه، اقتربت واشنطن من موسكو بشأن تسوية سياسية للحرب الدائرة في البلد، لكن عدداً من الخبراء يشككون في ذلك بسبب الخلافات بين البلدين.
من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء سيد حسن فيروز آبادي إن «مقاومة شعبية على غرار حزب الله اللبناني تتشكل في سوريا، وان قوى الاستكبار منيت بهزيمة نكراء من المقاومة والحرب انتهت هناك، ولم يعد للغرب الفرصة لإعادة تقييم مواقفه حيال سوريا».
ميدانياً، تخوض القوات النظامية السورية اشتباكات مع مقاتلين معارضين في محاولة منها لإعادة فتح طريق إمداد استراتيجية بين محافظتي حماة وحلب، بعدما أعاد المقاتلون قطعها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في غضون ذلك، قال المرصد إن مقاتلي المعارضـة سيطروا على بلدة بريف حمص وسط البلاد، بينما قال الإعــلام الرســمي السوري إن البلـدة لا تزال «آمنة». وأدت أعمال العنف المتواصلة في مناطق عدة إلى مقتل العشرات، وفقاً للمرصد.