أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف مساء أمس فوز حزبه في الانتخابات التشريعية في باكستان ودعا خصومه «إلى حل مشاكل» البلاد.
وبحسب توقعات شبكات التلفزة المحلية، فإن الرابطة الإسلامية بزعامة شريف سجلت تقدماً ملحوظاً على خصمين رئيسيين، «الحركة من أجل العدالة» بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان وحزب «الشعب» الباكستاني بزعامة عائلة بوتو. وقال شريف لأنصاره المتجمعين في لاهور ثاني أكبر مدن البلاد «يجب أن نشكر الله الذي منح الرابطة الإسلامية، ونواز فرصة أخرى لخدمة باكستان، النتائج تواصل الظهور، ولكن لدينا الآن تأكيد أن الرابطة الإسلامية - نواز ستظهر كالحزب الرئيس». وكانت شبكات التلفزة توقعت أن يفوز حزب شريف بنحو 100 مقعد من أصل 272، على أن يسعى بعد ذلك إلى تشكيل ائتلاف لتأمين غالبية في الجمعية الوطنية.
وقال شريف «أدعو كل الأحزاب إلى الجلوس حول طاولة معي لحل مشاكل البلاد».
وأضاف شريف الذي سيصبح أول رجل سياسي في تاريخ باكستان يفوز في 3 انتخابات ديمقراطية «لو كان الأمر يتعلق بي وحدي لما تحدثت إليهم، لكني أقوم بذلك من أجلكم ومن أجل الأجيال المقبلة». في غضون ذلك، أقرت حركة الإنصاف بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان بهزيمتها، معترفة بفوز حزب نواز شريف.
وبدأت عملية فرز الأصوات في باكستان مع حلول مساء أمس في ختام عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديمقراطية تميزت بمشاركة قوية من الناخبين الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان وأعمال عنف أسفرت عن سقوط 22 قتيلاً.
وأعلن مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية أن «نسبة المشاركة تقارب 60% في ارتفاع كبير مقارنة بآخر انتخابات جرت في 2004 وكانت فيها نسبة المشاركة 44%.
وبعد فوز الأحزاب التقدمية والعلمانية في 2008 راهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية التي يتزعمها نواز شريف صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية والذي سبق وتولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينيات. ورأى محللون أن عمران خان استفاد من تعاطف كبير منذ أن سقط عن ارتفاع عدة أمتار في حادث أثناء مهرجان انتخابي الأسبوع الماضي وكسر عدداً من فقرات عموده الفقري. ودعي أكثر من 86 مليون باكستاني لانتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الأقليمية الأربعة. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أكملت ولايتها من 5 سنوات تسليم الحكم إلى حكومة أخرى مدنية أيضاً للمرة الأولى في البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه مطبوعاً بالانقلابات العسكرية. في غضون ذلك، اتهمت الجماعة الإسلامية وحركة الإنصاف التي يتزعمها خان أول حزب سياسي في كراتشي العضو في الائتلاف المنتهية ولايته، بالتزوير في الانتخابات التشريعية الوطنية.
وقال محمد حسين مهنتي المسؤول الكبير في حزب خان خلال مؤتمر صحافي «إنها انتخابات مزورة. يروع مسلحون في الحركة القومية المتحدة السكان المحليين ويتلاعبون بالاقتراع». ميدانياً، سقط أكثر من 130 قتيلاً خلال حملة انتخابية اعتبرها المراقبون الأكثر دموية في تاريخ البلاد وتبنت معظم الهجمات حركة طالبان الباكستانية التي تعارض العملية الديمقراطية وتعتبرها «غير إسلامية». وتوعدت حركة طالبان الباكستانية بسلسلة ويتوقع أن تصدر النتائج النهائية في وقت لاحق وإذا لم يحصل الحزب الذي سيتصدر النتائج على أغلبية المقاعد، فبإمكانه تشكيل ائتلاف، لكنه إذا لم يتمكن فسيفسح في المجال أمام الذي يليه في نظام يتيح العيد من إمكانيات التحالف التي قد تكون أحياناً غير متوقعة. وبإعلان فوزه أمس، سيتولى نواز شريف منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة بعد فترتي 1990-1993 و1997-1999 عندما أطاح به انقلاب عسكري. وقد أيد نواز شريف فكرة الحوار مع طالبان في محاولة لوضع حد لأعمال العنف وانتقد غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تستهدف الإسلاميين شمال غرب البلاد. لكنه لم يوضح كيف سيعمد إلى ذلك من أجل إرساء السلام من دون إثارة استياء واشنطن أكبر الجهات المانحة.
«فرانس برس - رويترز»