عواصم - (وكالات): قال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي إفرايم هاليفي إن «بشار الأسد هو رجل تل أبيب في دمشق»، موضحاً أن «إسرائيل تضع في اعتبارها منذ بدأت أحداث الثورة السورية أن هذا الرجل ووالده تمكّنا من الحفاظ على الهدوء على جبهة الجولان طيلة 40 سنة، منذ تم توقيع اتفاقية فكّ الاشتباك بين الطرفين عام 1974»، وفقاً لقناة «العربية».
وأكد في مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية تحت عنوان «رجل إسرائيل في دمشق» أنه «حتى عندما نشب قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية والسورية على الأراضي اللبنانية في عام 1982 فإن الحدود على جبهة الجولان ظلت هادئة».
وأشار هاليفي إلى أن «استمرار الفوضى في سوريا لمدة طويلة وتوسع العمليات القتالية سوف يجلب الإسلاميين إلى البلاد من كافة أنحاء المنطقة، وهو ما سيهدد الهدوء في الدول المجاورة لإسرائيل بما فيها لبنان والأردن والعراق، فضلاً عن أن الأسد قد يفقد السيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية، أو أنه قد يقرر أن يفقد السيطرة عليها».
وشدد على أن «من بين أسباب حرص الحكومة الإسرائيلية على عدم التدخل في الأحداث بسوريا أنها لا تريد جرّ قوات النظام السوري لتوجيه ضربات بالصواريخ إلى إسرائيل لتحويل المعركة، إضافة إلى أنها لا تريد استعداء الطائفة العلوية التي ستظل في البلاد بغض النظر عن نتائج الأحداث الراهنة».
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل أكثر من 80 ألف شخص بسوريا نصفهم من المدنيين، منذ بدء النزاع بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه قبل أكثر من عامين». وأدت الأزمة إلى نزوح نحو 1.4 مليون سوري إلى الدول المجاورة، بينما اضطر 4.25 ملايين آخرون إلى ترك منازلهم داخل سوريا.
وفي تركيا، اعتقلت السلطات 9 أشخاص بعد التفجيرين اللذين أوقعا 46 قتيلاً في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية فيما حملت أنقرة مسؤوليتهما لنظام دمشق.
وغداة الهجوم الذي أثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أن الأشخاص الـ 9 كلهم أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية»، مضيفاً أن بعضهم أدلى «باعترافات».
وقال اتالاي أيضاً إن 38 من القتلى الـ 46 تم التعرف إلى هوياتهم وبينهم 35 تركياً و3 سوريين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي» عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية، داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا الى المستنقع السوري».
وأشارت عدة صحف تركية إلى احتمال ضلوع مجموعة صغيرة سرية تركية يسارية اسمها «اجيلجير» لجأ زعيمها مهراج أورال إلى سوريا في نهاية سبعينات القرن الماضي.
في المقابل، نفت دمشق الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بسيارتين مفخختين وذلك بحسب تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي حمل الحكومة التركية «المسؤولية الكاملة عما حدث».
وفي ردود الفعل، استنكرت الحكومة العراقية التفجيرات «الإجرامية» في بلدة الريحانية داعية دول المنطقة إلى التعاون فيما بينها لمواجهة «الإرهاب والتطرف». ودان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي الاعتداء «الإرهابي الهمجي». وفي بيروت دان حزب الله الشيعي اللبناني التفجيرات.
من جانب آخر، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بارتكاب التفجير. كما دانت الحكومة الأردنية التفجيرين.
من ناحية أخرى، يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعاً في إسطنبول في 23 مايو الجاري، لاتخاذ قرار بشأن رغبة موسكو وواشنطن بعقد مؤتمر دولي بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة للتوصل إلى حل للازمة.
وسيبحث الاجتماع الذي يستمر 3 أيام، موضوعات عدة منها اختيار رئيس جديد للائتلاف خلفاً لأحمد معاذ الخطيب، والمصادقة على تشكيلة الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو.
من جانبها، أعلنت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جيورجيفا تقديم 65 مليون يورو «84 مليون دولار» لمساعدة أكثر من 4 ملايين سوري في الداخل أجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سوريا، محذرة من «أننا على شفا الهاوية». من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس أن تدخلاً عسكرياً أمريكياً في سوريا سيكون «خطأً» لأنه لا يمكن التكهن بما سيؤدي إليه.
ميدانياً، تواصلت أعمال العنف في سوريا، فشن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق عدة أبرزها أطراف حي جوبر شرق دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى. كما قصف الطيران مناطق في محافظتي إدلب والرقة.
وفي محافظة حمص، قتل 4 مقاتلين معارضين في اشتباكات دارت في ريف مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب المرصد. وتحقق القوات النظامية في الفترة الماضية تقدماً في اتجاه المدينة، بعد سيطرتها مدعومة بعناصر من اللجان الشعبية الموالية لها وعناصر من حزب الله اللبناني، على عدد من قرى هذه المنطقة الحدودية مع لبنان. وأعلن المرصد مقتل 64 شخصاً في أعمال عنف أمس.
من جانب آخر، صرح مسؤولون دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن قطر أدت دوراً كبيراً في التفاوض للإفراج عن جنود حفظ السلام الفلبينيين الأربعة الذين خطفهم مسلحون في هضبة الجولان السورية المحتلة.
والرهائن الذين أعلنت الأمم المتحدة خطفهم الثلاثاء الماضي، أفرج عنهم أمس من جانب مقاتلي «لواء شهداء اليرموك» عند موقع المراقبة التابع للمنظمة الدولية حيث خطفوا.