تنطلق اليوم في دبي فعاليات منتدى الإعلام العربي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، والذي تنعقد أعماله على مدار يومين، وتشهد أمسية يومه الختامي حفل الإعلان عن الفائزين بفئات الدورة الثانية عشرة لجائزة الصحافة العربية.
وتفتح الدورة الثانية عشرة من المنتدى تحت شعار «الإعلام العربي في المراحل الانتقالية»، بمشاركة حشد من الإعلاميين يضم نحو 3500 من الخبراء والمختصين في قطاعات العمل الإعلامـــي المختلفـــة، والمحللين ورواد الفكر ورموز الثقافة وكبار الكتاب والصحافيين العرب والأجانب.
ويناقش المنتدى، الذي ينظمه «نادي دبي للصحافة» على مدار يومين مجموعة من القضايا المهمة والظواهر الإعلامية التي أفرزتها هذه المرحلة المشحونة بالأحداث بما يشهده الوطن العربي من تطورات سياسية وأمنية واجتماعية سريعة الوتيرة وعميقة الأثر، وما صاحب تلك التطورات من جدل واسع حول دور الإعلام ومدى إسهامه في تحديد مسار التطورات المتلاحقة.
وقبل انطلاق الحدث أكدت نائب رئيس اللجنة المنظمة مريم بن فهد، اكتمال كافة التجهيزات المتعلقة بمقر المنتدى والضيــوف، لافتــة إلــى أن إدارة المنتـــدى حرصت على العناية بكافة التفاصيل المتعلقة باستقبال الضيوف وإقامتهم، حيث يتولى نادي دبي للصحافة كافة الترتيبات بدعم من متطوعين يعملون طوال فترة المنتدى على راحة الضيوف وإمدادهم بكافة المعلومات المتعلقة بمجرياته.
وأضافت «يتحدث على مدار يومي المنتدى في 14-15 مايو نحو 70 خبيراً وإعلامياً من مختلف أرجاء الوطن والعالم، ليشاركوا مع رواده خبراتهم ورؤاهم حول آخر المستجدات في الساحة الإعلامية وما يرتبط بها على مختلــف الصعـــد السياسيـــة والاجتماعيـــة والاقتصادية».
وتحظــــى الدورة الحاليـــة مـــن المنتـــدى بمشاركة عدد من الرموز العربيـــة ومـــن أهمهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، حيث يلقي الكلمة الرئيسة بالمنتدى، كما يشارك أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في الجلسة ذاتها من خلال حوار يلقي فيه الضوء على القضايا المتعلقة بالشأن العربي.
وتستضيف الجلسة الرئيسة لثاني أيام المنتدى، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني في حوار شامل يتطرق فيه لأهم الموضوعات المتعلقة بالشأن الخليجي والمرتبطة بالعمق الاستراتيجي العربي.
اليوم الأول
ويشهد اليوم الأول انعقاد 3 جلسات صباحية متزامنة، تبحث إحداها في مجمل التحديات التي تواجهها صناعة الأخبار، وتحاول أن تستشرف ملامح مستقبلها من وجهة نظر القائمين على مؤسسات إعلامية كبرى من مؤسسة دبي للإعلام وقناة «سكاي نيوز» العربية وقناة العربية الإخبارية وطومسون رويترز وقناة مصر الفضائية.
في حين تحمل الجلسة الثانية عنوان «الانفتاح على العصر الرقمي.. الواقع والتحديات»، ويتحدث فيها خبراء دوليون من جامعة ميسسيبي وشركة محرك البحث العملاق «غوغل»، ويتطرقون إلى أبرز التحديات القائمة أمام وسائل الإعلام التقليدية، أما الجلسة الثالثة فهي ضمن فقرة «الشباب يصنع منبره»، وتناقش التحديات التي تواجه الإعلاميين الشباب في دولة الإمارات، وتستضيف مجموعة من الشباب الإماراتي الإعلامي الصاعد.
ويشهد اليوم الأول جلسة رئيسة بعنوان «إعلام المراحل الانتقالية.. متطلبات التطويـــر»، وتناقـش الشعار الرئيس لهذه الدورة وكافة أبعـــاده، في ظل ما أنتجــــه الحراك السياسي والاجتماعي في عدد من الدول العربية من تغيير عميق في المشهد الإعلامي حاد ببعض الوسائل الإعلامية عن قواعد المهنة وتقاليدها، وشتت هويات وسائل إعلامية أخرى، ويتحدث فيها خبراء من تونس وليبيا ومصر والسعودية والأردن.
بينما تخضع الجلسة الرئيسة الأخرى ضمن اليوم الأول برامج «التوك شو» في الفضائيات المصرية إلى التحليل والنقاش، ومـــدى تأثيرهـــا فـــي المشهـــد الإعلامي المصري والعربي وصناعة الرأي العام، وتحاول استشراف مستقبل الإعلام الفضائي في مصر التي يعد إعلامها وإنتاجها الثقافي واحداً من أهم محددات صناعة الإعلام العربي، وتشارك فيها نخبة من أبرز الكتاب ومدراء البرامج الحوارية التلفزيونية المصرية.
أما جلسة «الإعلام الإلكتروني.. سلطة من دون مسؤولية» فستعقد أيضاً خلال اليوم الأول وبالشراكة مع قناة «العربية» الإخبارية، وتبحث في انقسام الآراء بين من يرى أن تنظيم الفضاء الإلكتروني يستهدف تقييد الحريات، وبين من يرى فيه ضرورة لحماية المجتمعات من أي تجاوزات، حيث يزداد هذا الجدل في ظل ما يشهده الوطن العربي من حراك لعبت فيه أدوات الإعلام الجديد دوراً فاعلاً ومؤثراً، ويتحدث فيها مجموعة من الخبراء ورؤساء وقادة المؤسسات الإعلامية من السعودية والإمارات والكويت وتونس ولبنان.
اليوم الثاني
تفتح ثاني أيام المنتدى بحوار ساخن حول مجمل التحديات التي تواجهها اللغة العربيـــة، بالتركيـــز علــى استخداماتها في الإعلام، وحول دور الإعلام للنهوض باللغة وتطرح تساؤلات حول الطرق التي استطاعت بها الشعوب الأخرى النهوض بلغات كادت تندثر، لتصبح لغات علوم وبحوث، وكيف للإعلام أن يعزز الوعي بأهميتها، خاصة وأنها باتت تحتل المرتبة السابعة في ترتيب اللغات في بيئة الإنترنت، لكنه حضور في غالبيته باللهجات المحلية.
تليها جلسة رئيسة تسلط الضوء على ظاهرة الرهاب من الإسلام أو «الإسلاموفوبيا»، ودور وسائل الإعلام في تعزيز هذه الظاهرة وترويجها عالمياً، وإن كانت بعض وسائل الإعلام العربية متورطة في تزييف الواقع إلى جانب بعض وسائل الإعلام الغربية، وتبحث الجلسة في انعكاساتها على العـــرب والمسلمين أينما كانوا، وحول دور المثقفين والإعلامييــن فـــي الغـــرب وفـــي الوطـــن العربي للحد منها، ويتحدث فيها مجموعة من الباحثين والمختصين والمتابعين لهذا الشأن من مجموعة من المنظمات والمؤسسات العربية والدولية.
ومن بين الجلسات الرئيسة مناقشة ظاهرة نمو الإعلام الساخر في الفضائيات والقنوات التلفزيونية، والذي أثار زوبعة من ردود الفعل والانتقادات والملاحقات القانونية، واتهم بأنه لا يميز بين الشتم والنقد، وأنه حاد في معظم الأحيان عن تقاليد المهنة، فاصطدم بالقوانين والأعراف الراسخة، ليظل تفسير ذلك حائراً ما بين مدى تقبل العقلية العربية لهذا القالب التعبيري الجديد وفهمه واستيعابه من ناحية، ومدى إتقان القائمين عليه لتوظيف أدواتهم بالأسلوب الصحيح ليحافظوا على اتزانهم على هذا الخــط الرفيــع، دون الوقــوع في زلات أو الانجراف بعيداً عن النسق القيمي والأخلاقي لثقافتنا العربية.
تلي الجلسة جلسة أخرى ينظمها المنتدى بالتعـاون مع قناة «سكاي نيــوز» عربــي، وتسعى إلى استشراف المشهد السوري إعلامياً وسياسياً، في محاولة للتبصر في الوضع القائم وما يضع سيناريوهاً لما سيؤول إليه بعد عشر سنوات في ضوء المعطيات الحاليــة وتأثيراتهــا المحتملة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، بمشاركة مجموعة من المتابعين والمحللين والخبراء في الشأن السوري.
الأستوديو الرقمي
وكان نادي دبي للصحافة أعلن عن إطلاق مبادرة «الأستوديــو الرقمـــي»، ويشـــارك في إدارته مجموعة من الإعلاميين الذين يعملون على ربط تفاعل جمهور الشبكات الاجتماعية مع الحضور في قاعات المنتدى، لتعظيم الاستفادة من المداخلات ومنح فرصة أكبر للمتابعيــن للمشـــاركة في مختلــف فعاليات المنتدى خصوصــاً أولئك ممــن لـــم يتمكنوا من الحضور.
وتأتي الخطوة بعد نجاح فقرة المراسل الرقمي الذي أطلقه منتدى الإعلام العربي في دورة عام 2012 للمرة الأولى، حيث تم بث الجلسات مباشرة على قناة النادي على موقع يوتيوب، ما مكن أكثر من 40 ألف شخص من متابعة كافة الفعاليات، كما هيمن «منتدى الإعلام العربي» على الموضوعات التي نوقشت عبر تويتر، ووصل وسم المنتدى على تويتر #AMF الذي شهد 10432 تغريدة على مدى يومين، لأكثر من 11 مليون مستخدم.
جوائز الصحافة العربية
ويعقب اختتام أعمال منتدى الإعلام العربي حفل توزيع «جوائز الصحافة العربية»، حيث سيتم الكشف عن الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين من بين أكثر من أربعة آلاف عمل تنافسوا على فئاتها الـ12 هذا العام، والذي شمل تضمين فئة جديدة هي فئة الصحافة الإنسانية للمرة الأولى في تاريخ الجائزة منذ انطلاقها عام 1999.
يذكر أن منتدى الإعلام العربي انطلق عام 2001 ونجح في استقطاب أبرز خبراء الإعلام من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، ويهدف إلى فتح قنوات الحوار بين الإعلاميين من العالمين العربي والغربي لتعزيز التفاهم بين مختلف المدارس الفكرية في العالم.