كتب - حذيفة إبراهيم:
كشفت عضو مجلس النواب سمية الجودر عن وجود مالا يقل عن 15 ألف مدمن على الأدوية المخدرة في المملكة، مشيرة إلى أن سوء استخدام العقاقير المخدرة والمنومة وغيرها وصل إلى مستويات خطيرة.
وأوضحت في تصريح لـ «الوطن» أن مستوى العنف لدى المشاركين في أعمال الشغب والتخريب والإرهاب «كبير» وليس «عادياً» حيث يتم تفسيره بالمصطلحات الطبية بالـ «اجريشن».
وأرجعت استمرار العنف في الشارع لعامين متتالين هو نتيجة «تفشي الإدمان» والتحريض المستمر، ما يجعل المدمن يفرغ سلوكه العدواني باتجاه معين.
وبينت أن سوء استخدام العقاقير المخدرة خصوصاً «المورفين» هو لأغراض تجارية وسياسية، وليست تجارية بحتة، مشيرة إلى أنها ستطالب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في سوء استخدام العقاقير الطبية.
وقالت الجودر إن أحد الأطباء العاملين في مستشفى الطب النفسي وهو د. محمد عبدالعزيز أجرى دراسة لمراجعي وحدة «المؤيد»، حيث توصل إلى أن معظم المرضى فيها ليسوا مدمنين وإنما تم استخدام العقاقير المخدرة لديهم بصورة سيئة، مشيرة إلى أنه وضع خطة للعلاج أثبتت فعاليتها في ذلك المجال.
وتابعت «المرضى في مستشفى الأمل في السعودية على سبيل المثال يستغرقون 3 أيام لإزالة السموم من الجسد، إلا أنه في البحرين تصل إلى 6 أسابيع».
وأشارت إلى أنه من المفترض أن يتم تسجيل مستخدم العقار المخدر والطبيب الذي وصفه له في ما يسمى بالـ «الوصفة الوردية» حتى يتسنى التأكد من ذهاب العقار إلى مستحقه، إلا أن التلاعب من قبل بعض الأطباء يحول دون ذلك.
وذكرت الجودر أنها وخلال فترة عملها في مركز النعيم الصحي، تم اكتشاف أحد الممرضين الذي كان يبيع أمبولة المورفين بـ 50 ديناراً، وتمت الموافقة على فصله من العمل، كونه أساء لأخلاق المهنة، مشددة على ضرورة اتخاذ الإجراء ذاته بحق كل من يخالف القوانين الخاصة بالعقاقير المخدرة.
وأكدت أن المريض الذي يدمن على المورفين لن يفرق بين نوبة الألم من المرض سواء السكلر أو الصرع أو حتى آلام المفاصل، وبين من لديه «أعراض انسحاب المادة المخدرة من جسده» مشددة على أن ذلك هو «أخطر ما في الموضوع».
وأشارت إلى وجود شخصيات معروفة على الساحة البحرينية أصبحت مدمنة على المورفين خصوصاً المصابين بالسكلر.
وحول خطة وزارة الصحة للتدرج بالعلاج، أكدت الجودر ضرورة أن يكون التدرج حتى بالنسبة للمدمنين على المورفين، كون قطعه سيتسبب في أعراض كبيرة بالنسبة لهم وسيولد سلوك عنف عدواني شديد، كون التفكير في الحصول على المادة سيسيطر عليه.
وأوضحت أنها طرحت في دور الانعقاد الثاني سؤالاً لوزير الصحة حول عدد المدمنين المسجلين في مملكة البحرين وأعمارهم وعدد الوصفات وغيرها إلا أن الوزير قدم إجابة مقتضبة لم تحتو على أي معلومات، وأعادها مرة أخرى لدى طرح السؤال ذاته في دور الانعقاد الثالث.
وبينت أن دراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت أن ما يزيد عن الـ 70% من المدمنين على المخدرات بدؤوا تلك المسيرة بسبب سوء استخدام العقاقير الطبية المخدرة سواء من المرضى أنفسهم أو الأطباء.