كتب – وليد صبري:
ما انفك العالم يتخلص من القلق نتيجة الوفيات المتلاحقة جراء الإصابة بفيروسات «سارس» و»أنفلونزا الطيور»، و»أنفلونزا الخنازير»، حتى أصبح يواجه فزع الإصابة بفيروس جديد يعرف علمياً باسم فيروس «كورونا»، وهو فيروس قاتل شبيه بفيروس «سارس»، اكتشفه عالم مصري العام الماضي بمنطقة الخليج.
وفي هذا الصدد، علقت منظمة الصحة العالمية على انتشار المرض بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، خاصة في المنطقة الشرقية بالسعودية، بقولها إن «من المرجح أن الفيروس التاجي الجديد «كورونا» الذي أصاب 34 حالة توفي منهم 18 شخصاً في الشرق الأوسط وأوروبا يمكن أن ينتقل بين البشر إذا كان بينهم اتصال شخصي قريب».
والفيروس التاجي ينتمي لنفس العائلة الفيروسية التي أطلقت عدوى التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارس» الذي اجتاح العالم بعد أن بدأ في آسيا أواخر 2003 وتسبب في وفاة نحو 800 شخص. وفي البحرين، قال رئيس قسم مكافحة الأمراض بوزارة الصحة د. عادل الصياد إن «فيروس «كورونا» المستجد هو سلالة جديدة من فيروسات «الكورونا» ولم يسبق التعرف عليه في البشر، وهو أحد مجموعات فيروسات «الكورونا» التي تتراوح الإصابة بها في البشر بين نزلات البرد البسيطة إلى الالتهابات الرئوية الحادة، ويختلف الفيروس الحالي عن فيروس «سارس» المكتشف عام 2003 بأنه لا ينتقل بسهولة بين البشر، وتتمثل أبرز أعراض الإصابة بالمرض في ظهور التهابات بالجهاز التنفسي مع الحمى وضيق التنفس والسعال». وأشار د. الصياد إلى أن «طرق العلاج تعتمد بالدرجة الرئيسة على التعامل مع أعراض المرض من ارتفاع لدرجة الحرارة والرشح والكحة وغيرها من أعراض نزلات البرد المعتادة، وذلك عن طريق تناول مخفضات الحرارة والكحة وتناول السوائل بكميات كافية وأخذ قسط كافٍ من الراحة، أما في حال حصول مضاعفات كالفشل الرئوي أو الفشل الكلوي فيجب علاج تلك المضاعفات في العناية القصوى».
ولفت د. الصياد إلى «إمكانية الوقاية من المرض والحماية من الإصابة به عن طريق الالتزام بقواعد النظافة العامة كغسل اليدين جيداً واتباع سبل مكافحة العدوى الأخرى مثل تغطية الفم والأنف أثناء السعال ورمي المناديل المستخدمة في المكان المخصص لها».
وفيما يتعلق بالاستعدادات التي اتخذتها وزارة الصحة في البحرين لمنع الإصابة بالمرض، قال د. الصياد إنه «بمجرد الإعلان عن الفيروس في سبتمبر الماضي من قبل منظمة الصحة العالمية، وخصوصاً مع تسجيل حالات في المنطقة اتخذت مملكة البحرين متمثلة في وزارة الصحة إجراءات تضمن التعامل مع الحالات المشتبه بها كما هو معمول به في الدول المتقدمة والمبنية على الدلائل العلمية، ومن هذه الإجراءات الرئيسة تقوية نظام الترصد للأمراض التنفسية الحادة بمستشفيات المملكة الحكومية والخاصة التي قد تكون مؤشراً للمرض وغيره من الأمراض المستجدة الفتاكة، ووضعت آلية لإرسال العينات المشتبه بها لمختبر مرجعي بالمنطقة». وأضاف أنه «مع تزايد الحالات التي سجلت مؤخراً في المنطقة فقد تم تنبيه جميع العاملين الصحيين المعنيين وإطلاعهم على الوضع الوبائي للمرض عالمياً وإقليمياً ومحلياً، وتم أيضاً إعداد تعميم للعاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة لإرشادهم عن كيفية الاشتباه بالحالات والتعامل معها وجمع العينات وإرسالها كما أصبح مختبر الصحة العامة بفضل وجود الكوادر المؤهلة وتوفر المواد اللازمة للتحليل قادراً على إجراء الفحص محلياً، كما يتم التواصل مع الجمهور من خلال القنوات المختلفة لإطلاعهم على الوضع». وفي وقت سابق، «نفت وزارة الصحة في البحرين وجود حالات مصابة بالفيروس المستجد»، مؤكدة أن «المنظمة لم توضع أي قيود على السفر أو التجارة فيما يتعلق بهذا الحدث للآن». من جانبه، قال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي والبيئة د. كيجي فوكودا في مؤتمر صحافي في الرياض مؤخراً إن «الفيروس الجديد يشكل تحدياً مهماً وكبيراً على الدول المتاثرة به والعالم بشكل عام، والخبراء لا يزالون يسعون إلى فهم جميع جوانب هذا الفيروس، ولا تزال توجد العديد من الثغرات في معرفتنا به». وتابع أن «الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن المجموعات المختلفة في عدة دول، تؤيد بشدة فرضية أن الفيروس يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عند المخالطة عن قرب». وأضاف د. فوكودا أنه «لم يتوافر مصل أو دواء محدد للفيروس لكن المرضى يستجيبون للعلاج».
وسجلت إصابات بالمرض في السعودية وقطر والإمارات والأردن وفرنسا وبريطانيا، لكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام أن الفيروس سجل أول ظهور له في منطقة الخليج.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الهلع بدأ ينتشر بين سكان المنطقة الشرقية بالسعودية خاصة في محافظة الأحساء التي سجل فيه قسم كبير من الإصابات بفيروس كورونا. وأعلن وزير الصحة السعودي عبدالله الربيعة أن «24 إصابة سجلت في المملكة خلال الأسابيع الأخيرة، بينهما 15 حالة أدت إلى الوفاة». ومساء أمس الماضي، أعلنت وزارة الصحة السعودية في بيان تسجيل 6 حالات جديدة لمواطنين مصابين بالفيروس في المنطقة الشرقية. من جهته، قال العالم الدكتورعلي محمد زكي الذي اكتشف الفيروس في السعودية إنه «سيتسبب في وباء على الأرجح في مرحلة ما لكن ليس بالضرورة أن يكون في صورته الحالية». وأضاف عالم الفيروسات المصري الذي اكتشف الفيروس الجديد العام الماضي في مريض بمستشفى يعمل به في جدة بالسعودية أن «المشكلة أنها في منطقة الخليج العربي، ولأن منطقة الخليج يوجد بها الكثير من العمال والأشخاص الذين يزورون منطقة الخليج ويعودون إلى بلادهم بالتالي فإن الانتشار سيكون محتملاً إذا تكيف الفيروس للانتقال من إنسان إلى آخر، سيكون الانتشار محتملاً».
وفي باريس، قالت وزارة الصحة الفرنسية إن ثاني حالة إصابة بالفيروس ظهرت في البلاد.
وأكد الأطباء إصابة المريض الفرنسي الأول بالمرض بعد سفره إلى منطقة الخليج.