قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق د.عبـــــدالسلام المجـــالي رئيس أكاديمية علوم العالم الإسلامي «عندما أسمع الإذاعة والتلفزيون الناطقين باسم النظام الإيراني أشاهد بوضوح محاولات تأجيج العنف واللااستقرار في البحرين، بينما أعتقد أن على الإيرانيين أن يوقنوا أن الحوار هو الذي يحل مشاكل المنطقة وليس التأجيج والاستفزاز، ومن ذلك عليهم أن يدعموا حوار التوافق الوطني، أما استمرار التحريض فسيؤجج ناراً تصل شرارتها إليهم لا محالة».
ودعا د.عبدالسلام المجالي، في حوار بثته وكالة أنباء البحرين «بنا» أمس، إيران إلى الكف عن التدخل في الشأن الداخلي البحريني، مشدداً على ضرورة الفصل بين الطائفة والسياسة.
وأشاد بالمشروع الإصلاحي الذي يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، معرباً عن تفاؤله بمستقبل البحرين التي تسودها قيم المحبة والتسامح والتوافق على إنجاز الإصلاح الذي ينهض بأركان المملكة.
وقال إن ما جرى في البحرين مؤخراً نتج عن عوامل كثيرة يأتي على رأسها التدخل الخارجي بالشأن البحريني الداخلي، فالمسألة ليست داخلية بحتة وإنما تتغذى باستمرار من الخارج. وأشار إلى وجود أشخاص وفئات لها مصالح وعقائد وتوجهات ساعدها كثيراً ما أسميه بـ»الإعلام الإثاري»، فقبل يومين كنت في أحد الأحياء القريبة من المنامة وشاهدت بأم عيني فتى يأتي بإطارات ويسكب عليها بنزيناً ويشعلها ثم يصورها بجواله. كان الشارع خالياً حينها ولم يكن أحد بجواره، لكني واثق بأن الإعلام في الخارج سيتلقف هذا الفيلم بعد أن يكون هذا المراهق رفعه إلى اليوتيوب وأضاف عليه عناصر الإثارة من مونتاج وتعليق وكتابة وغيرها.
لكن ما جرى يرتبط أيضاً بتطورات موضوعية، فالتطور الذي يحدث دائماً في أي بلد يؤدي إلى رفع سقف التطلعات خصوصاً عند الشباب، وتصبح مطالبهم أكبر من قدرات المجتمع وحتى أكبر من قدراتهم أنفسهم. هذا يحدث في البحرين وفي كل دول العالم، حيث تزداد أعداد الشباب طالبي الوظائف والتطوير والتمرد على المألوف..، وحماس الشباب هنا شيء إيجابي وأساسي في تطور المجتمعات، لكن عندما تريد أن تحصل على كل شيء دفعة واحدة وفي وقت واحد تكون كمن يقفز في الفراغ، وهذا ما رأيناه يحدث في تونس ومصر وغيرها. وأكد المجالي أن الحوار الهادئ وحده يمنحك فرصة تحقيق ما تصبوا إليه، ربما لا يحدث هذا بين عشية وضحاها، لكن المكاسب المتأتية من الحوار هي مغنم حقيقي إذا ما قورنت بالخسائر المتأتية من العنف، فالعنف غير مقبول لأي سبب كان لأن العنف لا يجر إلا العنف، مضيفاً «على المشاركين في الحوار أن يدركوا تماماً أن الوطن فوق الجميع لأن الوطن للجميع، فعندما تغلق الشوارع وتخرب المرافق العامة فأنت وأهلك وناسك من سيتضرر».