اختتم في متحف البحرين الوطني أمس، مهرجان الأفلام الإندونيسية بفيلم «الملك»، بعد ثلاثة أيام متواصلة تناول فيها العديد من القضايا الاجتماعية والفكرية في المجتمع الإندونيسي، ونقل رؤيته السينمائية والتصويرية عبر صناعة الأفلام.
وكان المهرجان انطلق الأحد الماضي مع فيلم «المستنير» من إخراج هانونغ برامانتيو إنتاج عام 2010، ويمثل الفيلم نموذجاً إنسانياً درامياً مقتبس عن قصة واقعية حول السيد أحمد دحلان مؤسس إحدى أهم المدارس الإسلامية المشهورة في أندونيسيا «المحمدية»، وتنسل الحكاية والذاكرة البصرية إلى مدارج طفولته ونشأته في قرية دينية، حيث كان والده قائداً إسلامياً.
ومن هذه البيئة تنسج الشخصية ملامحها شيئاً فشيئاً، وتتصل الأحداث الدرامية إلى ذاتية الإنسان فيه ويبدأ في اقتسام أسئلته مع الكون، كما يعايش تمرداته ليدافع عما يؤمن به ويعتقده، ولينفض عن نفسه ما كان يحمله من معتقدات بديهية أورث إياها رغم عاهاتها وأخطائها.
وينقل الفيلم سيرة توثيقية لشخصية أحمد دحلان، مركزاً على حالته الداخلية المتمردة على المسلمات دون أن تنقلب، ولكنها تعيد التفكير والتنظير في هذه الموروثات والمعتقدات.
وتوقف المهرجان في ثاني أيامه مع فيلم «عندما يبارك الله الحب» الذي أنتجه شارول إمام، ويجسد إحدى أكثر الكتب الإندونيسية مبيعاً في جنوب شرق آسيا حول شاب عشريني يواصل دراسته في جامعة الأزهر بالقاهرة ويضطر بسبب الظروف للعمل كطاهٍ، إلى أن يقع في حب ابنة السفير الأندونيسي، وتبدأ الحكاية بفصولها الأخرى، في صراعات ما بين المعتقدات الدينية والانجراف العاطفي، حيث تتصاعد الأسئلة وتطفو على العلاقة مخاوف ونزاعات داخلية.
«الأم التي ترغب بالحج» هو الفيلم الإندونيسي ما قبل الأخير، وأنتج عام 2009 منساقاً إلى تسليط الضوء على واقع الفقر والحاجة في المجتمعات البائسة، عبر حكاية أم ترغب في الحج، وتبدأ مساعيها من أجل هذا الحلم.