عامان على بداية الثورة السورية، عامان ويزيد منذ نزول المواطنين إلى الشارع مطالبين بحقوقهم وحريتهم ولقمة عيشهم، عامان لتجربة مريرة لإنهاء عقود من الذل والظلم والقهر، وإلى الآن لم يتغير شيء!
نزل السوريون إلى الساحات شعارهم السلمية، لا يملكون إلا حناجرهم وهتافاتهم سلاحاً ضد الغاصب المعتدي، ولأن جنود الأسد وزبانيته لم يألفوا من يقول لهم لا، ولأنهم لم يعرفوا للكلام لغة سوى الرصاص، ما لبثت أن تحولت الساحات إلى ميادين لاستباحة الدماء، وتعرضت المظاهرات للقمع والتنكيل، وقصف المدافع والطائرات وقنص المتظاهرين وتدمير المدن والقرى، وهنا اتخذت الثورة منحى آخر وبدأ المتظاهرون يطالبون بإسقاط نظام بشع بهم ونكل وعذب واعتقل.
سيناريو الثورة السورية لم يكن مشابهاً للثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا، فالشعب السوري يدفع يومياً ثمن حريته والمطالبة بحقوقه المشروعة.
القتل أصبح عملاً معتاداً تمارسه ميليشيات الأسد، عشرات الآلاف قضوا تحت أسقف المنازل وفي الشوارع والأسواق وأمام أفران الخبز، ومئات الآلاف قيد الاعتقال والتعذيب، وأكثر من مليون نازح ومهجر في دول الجوار ونحو 5 ملايين مهجر داخل الحدود السورية. النظام رغم أنه مازال يدعي منذ بدايات الثورة أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية، لا يتوانى عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء.. فهل هؤلاء أيضاً من ضمن المتآمرين على سوريا؟!
عائشة محمد فرحان