عواصم - (وكالات): كشف مصدر عربي رفيع المستوى أن «المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي طلب من الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصر الله، خلال لقائهما الأخير في طهران تدخل الحزب عسكرياً بكل ثقله في سوريا مهما كلّف الأمر»، وفقاً لصحيفة «الرأي» الكويتية.
وأضاف المصدر أن «نصر الله الذي زار طهران نهاية أبريل الماضي، عقد لقاءً على انفراد مع خامنئي وأنه فوجئ بطلبه وضع كل الثقل العسكري لـ «حزب الله» مع نظام الأسد بغية الحؤول دون سقوطه من جهة، وقطع طرق الإمداد على المقاتلين المعارضين من جهة أخرى». وأشار المصدر إلى أن «نصر الله عرض أمام خامنئي الكلفة العالية المحتملة لهذا الأمر»، فكان رد المرشد: «مهما كلف الأمر»، فاعتبر نصرالله ذلك «تكليفاً شرعياً»، وعاد إلى بيروت لتنفيذه».
وأضاف المصدر أنه «منذ اللحظة التي صدر فيها «التكليف الشرعي»، أرسل «حزب الله» أعداداً كبيرة من عناصره المدربين تدريباً جيداً إلى الأراضي السورية، ونجح في تطويق مدينة القصير القريبة من حمص، قاطعاً الطريق على وصول الإمدادات العسكرية إلى الثوار فيها».
وأوضح المصدر أن «أهمية الاختراق الذي حققه «حزب الله» في القصير لا يكمن في دخوله المدينة الاستراتيجية التي لا تزال في يد «الجيش الحر»، بل في تطويقها بطريقة تمنع وصول أسلحة وذخائر إلى أماكن محددة، خصوصاً إلى مدينة حمص والقرى القريبة منها». من جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «إسرائيل حذرت سوريا من مواصلة إرسال شحنات أسلحة متطورة إلى حزب الله، في تلميح إلى أنها تنوي شن غارات جوية جديدة لمنع نقل هذه الأسلحة».
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن «إسرائيل مصممة على مواصلة جهودها لمنع إرسال أسلحة متطورة إضافية إلى «حزب الله». من ناحية أخرى، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية نقلاً عن موظف إسرائيلي إن «إسرائيل تتخوف من الحكم البديل بسوريا في حال الإطاحة بالأسد، وذلك على ضوء تصريح لمسؤول روسي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى من سقوط الأسد»، بينما استبعد وزير حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلي غلعاد أردان أن «تستخدم سوريا سلاحاً كيميائياً ضد إسرائيل»، وقال إنها «لن تجرؤ على ذلك لأن الرد الإسرائيلي سيكون شديداً للغاية».
من ناحية أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «145 قتيلاً سقطوا في عمليات القصف والقتل والمعارك التي وقعت في بانياس غرب سوريا قبل أسبوعين على أيدي القوات النظامية».
وبين قتلى بانياس، 34 طفلاً دون سن الـ16 عاما ومنهم أطفال رضع، و40 أنثى فوق سن الـ18 عاماً بينهن من هن فوق الستين. ولقيت المجزرة في حينها تنديداً دولياً، بينما اعتبرتها المعارضة السورية عملية «تطهير عرقي» في المدينة الواقعة ضمن محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية.
على صعيد آخر، تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في مناطق مختلفة من سوريا.
ونشر المرصد السوري شريطا يبدو فيه رجلا من «جبهة النصرة» وهو يقوم بإعدام عناصر موالين للنظام السوري في محافظة دير الزور شرق البلاد، من دون تحديد ما إذا كان هؤلاء جنوداً أو تاريخ تصوير الشريط.
سياسياً، تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس تشديد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، لكن أوباما أقر بعدم وجود «وصفة سحرية» لإنهاء النزاع في سوريا.
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه من الضروري ممارسة ضغط «عاجل» على السلطة والمعارضة في سوريا كي يقترحوا شخصيات يمكن أن تشارك في حكومة انتقالية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف إنهما يعتقدان أن بمقدورهما إطلاق مباحثات سلام بشأن سوريا، من خلال مؤتمر من المتوقع أن يعقد يونيو المقبل.
وأعلن لافروف أن إيران يجب أن تشارك في المؤتمر لكن دولاً غربية تهدف لوضع قيود على المشاركين وربما التحديد المسبق لنتيجة المحادثات.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقره في سوتشي، في حين تتكثف الاتصالات الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية.
وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ضرورة إقناع موسكو التي تدعم النظام السوري بأن «مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد»، مؤكداً أن باريس تشارك في الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
من جهة أخرى، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، ويستنكر استمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .