كتب - الشيخ زياد السعدون:
بعض الأزواج والزوجات يقولون: «كلما تحاورنا وتناقشنا في موضوع ما، غالباً ما ينتهي هذا النقاش والحوار إما «بهوشة» أو زعل». والبعض يقول «الحوار لا يصلح لنا لأنه صار عنواناً لكل مشكلة تحدث بعد هذا الحوار».
فليعلم كل من يظن أن الحوار يسبب مشكلة أنه مخطئ وأن المشكلة في الزوجين أو أحدهما وليست في الحوار، فهناك فارق بين حوار العناد ومحاولة إلصاق الخطأ بالآخر، عن طريق الأحكام المسبقة، وبين الحوار الهادف الهادئ، ولكي يكون الحوار والنقاش بين الزوجين مثمراً ونافعاً ولا تترتب عليه آثار سلبية فلابد أن يبنى على الاحترام المتبادل وحسن النية والقصد حتى لو لم نصل إلى تفاهم أو اتفاق، ونعمل بقاعدة «الخلاف لا يفسد للود قضية».
ومن الأمور التي تجعل الحوار بين الزوجين غير مثمر، بل يلد المشكلة تلو المشكلة، عدم اختيار الوقت المناسب، كأن يكون أحد الزوجين غضبان أو مريض وتحاول الزوجة أن تناقش معه موضوع تعلم أنه يخالفها الرأي فيه، وهي تريد إقناعه، لذلك عليها أن تختار غير هذا الوقت لأن الزوج غير مستعد للنقاش، وهو في هذه الحال، ومن الأخطاء في الحوار استخدام لغة غير مهذبة مع الطرف الآخر، وإسماعه الكلمات الجارحة، وكذلك مقارنة الطرف الآخر بأشخاص آخرين، ووصفهم بأحسن الأوصاف مع ذم تصرفات الطرف الآخر.
ومن أخطاء الحوارات الزوجية عدم الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار عنه، مع أن أهل الفضل وأصحاب الأخلاق العالية هم من يعتذرون عن أخطائهم. ولذا قيل «الاعتراف بالخطأ فضيلة»، وكذلك من هذه الأخطاء عدم ترك الحوار ليغلب عليه الصوت، ومن ثم يتحول الحوار إلى شجار، فعلى كل من الزوج والزوجة حينما يشعران بأن الحوار خرج عن مساره الصحيح فلابد من إنهائه بابتسامة مع كأس من الشاي أو العصير كأن تقول الزوجة بلهجة هادئة «أقوم أجيبلك عصير تبرد على قلبك».