نظّمت جمعية الصحفيين البحرينية ورشة عمل بعنوان «الاتجاهات الجديدة في فن كتابة العمود الصحفي» قدمها أستاذ الصحافة بقسم الإعلام بجامعة البحرين د.عدنان بومطيع. وتأتي هذه الورشة ضمن سياسات تطوير الأداء الصحفي والتعريف بدور الصحافة في المجتمع والمساهمة في نشر الوعي الصحافي ونشر الثقافة والمعرفة الإنسانية وتعميق الوعي لدى المواطن والنهوض بالصحافة الوطنية.
وعرض د.بومطيع في الورشة واقع وتطور فن العمود الصحفي في صحافة البحرين، واستهل المحاضرة بتعريف العمود الصحفي أو مقال العمود بأنه مساحة حرة تضعها الصحيفة أمام كبار الكتّاب ليعبروا عن آرائهم ومواقفهم ورؤيتهم حول قضايا مجتمعهم، ويتصف بالثبات من خلال العنوان والموقع في الصحيفة وتواتر النشر، وهو يمثل فكرة أو رأي أو خاطرة للكاتب إزاء واقعة أو ظاهرة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية مهمة لدى الرأي العام.
وشدد بومطيع على دور رئيس ومدير التحرير في ضبط التوازن بين الأعمدة في الصحيفة، بحيث لا تتجه جميعها لمعالجة موضوع واحد من وجهة نظر واحدة، بل أن تعكس صفحات الرأي في الجريدة تنوع واتجاهات جمهورها، داعياً في الوقت ذاته إلى إطلاق مراكز أبحاث رأي عام لدراسة الجمهور وتمكين كتاب الأعمدة من معرفة ما هو أثر كتاباتهم.
وأكد المحاضر أن العمود الصحفي يجب أن يكون مرآة صافية صقيلة للواقع القائم المعاش، مشيراً إلى أن كتَّاب الأعمدة الصحفية صاروا صانعين للرأي العام وموجهين لسياسات الدولة ومتحدثين لملايين المشاهدين عبر الفضائيات.
ولفت بومطيع إلى عدة عناصر مهمة تلعب دوراً أساسياً في العمود الصحفي هي الفكرة والهدف واللغة والأسلوب والجمهور والتأثر المتوقع، وعرض أمثلة عن أعمدة صحفية في صحف محلية وعربية ودولية.
وعرض لأنواع العمود الصحفي ومنها العمود الذاتي الذي تبرز فيه شخصية الكاتب، وعمود التعليق الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالشؤون العامة، والعمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالنقد الاجتماعي اللاذع والقائم على السخرية المضحكة المبكية، وعمود المفارقات والمتناقضات، والعمود المركز الذي تحدد عدد كلماته ما بين 100 - 200 كلمة، وعمود الشعر والعمود المتنوع الشامل لكل ما سبق.
وقال إن الصحف ذات التقاليد المهنية تضع مواصفات أساسية لكتاب العمود الصحفي اليومي منها على سبيل المثال الخبرة الطويلة في العمل الصحفي (20 سنة على الأقل)، والاستمرارية في التواجد وسط المشهد الإعلامي والسياسي، وإتقان اللغة الأجنبية، وحجم التفاعل الجماهيري، وله علاقات واسعة بأصحاب القرار والتأثير في المجتمع، والمعرفة بالتقنية المعلوماتية والاتصالية، والتفرد بأسلوب خاص في الكتابة، والتواصل مع العالم الخارجي زيارة وترحالاً.. قراءة ومتابعة، والإرث التأليفي.
ونوه د.عدنان بموطيع إلى أن الصحف استفادت من التطور التقني في وسائل الاتصال وعمدت إلى إلزام الكتاب والصحفيين بالتواصل مع الجمهور عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة، كما زودت الكاتب ببريد الكتروني مرتبط بعنوان الجريدة وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وانستغرام.
بدورهم عرض بعض الحضور في مداخلاتهم تجربتهم مع الكتابة ورأيهم بالصحف البحرينية وبعض كتاب الأعمدة البحرينيين والعرب، وأوصوا بعدة أمور منها رفع جودة الموضوعات التي تتطرق لها كثير من الأعمدة، وعمق المعالجة، والتنوع، وعدم الاكتفاء بالنشر دون المتابعة، واعتماد لغة عربية سليمة في الكتابة. علما بأن الجمعية سوف تواصل هذا النهج لمثل هذه البرامج التدريبية، وسوف تقيم الجمعية لاحقاً عدداً من البرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة في هذا المجال.