يسعى متحف الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي رمم بالكامل بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لتأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى تمرير رسالة الأمل والعزم المرتبطة عن «المغامرة الإنسانية».
وقال مدير المتحف في عرض على الصحافيين قبل إعادة فتح التحف السبت «من المهم أن يكون هذا، متحف الأمل وأن يظهر أن بالإمكان إعادة بناء الحياة بعد المرور بأسوأ المآسي».
المتحف المقام في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أغلق أبوابه في العام 2011 لأعمال استمرت سنتين مع ميزانية قدرها 20 مليون فرنك سويسري (16 مليون يورو).
المعرض حول تاريخ نشاطات العمل الإنساني مقام فيه منذ افتتاحه العام 1988 لكن بالتسلسل الزمني وبطريقة تقليدية. أما اليوم فهو منظم بحسب المواضيع مع تفاعل كامل لعرض «المغامرة الإنسانية».
ويشدد روجيه مايو «في عصر الإنترنت والمعلومات السريعة أردنا أن نعرف ما يمكن للمتحف أن يقدم من أشياء مختلفة عن الأخبار التي نجدها على الشبكة العنكبوتية. والجواب هو: المشاعر».
ومن أجل إبراز فكرة عزم الطبيعة البشرية استعان المتحف بـ12 شاهداً تفاعلياً لمواكبة الزائر لكي يبينوا له من خلال شاهد تعرض كيف أن هؤلاء الأشخاص الحقيقيين تمكنوا من تجاوز مأساتهم واستئناف الحياة. مثل الأفغاني نجم الدين هلال الذي أصبح مديراً لمركز طب العظام في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول «عندما بترت ساقاي في انفجار لغم».
فبعد خمس سنوات من اليأس أثر هذا الحادث حصل على مساعدة وقرر وضع تجربته في خدمة الآخرين ويوضح «أعرف جيداً تجربة خسارة أحد الأعضاء... ويمكنني أن أنقل إلى الآخر الكرامة التي استعدتها».
وينقل آخرون تجربتهم أيضاً، من طفل مجند في السودان وطبيب أسنان ياباني ساعد على تحديد هوية ضحايا التسونامي في العام 2011 إلى المدعية العاملة للمحكمة الجنائية الدولية كارلا ديل بونتي.
ويتمحور المعرض على ثلاثة مواضيع هي «الدفاع عن الكرامة البشرية» و»إعادة نسج العلاقات العائلية» و»خفض مخاطر الكوارث الطبيعية».
وقد صمم مهندس معماري كبير كل قسم من هذه الأقسام. فللدخول إلى قسم العلاقات العائلية يرغم دييبيدو فرانسيس كيري من بوركينا فاسو، الزائر على المرور في ممر قاتم تعترضه سلاسل منتصبة مثل ستائر ويغوص به «إلى قلب المآسي العائلية المرتبطة بالنزاعات».
وبعد هذه السلاسل يصل الزائر إلى غرفة جدرانها من الزجاج تحوي ملايين بطاقات التعريف كتلك التي كانت تمنح خلال الحرب العالمية الأولى للمدنيين في المناطق المحتلة ولأسرى الحرب، قبل الوصول إلى جدار تكسوه صور الأطفال الروانديين الذين تمكنوا من العودة إلى كنف عائلاتهم بعد الإبادة الجماعية في العام 1994.
في قسم الكوارث الطبيعية ووسط أمواج كرتونية صممها المعماري الياباني شيغيرو بان، ينبغي على الزوار أن يظهروا براعتهم في بناء ملجأ وجمع مخزون من المؤن وتنظيم عمليات إجلاء لإنقاذ أكبر عدد من الناس في المناطق المتضررة.
واختار المعماري البرازيلي غرينغو كارديا منحوتة من الجص لمؤسس الصليب الأحمر هنري دونان للتعبير عن المبادئ المؤسسة للعمل الإنساني وقدماً حافية كبيرة الحجم تدوس مجموعة من صور الحرب والدمار والإذلال.
وتأتي رسالة الأمل بعد ذلك مع جدار من الأنوار الملونة يتغير لونها واتجاهها عند لمسها. ويقول مدير المتحف الفريد بموضوعه والقصة التي ينقلها «هذه هي فحوى العمل الإنساني يجب ألا تثبط عزيمتنا بسبب وضع ما ويجب التحرك من أجل تغييره».