يعتبر الموسيقي والمغني السنغالي الأعمى باب نيانغ الذي يبلغ من العمر 58 عاماً ويصف نفسه بأنه «معوق قادر» من كبار مغني الجاز في السنغال، وهو يعمل حالياً على ألبومه الرابع ويريد مساعدة المعوقين ويحلم بدويتو غنائي مع معبوده ستيفي ووندر. ويقول هذا الفنان المتحفظ الذي بالكاد يعرفه سكان حي واكام في داكار حيث يعيش مع عائلته في شقة مستأجرة «أنا أعزف موسيقى الجاز والريغي والسول والبلوز والسالسا... أعزف على الطبل والهرمونيكا وأغني». ويسحر باب نيانغ جمهوره في السنغال بتأديته باحتراف اغان لجيمس براون وراي تشارلز، بالإضافة إلى أغان من تأليفه بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والولفية (لغة غالبية سكان السنغال)، بعد مشاركته منذ السبعينيات في فرق اوركسترا شهيرة مثل «كزالام». وتعاون نيانغ طوال مسيرته الفنية مع الكثير من الموسيقيين وأصدر ثلاثة ألبومات منفردة في السنوات 1986 و1992 و2000. وهو يؤدي أنواعاً غنائية متنوعة بارتياح كبير، مثل السول والسالسا والأغاني السنغالية، لكن أسلوبه المفضل هو الجاز الذي يعتبره «أساس الموسيقى بمختلف أنواعها في العالم». ولد باب نيانغ كفيفا سنة 1955 وعاش حياته كلها في دكار وتعلم العزف على آلات عدة من دون دخول مدارس متخصصة، على حد قوله. ويشرح الفنان المتزوج الذي رزق بأربعة أولاد ولديه أحفاد أيضاً أنه كان في صغره يعزف على الكراسي والأرائك والصناديق. ويضيف «في سن الـ13، بدأت أهتم بالموسيقى ومرنت أذني.. إنها هبة من الله». وهو يعزي اهتمامه بالموسيقى إلى شقيقه الأكبر عثمان نيانغ الذي يعشق الموسيقى، ويقول «كان يملك إسطوانات لكبار موسيقيي الجاز مثل اوتيس ريدينغ واركسترا اراغاون وفانيا اول ستارز وجيمس براون وويلسون بيكيت وبيرسي سليدج وستيفي ووندر». ويشرح «هكذا اكتشفت شغفي، واليوم أنا (معوق قادر) أي إنني أعاني إعاقة لكنني قادر ولا أمد يدي لأطلب المساعدة». لكن مسيرته الفنية التي بات عمرها 40 عاماً تقريباً وتخللها جولات في أوروبا وتعاون مع فنانين آخرين لم تخل من الصعوبات. ويؤكد نيانغ قائلاً «هنا، لا يعرفون قيمة الموسيقيين الحقيقيين. بغية تحقيق النجاح، علينا أن نسعى وراء المادة كتأليف أغان مخصصة للأثرياء الجدد. لحسن الحظ، هناك الكثير من عشاق الموسيقى، وفي معظم الأوقات، هم من يتصلون بنا من أجل توقيع عقود». ولتأمين لقمة العيش، يحيي باب نيانغ مع فرقته «كورول باند» سهرات في حانات للجاز في دكار، على ما يقول مدير أعماله ألفا ضيوف. ومن حين إلى آخر، يتلقى دعوات للمشاركة في فعاليات موسيقية رسمية، مثل الاحتفالات التي تقام في دكار بمناسبة اليوم العالمي للجاز في 30 أبريل. ويوجه نيانغ في أغانيه تحية إلى الأمهات ويشيد بجمال النساء السوداوات ويدعو إلى الاهتمام بالمعوقين الذين «لا يحظون بالاحترام في السنغال». وهو يعمل منذ أشهر على مشروع يهدف إلى تدريب المعوقين ودعمهم.