عواصم - (وكالات): قتل 41 عراقياً وأصيب 57 في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط بعقوبة، فيما قتل 8 آخرون وأصيب 25 في هجوم استهدف مشيعين سنة بالمدائن.
وجاء الهجومان غداة مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية في كركوك شمال بغداد، وبعد يومين من مقتل 21 شخصاً في هجمات استهدفت مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد. وتعكس الهجمات الاحتقان الطائفي المتصاعد في بلاد عاشت بين عامي 2006 و2008 حرباً أهلية طائفية قتل فيها الآلاف.
وقال المحلل السياسي إحسان الشمري «هناك انقسام والانقسام دائماً يؤدي إلى التصعيد». وأضاف أن «الاستهداف المتبادل متوقع في ظل المناخات التي تمهد له، خصوصاً الخطاب الطائفي المتصاعد، وهي أمور تسمح لأطراف بأن تستثمرها من أجل إحداث فوضى داخلية بعدما رأت أن المجتمع بات منقسماً». وفي تفاصيل الهجمات، قال ضابط في الشرطة إن «عبوة ناسفة استهدفت مصلين لدى مغادرتهم مسجد «سارية» وسط بعقوبة شمال شرق بغداد عقب صلاة الجمعة، أعقبها انفجار عبوة ناسفة لدى تجمع أشخاص في مكان الهجوم». وأضاف أن «41 شخصاً قتلوا في الهجوم وأصيب 57».
وأغلقت قوات من الشرطة والجيش مكان الحادث ومنعت الاقتراب منه، كما أحاطت بمستشفى بعقوبة العام ومنعت الصحافيين من دخوله.
وبالتزامن مع هجوم بعقوبة، قتل 8 أشخاص وأصيب 25 في تفجير استهدف مشيعين سنة لأحد ضحايا العنف في المدائن جنوب بغداد.
وفي أعمال عنف أخرى، أعلن مصدر أمني في الشرطة العراقية في كركوك ان «احد موظفي دائرة تفتيش المحافظة واحد أقاربه قتلا بهجوم مسلح شمال غرب المحافظة».
وقتل نحو 240 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في العراق منذ بداية مايو الجاري.
من ناحية أخرى، أقام منظمو الاعتصامات في الأنبار بالعراق، صلاة جمعة موحدة أطلقوا عليها اسم «خيارنا حفظ هويتنا»، في تواصل لحركة احتجاج ضد رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، منذ أسابيع. وانتهت المهلة التي أعلنتها عشائر الأنبار، لانسحاب الجيش من الرمادي في غضون 24 ساعة. وانتشرت قوات من الجيش، عند مداخل مدينة الرمادي، تحسباً لدخول مسلحي العشائر إلى المدينة. وبالتزامن، داهمت قوة من الجيش العراقي مزرعة علي الحاتم، أحد شيوخ الأنبار غرب الرمادي، واعتقلت 3 من حراسه.
وفي حادث منفصل، اغتيل شقيق النائب عن ائتلاف العراقية، أحمد المساري، في بغداد بسلاح كاتم للصوت. ودان رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، جريمة الاغتيال، وقال إن «مثل هذه الأفعال البشعة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة النعرة الطائفية». وطالب النجيفي الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق فوري وعاجل، والوصول إلى نتائج سريعة وواضحة، وبيان أسباب عدم قدرتها على حماية المواطنين والرموز الوطنية. وتوترت العلاقة بين العشائر والجيش عقب اتهام الجيش لمتظاهرين في ساحة الاعتصام ضد حكومة المالكي في المنطقة، بإطلاق النار وقتل 5 جنود عراقيين نهاية أبريل الماضي.
وبدوره، قام الجيش باعتقالات بين صفوف المتظاهرين، بحثاً عن قتلة الجنود، وأصدر أوامر بتوقيف قادة من المعتصمين.
وأعلنت العشائر تشكيل جيش شعبي للدفاع عن نفسها، وطالبت حكومة المالكي بالاستقالة، واتهمتها بممارسات طائفية وعنصرية ضد العناصر السنية في المنطقة.
وترفض الحكومة العراقية الاستجابة لمطالب المتظاهرين السنة منذ أشهر، فيما دعا المالكي إلى الحوار مع المعارضين باعتباره وسيلة لتجنب الفتنة.
من جانب آخر، قالت مصادر في شركة نفط الشمال العراقية إن مسلحين فجروا جزءا من خط الأنابيب الذي ينقل النفط الخام من مدينة كركوك العراقية إلى ميناء جيهان التركي على ساحل البحر المتوسط صباح امس وهو ما أوقف تدفق النفط للمرة الثالثة منذ هجوم وقع أوائل مايو الجاري.
وفي سياق آخر، حكم على الجندي الأمريكي جون راسل اقر بانه قتل 5 عسكريين أمريكيين في العراق عام 2009، أمس الأول بالسجن المؤبد. وأقر السرجنت جون راسل بأنه قتل عمداً هؤلاء العسكريين الخمسة في عيادة للجنود الذين يعانون من مشاكل نفسية في معسكر ليبرتي الذي كان أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العراق.