كتبت ـ عايدة البلوشي:
جاسم المعيل الوحيد لأسرة مكونة من سبعة أشخاص، بعد أن توفي والده في حادث سير أليم، وهو اليوم عزف عن الزواج بعد أن جاوز عمره 36 عاماً، والسبب ضيق ذات اليد وغلاء المهور.
جاسم موظف بإحدى الشركات الخاصة براتب لا يتعدى 400 دينار، فكرة الزواج راودته مثل حلم عندما كان ابن تسعة وعشرين، قرر أن يكمل نصف دينه، المهر وقف حينها سداً منيعاً بينه وبين بنت الحلال.
تقدم جاسم قبل 7 سنوات لخطبة فتاة ابنة عائلة متواضعة مستورة الحال، طلب والدها مهراً 3 آلاف دينار، واشترط أيضاً إقامة الحفلة في أحد أرقى الفنادق مع شبكة لا يقل سعرها عن 1500 دينار، وقال «بنتي مب أقل من صديقاتها.. المهر قليل بس على الأقل عرس راقٍ».
حاول جاسم تلبية متطلبات الزواج والخطبة، ضرب أخماساً بأسدس دون نتيجة، وعندما قرر الاقتراض من البنوك وقف الحظ معانداً مرة أخرى وضاعت الفرصة.
بعد سنة تقدم لفتاة أخرى، والمفاجأة كانت أكبر، المهر نفسه 3 آلاف دينار ولكن بشرط توفير شقة خاصة تجد فيها الزوجة استقلاليتها، وحدث جاسم نفسه «المكتوب باين من عنوانه» واختصر الطريق من بدايته وانسحب يجر أذيال الخيبة.
في المرة الثالثة قرر جاسم أن يجمع مبلغ المهر قبل التقدم لخطبة أية فتاة، هو يؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب، ولكن مع الأخذ بالأسباب، ربما النصيب لم يكن مع الفتاتين السابقتين، ولكن هذه المرة يحدوه الأمل.
عمل جاسم ووفر من المال ما وسعه التوفير، وجمع مبلغاً لا بأس وجرب حظه في الثالثة، كان المهر هذه المرة 4 آلاف دينار، عدا الشبكة والحفلة والذهب وباقي المستلزمات.
كانت الثالثة القاضية فعلاً، طلق جاسم الفكرة وكأنها لم تكن، منذ 5 سنوات لم تعد تراوده فكرة الزواج، وإن راودته فهو يبعدها فوراً، ويردد لنفسه «لماذا التفكير في مسألة محسومة لن تتحقق يوماً؟!».