دعا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأمانة العامة لمجلس التعاون إلى الاستمرار في وضع الأنظمة التي تعزز الترابط والتلاحم بين أبناء دول المجلس، مؤكداً أن الظروف تحتم علينا السعي للمزيد من الاتحاد العربي الخليجي.
وأشار عاهل البلاد المفدى، في كلمة خلال استقباله في قصر الصخير أمس سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الذي قدم لجلالته وزراء الشباب والرياضة رؤساء اللجان الأولمبية ووكلاء الوزارات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمناسبة انعقاد اجتماعهم في البحرين، إلى أن الاتحاد والتواصل بين دول مجلس التعاون كان قائماً قبل قيام المجلس وأن البحرين دائماً تفتح أبوابها لجميع الأشقاء في دول المجلس والأمثلة كثيرة على ذلك كما إن دول المجلس تقف صفاً واحداً في مختلف الظروف انطلاقاً من أصالة العلاقات التاريخية الوثيقة الممتدة عبر مختلف الأجيال وشعوب المجلس لها جذور أصيلة وقيم وعادات تجمع فيما بينها، مضيفاً أننا نقف دائماً مع الشباب وندعم جهودهم حيث إنهم يمثلون أكبر نسبة في مجتمعاتنا.
وقال جلالته إن هذه المناسبة من أسعد الأيام التي نستقبل فيها أشقاء عزيزين علينا وهي فرصة نتقدم لهم بالشكر بعد الله سبحانه وتعالى إلى قادة دول مجلس التعاون وأصحاب الجلالة والسمو لما يبذلونه من توجيهات وجهود لرعاية الشباب والرياضة وكذلك لا ننسى الذين خدموا وكرموا ويجب إعادة التكريم إن شاء الله كل عام للمسؤولين الذين بالفعل نعتبرهم مربين للأجيال الشابة الحالية والقادمة ونشكرهم كذلك على التأسيس الجيد الذي بدأ بأقل الموارد في حينه، وأنا أذكر هذا الشيء في منطقتنا واليوم ولله الحمد نرى جيل النشاط الشبابي والرياضي بدول المجلس إلى المستوى الدولي ربما دول مجلس التعاون أهم منطقة تمثل العالم العربي والإسلامي بالنتائج المشرفة التي تحصل عليها وأن التكريم اليوم هو رمز لوحدتنا الخليجية بمحبتنا ولمحبتنا كوننا أسرة واحدة.
وقال جلالته إنها مناسبة لنشكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لجهوده في هذا المجال، وبالفعل قمة مجلس التعاون الأخيرة أشادت وأشارت ووجه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الأمانة العامة إلى الاهتمام بالحركة الشبابية والرياضية وأنتم كذلك كمسؤولين عن هذه الحركة، وأضاف جلالته أن الحركة الرياضية الشبابية أخذت النصيب الأكبر وأننا ولله الحمد مجتمعاتنا مجتمعات خير ومجتمعات طيبة، لا تجد الدول حاجة ملحة لتوجيه الشباب كما هو موجود في دول العالم ونحن ولله الحمد في دول المنطقة لاتزال الأسر مترابطة والأسر تحترم أصولها وتحترم تقاليدها وهذا غالبية دول الخليج، ربما هذا هو الأساس للتركيز على الرياضة والشباب بمعنى أن التعاليم التي يسمعها الشاب في بيته هي تعاليم طيبة، وإذا كان هناك نواقص بسيطة لا بأس لو استطعنا وحاولنا أن نكملها، وبين جلالته أن مراكز الشباب ساعدت كثيراً في هذا المجال حيث إن رب الأسرة انشغل بأمور الحياة وأنا مطمئن ومتفائل والنتائج هي خير دليل على وجودنا في المحافل الدولية على أعلى مستوى وهي خير دليل وأشكركم على ما تقومون به من جهود كبيرة.
وأضاف جلالة الملك المفدى أن هذا اللقاء مناسبة لأن نهنئ الأخ سلمان بن إبراهيم على فوزه بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهذا بلا شك هو تمثيل لجميع دول مجلس التعاون.
وتابع جلالته قائلاً.. عندما أتكلم مع المسؤولين في البحرين أرى نظرتهم إلى أشقائهم أكثر من نظرتهم إلى أنفسهم وهذا دليل على أنهم في حاجة إلى أشقائهم كما يجب وهذا شيء بديهي لأن البحرين هي في وسط المجتمعات، فأهل الخليج في البحرين كانت لهم ميزة المواطن البحريني في العمل والتجارة والتعليم والصحة وغيرها وأهل البحرين رحبوا ترحيباً كبيراً بأشقائهم وهذه الروح متأصلة في نفوس إخوانكم أهل البحرين وستستمر بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض.
وأوضح جلالته أن هذه المناسبة هي مناسبة جميلة أن يرى الأشقاء ويطمئن على سير الأمور ويطمئنهم على الدعم المستمر لهم منوهاً جلالته إلى أن اليوم المنشآت الرياضية أحسن مما كانت عليه وإدارات أفضل ساهمت في التقدم الحاصل وإن كان هناك تراجع سوف نعمل على التنبيه إليه لأن هذا التراجع سوف يضر بالبلدان لكن هناك جهوداً كبيرة تبذل وعلى الإعلام إبرازها والتركيز على النتائج المثمرة التي ترفع اسم البلد وهذه النقاط الإيجابية المتوخاة من الإعلام أفضل بكثير من النقاط السلبية التي نراها في بعض الفضائيات الأخرى، وأعرب جلالته عن تمنياته لهم بالتوفيق وأن يلتقي بهم دائماً سواء في البحرين أو في أي بلد من بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربي وهذا هو شعورنا جميعاً.
وأشار إلى «أننا نحرص مع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون إلى كل ما من شأنه الارتقاء بالشباب والاهتمام بهم، مضيفاً جلالته أننا في البحرين نشجع ونقدم مختلف التسهيلات لكل القطاعات المصرفية والاقتصادية والتجارية والمواطنة لأبناء مجلس التعاون كمواطنين بحرينيين في المعاملة وأن الترابط الأخوي بين أبناء دول مجلس التعاون كان قائماً قبل إنشاء مجلس التعاون في ظل الأسرة الواحدة».
وفي بداية اللقاء ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم
إنه لمن دواعي الشرف والاعتزاز أن أقف أمام جلالتكم في هذا اللقاء الأبوي الذي يجمعنا مع قائد نهضتنا البحرينية وقائداً خليجياً لطالما احتضن الشباب الخليجي المبدع، وما لقاؤكم يا صاحب الجلالة مع أجيال من القيادات الرسمية والشباب الخليجي المتميز إلا دليل واضح على دعمكم الكبير واللامحدود لفئة الشباب كل الحاضر ومستقبل الغد.
إن لقاء جلالتكم يحمل رسائل تقديراً لكل من كان لهم الفضل في قيادة مسيرة العمل الشبابي الخليجي ورسائل تحفيز إلى الشباب الذين تنظرون إليهم بعين الثقة والتفاؤل بقدرتهم للمساهمة في بناء أوطاننا الخليجية.
سيدي صاحب الجلالة،
إن قرارات جلالتكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمتكم الأخيرة التي عقدت بمملكة البحرين دليل واضح على دعمكم للشباب حيث أكدتم أهمية مسيرة مجلس التعاون الخليجي في شتى المجالات ووجهتم بإجراء دراسة شاملة للتعرف على كل ما يهم الشباب الخليجي، وها أنتم يا صاحب الجلالة أول المبادرين بتكريم القيادات التي كان لهم دور في إدارة العمل الشبابي المشترك، وتكريمكم للشباب المبدع الذي قدم ومايزال يقدم الكثير من الإنجازات والمبادرات التي ترسم طريق الارتقاء بأوطاننا وتمضي نحو تحقيق الوحدة الخليجية والنماء لشعوب بلداننا.
سيدي صاحب الجلالة،
إن اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة ورؤساء اللجان الأولمبية تعتبر بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الخليجي المشترك نسعى من خلالها في الارتقاء بالحركة الشبابية بما يتفق تماماً مع توجيهات جلالتكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين أننا سنكون عوناً وسنداً لكم في تحقيق تطلعاتكم نحو الشباب الخليجي وتعزيز دورهم في تنمية بلداننا والسير نحو الوحدة الخليجية ليس بالمشاركة فقط وإنما بالريادة.
ودمتم يا صاحب الجلالة في رعاية الله وحفظه.. وأدام الله عليكم موفور الصحة والعافية.
تسريع عجلة الارتقاء بالأوطان
ثم ألقى أحمد حسن جناحي كلمةً نيابةً عن المكرمين:
سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظك الله ورعاك..
إنه لمن دواعي الشرف والاعتزاز أن أقف أمام حضرة جلالتكم في هذا اللقاء الأبوي، هذا اللقاء الذي يجمع بين قائد أمة وقائد نهضة وقائداً خليجياً حاضناً وراعياً للشباب الخليجي وبين أجيال تعاقبت وتتعاقب على العمل الشبابي الخليجي المشترك، هذا اللقاء الذي يحتضن أجيالاً قدمت وعملت، وأجيالاً تواصل المسير وتدفع لتطوير العمل الشبابي الخليجي المشترك، وأجيالاً تتطلع بعين من الثقة والتفاؤل والرغبة في المساهمة في بناء الحاضر والمستقبل، هذا اللقاء الذي يحمل بين طياته رسالات شكر وتقدير وتحفيز وتحملٌ للمسؤولية، فالشكر لكل من كان لهم الفضل في قيادة مسيرة العمل الشبابي الخليجي المشترك، والتقدير للقيادات الحالية التي تقود دفة هذا العمل، أما التحفيز، فقد بعثتم به يا صاحب الجلالة، من خلال لقاء جلالتكم هذا إلى هؤلاء الشباب الذين تنظرون إليهم جلالتكم بعين الثقة والتفاؤل بقدرتهم للمساهمة في بناء أوطاننا الخليجية، برؤى وتطلعات جلالتكم وإخوانكم أصاحب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حفظكم الله ورعاكم.
سيدي صاحب الجلالة،، ها هي مبادرات جلالتكم في كل ما يعنى بالشأن الشبابي تزداد يوماً بعد يوم، وأصبح القاصي والداني في البحرين والخليج والوطن العربي، بل العالم أجمع، يشهد من جلالتكم حفظكم الله ورعاكم رعايتكم واهتمامكم بجميع شؤون الشباب حتى أصبحت كلمات جلالتكم وتوجيهاتكم لا تخلو من أهمية إشراك الشباب وتمكينهم في مختلف مكونات الحياة، فأنتم يا صاحب الجلالة من أكدتم دوماً أن الشباب هم الشركاء في بناء الحاضر والمستقبل وأن الشباب هو العنصر البشري الأهم في عملية التطوير والنماء وأن الشباب هم جيل اليوم وليس جيل الغد وأن للشباب نجاحات يمكن أن تساهم في تسريع عجلة الارتقاء بالأوطان وبالأمس القريب، تابع شباب الخليج العربي بكل اهتمام، قرارات جلالتكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، في قمتكم الأخيرة التي عقدت في مملكة البحرين حينما أكدتم حفظكم الله ورعاكم أهمية تقييم مسيرة مجلس التعاون الخليجي في شتى المجالات وضرورة العمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية لدى المواطن والحرص على تحقيق تطلعات الشباب الخليجي والعناية بهم ووجهتم حفظكم الله بإجراء دراسة شاملة للتعرف على كل ما يهم الشباب الخليجي ويساهم في تطويره ولا يخفى على جلالتكم أن صدى هذه القرارات على الشباب الخليجي كان كبيراً جداً..فعندما يحظى الشباب بكل هذا الاهتمام والرعاية من أصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس حفظهم الله ورعاهم، فهذا شرف كبير في المقام الأول، وهي مسؤولية ملقاة على الشباب ليبرهنوا أنهم أهلاً لهذا الاهتمام وهذه الرعاية سيدي صاحب الجلالة وها أنتم حفظكم الله ورعاكم أول المبادرين بتكريمكم القيادات التي كان لهم دور في إدارة دفة العمل الشبابي في خليجنا العربي، وتكريمكم للشباب المبدع والمتميز، الذي قدم ومايزال يقدم الكثير من الإنجازات والمبادرات التي تساهم في الرقي بمجتمعه ووطنه، إن هذه المبادرة الكريمة يا صاحب الجلالة، وهذا التكريم من لدن جلالتكم لفخر لنا جميعاً، وهو ترجمةً لثقة جلالتكم بالدور الذي يمكن أن يقوم به الشباب من أجل الارتقاء بوطنه والمساهمة في تحقيق ما تصبون إليه من تحقيق الوحدة الخليجية والنماء لشعوبنا الخليجية.
سيدي صاحب الجلالة إنها ليست البداية ولن تكون النهاية فهذه المحطة من اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الشباب والرياضة ورؤساء اللجان الأولمبية الخليجية والتي تستضيفها مملكة البحرين هي بمثابة انطلاقة جديدة تسترشد بتوجيهات جلالتكم وقراراتكم التي وجهتهم بها نبراساً للعمل ومنهجية للتطوير، مؤكدين لجلالتكم حرص الجميع بأن يكون للشباب الخليجي الدور البارز والكبير في تحقيق مسيرة الوحدة الخليجية والمشاركة في عملية الارتقاء والنمو والازدهار لأوطاننا ودمتم يا صاحب الجلالة في رعاية الله وحفظه وأدام الله عليكم موفور الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكريم القيادات الخليجية الرياضية
وتفضل جلالة الملك المفدى بتكريم القيادات الرياضية بدول مجلس التعاون التي تبوأت المناصب العليا والقيادية في المجال الرياضي والشبابي حيث كرم جلالته وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب بالمملكة العربية السعودية منصور الخضيري ووزير الشؤون الرياضية بسلطنة عمان د.علي السنيدي ونائب رئيس الهيئة العامة للأنشطة الشبابية والرياضية والثقافية بسلطنة عمان عبدالله اليعربي ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس الهيئة العامة للشباب بدولة قطر الشيخ سعود بن خالد آل ثاني والأمين العام لرعاية الشباب والرياضة بدولة قطر أحمد الأنصاري ورئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة بدولة الكويت خالد الحمد ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين صالح بن هندي والشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين وأمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة بدولة الإمارات العربية المتحدة أحمد بوحسين، ووزير التربية والتعليم والشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة د.عبدالله عمران تريم ووكيل وزارة مساعد لشؤون الشباب بدولة الكويت عبدالرحمن المزروعي.
كما كرم جلالته الشباب المتميزين الذين ساهموا في خدمة المجتمع وتطويره في دول المجلس، حيث هنأهم جلالته بهذا التكريم، وأشاد بدورهم المميز وجهودهم الطيبة التي بذلوها من أجل تطوير المسيرة الرياضية والشبابية في دول المجلس.
وأكد جلالته أن هذه الجهود ساهمت بشكل كبير في تحقيق أفضل النتائج والمستويات في كافة الميادين، منوهاً بجهود هذه النخبة من الشباب الخليجي الذين أخذوا على عاتقهم خدمة مجتمعاتهم وحرصهم على تشريف دول مجلس التعاون الشقيقة في جميع المحافل.