تحاول بثينة خليفة قاسم في كتابها «أثر الإصلاح السياسي على تمكين المرأة البحرينية»، مقاربة مفهوم تمكين المرأة في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، باعتبار أن المرأة نصف المجتمع، ومشاركتها في شؤون الحياة بكافة ميادينها ضرورة منطقية ملحة.
ومن هنا وجب البحث في أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما آلت إليه من تطورات، إضافة إلى أن موضوع تمكين المرأة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإصلاح السياسي، فلا يتصور حدوث إصلاح سياسي في مجتمع يتجاهل نصفه المحرك.
وتنبع أهمية الكتاب من اعتبار موضوع تمكين المرأة من الموضوعات بالغة الأهمية للمجتمعات عامة، وخاصة منذ الربع الأخير للقرن العشرين، حيث زيادة بؤرة الاهتمام الدولي بحقوق المرأة من جهة، وبروز إصلاحات سياسية للمنطقة العربية من جهة أخرى، رافقتها جدلية الاعتراف بها كونها متأتية من الخارج، أو وليدة قناعات داخلية؟
وينقسم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة فصول، وتتناول المقدمة أهداف الدراسة وأهميتها، فيما يتضمن الفصل الأول دراسة مفهوم الإصلاح السياسي وتمكين المرأة في أربعة مباحث، الأول يتناول مفاهيم ومحددات الإصلاح، ويختص الثاني بتعريف تمكين المرأة، ويتطرق الثالث لأبرز الاتفاقات والإعلانات والمؤتمرات الدولية المتعلقة بالمرأة فضلاً عن واقع المرأة البحرينية ضمن تشريعات البحرين، ويناقش الرابع العلاقة بين الإصلاح السياسي وتمكين المرأة.
ويختص الفصل الثاني بالإصلاح السياسي في البحرين في العقد الأول من عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الفترة الواقعة من 1999-2009 ومكانة تمكين المرأة في ثلاثة مباحث، الأول يبرز برامج الإصلاح السياسي في البحرين في مرحلتي ما قبل الميثاق الوطني وبعده، فيما يختص الثاني بمكانة تمكين المرأة ضمن برامج الإصلاح السياسي عبر عدد من المؤشرات والخطط الوطنية التي تستهدف النهوض بالمرأة البحرينية، ويعنى الثالث بمؤسسات ومجالات تمكين المرأة.
وانفرد الفصل الثالث، بمسح ميداني حول أثر الإصلاح السياسي على تمكين المرأة البحرينية في العقد الأول لعهد الملك حمد بن عيسى، باختيار عينات من المؤسسات والقطاعات المختلفة في البحرين، وتم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية، تحرياً للمصداقية والحيادية، واستخدام وسيلة «الاستبانة»، وتضمنت ما مجموعه 34 سؤالاً، وزعت على عينة تقدر بـ297 فرداً، 110 منهم ذكور بنسبة 37%، و187 أنثى بنسبة 63%، ثم أدخلت البيانات في الحاسوب وتم تحليلها إحصائياً بواسطة برنامج SPSS.