خصصت منظمة الصحة العالمية ابتداءً من العام الحالي 2013، يوماً عالمياً للاحتفال بطبيب الأسرة 19 مايو من كل عام. وقررت دول العالم الاحتفاء بطبيب الأسرة لدوره المتعاظم في خدمة المجتمع، فيما تتطلع المنظمة العالمية لأطباء الأسرة أن يحظى سكان العالم بطبيب أسرة لكل 1000 فرد، وحققت هذه النسبة دول مثل كندا وأستراليا وبعض الدول الإسكندنافية، بينما بلغت النسبة في دول أخرى طبيب لكل 1500 فرد في بريطانيا وإيطاليا.
وقال البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر رئيس المجلس العلمي لطب الأسرة والمجتمع بالمجلس العربي للاختصاصات الصحية، إن طب الأسرة يجب أن يكون قاعدة الهرم للخدمات الصحية المتوفرة للمواطنين في أي بلد. وبينت الدراسات العلمية أن الدول التي انتهجت نظام الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة، انخفضت فيها المؤشرات الصحية السلبية بينما ارتفع المستوى العام للصحة. ولتحقيق هذا الطلب لابد من أن تعتمد الدول سياسات إيجابية في تطبيق نظام طب الأسرة، وأن تعمل على زيادة عدد أطباء الأٍسرة المختصين كي لا تزيد نسبة المواطنين لكل طبيب أسرة عن 1800، علماً أن هناك نقصاً شديداً في الدول العربية في البرامج التدريبية التي تخرج أطباء أسرة مؤهلين.
ويحتاج الوطن العربي إلى 170 ألف طبيب أسرة، إضافة إلى ارتفاع المعدل العام للصحة عند تطبيق نظام طب الأسرة فإن كلفة الرعاية الصحية تقل بكثير عما لو تم تطبيق نظام يعتمد على الاختصاصات الدقيقة والرعاية الثانوية. وأيقنت الدول المتقدمة هذا العامل وابتدأت في استقطاب نظام طب الأسرة حتى في دول لم تكن مقتنعة بالتجربة مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث ابتدأت كليات الطب تطبيق مفهوم خريج يكون على دراية بواقع المجتمع والأمراض المنتشرة فيه. ويذكر د.نبيل ياسين القرشي أستاذ طب الأسرة رئيس المكتب الإقليمي للمنظمة العالمية لأطباء الأسرة لمنطقة شرق المتوسط، أن طب الأسرة أصبح من مقاييس ومعايير الجودة العالمية لقياس المستوى الحضاري والصحي للمجتمع. وقال إن الرعاية العلاجية تشمل التشخيص المبكر للمرض وعلاجه كي لا يصاب الإنسان بمضاعفات أمراض السكري والضغط والكلى وتلف الشرايين والأعصاب.