يرى الكاتب المصري أحمد سليم أن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تنطلق من تصورات دينية لليهود عن العرب، ولكنه يرفض تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع ديني.
ويقول أحمد سليم في كتابه «مملكة داود وسليمان العبرية.. دراسة نقدية في لاهوت العنصرية الإسرائيلية»، إن الرؤى الدينية تحدد الاستراتيجيات العسكرية لإسرائيل وفيها يختلط الأسطوري بالواقعي والماضي بالحاضر حيث «يصير التاريخ لاهوتاً واللاهوت تاريخاً» انطلاقاً من اقتناع مؤسسي إسرائيل أنهم ورثة مملكة داود وسليمان القديمة.
ويضيف «تحويل الصراع إلى ديني خطر كبير يهدد كيان المجتمع العربي ويغيب حقيقة الكيان الصهيوني العنصري ككيان استيطاني إحلالي ذي وظيفة قتالية وكقاعدة استعمارية استراتيجية للغرب».
ويستشهد بقول تيودور هرتزل إن «اليهود عندما يعودون إلى وطنهم التاريخي (فلسطين) يفعلون ذلك بوصفهم ممثلين للحضارة الأوروبية».
ويلفت المؤلف إلى أن التصورات الدينية تجعل «من اليهود البشر الوحيدين مركزاً للقداسة وتجعلهم الشعب البشري الوحيد الأسمى والمختار وتجعل الدولة دولة أنبياء ومملكة كهنوت.. ويصبح الوجود اليهودي والبقاء اليهودي كغاية مرتبطين بنفي الآخر ومحوه».
ويشير إلى أن «لاهوت العنصرية الإسرائيلية كطاقة مقدسة تؤثر بقوتها وتفردها العنصري على ما هو غير مقدس، وتصير مبرراً للامساواة والاستغلال والحروب.. تقف خلف السلوك في مستوياته المختلفة، وتمنح المبرر النفسي لسلوك الإسرائليين تجاه غيرهم وفي مقدمتهم الفلسطينيون والعرب».
وينفي سليم فكرة النقاء العرقي لليهود، ويقول إن تنوع المستويات الثقافية والعرقية للجماعات اليهودية يأتي تبعاً لمجتمعاتهم فلا يوجد في رأيه تشابه بين يهود إثيوبيا ويهود أوروبا مثلاً.
ويورد سليم بعضاً من أدبيات ما يراه عنصرية تجاوزت القادة السياسيين إلى أدباء وشعراء حتى قبل إعلان قيام إسرائيل ومنهم الشاعر الروسي شاؤول تشرنحوفسكي (1875-1943) الذي يقول في إحدى قصائده.. «نرضع من أنهار الدم رشفة رشفة - قطرة قطرة - نسكر من الحزن ونسكر من الآهات».
ويقول تشرنحوفسكي في قصيدة أخرى «وأجعل سيفي يشرب فخوراً من دمهم - وستستحم خطواتي في دماء الصرعى - وتدوس قدماي على شعر رؤوسهم - سأقطع من يمين وأحصد من شمال - فقد اشتعل غضبي وصار جحيماً - لقد ضايقني كثيرون... لن يبقى أحد بعد المذبحة - نعم سوف أفنيهم جميعاً».
والكتاب يتزامن مع الذكرى السنوية الـ65 لإعلان قيام دولة إسرائيل، ويقع في 284 صفحة من القطع الكبير وأصدرته الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية.
وسليم (58 عاماً) ناقد وروائي وباحث له روايتان هما (المقامات) و(الطوراة) ودراسات منها (ضد هدم التاريخ وموت الكتابة) و(قراءة المعاني في بحر التحولات.. دراسة في الأدب الشعبي).في ختام مهرجان المسرح المدرسي
970x90
970x90