كتبت ـ شيخة العسم:
عقد أمس الأول قران الفنانة البحرينية في الشرقاوي والفنان عبدالله البكري، وسط تباريك الأهل والمقربين ودعواتهم للعروسين بحياة ملؤها السعادة والهناء، أسرة «الوطن» تتقدم للعروسين بخالص التهاني والتبريكات وبالرفاء والبنين.


65 عاماً على النكبة بالريشة والألوان


عمان- سليمان قبيلات:
لا يواري الفنانان محمد فرحان وخليل غيث انحيازهما العميق للتمرد الإنساني وبدايات تشكله، ويفردان مساحة خاصة لفلسطين المنكوبة بالاحتلال والهزيمة.
ويسعى الفنانان عبر معرضهما المشترك «انطباعات لونية» الذي افتتح في جاليري عمان، للإفلات من الأعماق ليشكلا «لوحات» تنطلق ألوانها بانسياب لتبوح بـ»الصرخة» وذاكرة «المكان» و»عبثية مثيرة للجدل». تنطق لوحة «التية» للفنان محمد فرحان برواية الضياع في عمق الحياة عبر تصوير سفينة لم تفقد معالم شراعها رغم فقدانها صواب الوجهة في أعالي البحار، وهو ما رمز له الفنان ببقع بيضاء ربما أراد فيها «الأمل». وعمل الفنان على تهذيب ملمس اللوحات، معيداً تدويرها في مسعى لتقريب مشاهد اللوحة وقارئها أكثر فأكثر من مضمون اللوحة، وهو يلجأ إلى بث الحياة في لوحاته بإسباغ ملمس حيوي عليها عبر استخدامه حصى الشطآن ودمجها باللوحة. حاول فرحان في لوحاته إسقاط كثير من تجليات التعبير الإنساني عليها، فرسم لحظة التفاف الجسد للتخلص من الذنوب ورجس الآثام، حيث تفضي تلك الخطوط ببداية مشرقة وألوان ترتبط بالأرض لترنو نحو السماء. على منوال الصعود نحو الزمن ترتسم الحياة في «مجسمات» فرحان التشكيلية التي جسد فيها «الكهولة» بحس مرهف، وخلد ذكرى الأنثى في مجسم منحوت لا تخلو من «انهزام» ويصور «الرجولة» بانحناءات تبدو قليلاً كما يريد أن يوحي فرحان بأنها ناقصة لمدلولات اجتماعية وربما نفسية. أما المجسم الذي استحوذ على مساحة من تلك المجسمات التي رافقت لوحات فرحان التشكيلية، فيأخذ المشاهد بشراعاته المتناثرة نحو «النكبة» وتصوير 65 عاماً عليها بطريقة مؤثرة. رؤية الانبثاق والتمرد كانت الثيمة المركزية التي نطقت بها لوحات فرحان التي تكتظ بالخطوط والألوان العريضة المتميزة بالانعكاسات المنسجمة بين الطول والعرض، والتضاد والتباين والتسطيح، والأبعاد التي تأخذ المشاهد إلى عالم الشغب في فن ذاتي يبحث عن نشوته بالألوان الناطقة بالحيوية والحركة، والمرتبطة بالشكل والفضاء الخيالي المتسع لأبعاد زمنية مختلفة. أما لوحات الفنان خليل غيث فتبدو وكأنها تستكمل النطق الذي حملته لوحات فرحان وسعت إليه، إذ تشكل الآلام درب الصمود والحنين وهو ما يتمظهر في المجسمات التي تنحاز بلا مواربة للأطفال والإنسان. تستغرق لوحات الفنان غيث في رسم وجه اللجوء ومعاناته، وهي تنقل الزمن من خطوط الوجه العميقة التي حفرتها الأيام في الشتات ووجوه القابعين على رصيف الانتظار وعيونهم ترنو لعودة قادمة لا محالة إلى الوطن المحتل.