عواصم - (وكالات): تخوض القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر «حزب الله» الشيعي اللبناني اشتباكات مع مقاتلين معارضين في مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، في معارك أطلق عليها «جدران الموت» أدت خلال يومين إلى مقتل 28 عنصراً من الحزب، وإصابة نحو 70، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشمال دمشق، حققت القوات النظامية تقدماً في حي برزة الذي يضم جيوباً أساسية لمقاتلي المعارضة، تزامناً مع قصف واشتباكات يشهدها الحي. واقتحمت القوات النظامية مدعومة بعناصر النخبة في الحزب الشيعي الحليف لنظام الرئيس بشار الأسد، أمس الأول القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام، وتعد صلة أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد للمعارضة من مناطق متعاطفة معها شمال لبنان.
وبحسب مصدر عسكري سوري، سيطرت القوات النظامية على جنوب القصير وشرقها ووسطها، وتتابع تقدمها إلى شمالها.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «28 عنصراً من قوات النخبة في الحزب قتلوا وأصيب أكثر من 70 خلال الاشتباكات التي دارت في مدينة القصير».
وتحدث الناشطون المعارضون عن «حصار خانق» تفرضه القوات النظامية وعناصر من الحزب على المدينة التي تضم قرابة 25 ألف شخص، مشيرين إلى أن قوات «حزب الله» تنفذ إعدامات ميدانية بالمدينة.
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 37 شخصاً. ومن الضحايا 8 أشخاص «بينهم أم و6 من أطفالها دون الرابعة عشر من العمر، في استهداف الطيران الحربي لمنزل قرب مركز البحوث جنوب مدينة الرقة».
وباتت المدينة منذ مارس الماضي أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام.
وذكر المرصد أن مجموعة مسلحة خطفت رئيس المجلس المحلي في المدينة عبد الله الخليل، وهو محام وناشط حقوقي، وذلك أثناء خروجه من المجلس.
وفي الجنوب، ذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن رصاصاً مصدره الأراضي السورية في هضبة الجولان المحتلة دون التسبب بإصابات أو أضرار.
وتأتي هذه التطورات قبل اجتماع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» يعقد غداً في عمان. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع 11 وزيراً يمثلون دولاً داعمة للمعارضة السورية، أبرزهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ويأتي اللقاء قبل اجتماع للائتلاف السوري المعارض في 23 مايو الجاري يحدد فيه موقفه من دعوة موسكو وواشنطن إلى عقد مؤتمر دولي للبحث عن حل للأزمة السورية، يشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة.
وعقد أمس في مدريد اجتماع لأعضاء من «مختلف حركات» المعارضة السورية بهدف «المساعدة على الحوار وتسهيل اللحمة» بين مختلف مكوناتها، بحسب الخارجية الإسبانية.
وشارك في الاجتماع الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد معاذ الخطيب الذي من المرتقب أن يلتقي وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل غارثيا ماراغالو اليوم.
ومن الدوحة، اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، أنه «لم يعد مقبولاً من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة»، وذلك في افتتاح منتدى الدوحة.
من جهتها، أنذرت بريطانيا الأسد بأنه «لا استبعاد لأي خيار» فيما يتعلق بتسليح المعارضة السورية وقالت إنها ستطالب الاتحاد الأوروبي بإجراء مزيد من التعديلات لحظر السلاح.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من الضروري أن تشارك المعارضة السورية في مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف دون وضع شروط مسبقة ملمحاً فيما يبدو إلى مطالب تنحي الرئيس بشار الأسد.
إنسانياً، حذرت منظمة «اوكسفام» للمساعدات الدولية من المخاطر الصحية التي تنتظر مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان مع قرب حلول فصل الصيف. وأدى النزاع السوري إلى نزوح نحو 1.5 مليون شخص إلى الدول المجاورة.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أن «جبهة النصرة التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال سوريا، انقسمت إلى فصيلين بعد إعلان زعيمها ولاءه لتنظيم القاعدة».
وفي لبنان، قتل جندي وجرح 6 في طرابلس، التي تشهد تبادلاً متقطعاً لإطلاق النار بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري.
وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل شخصين وإصابة 34 في المدينة على خلفية اشتباكات طائفية بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية، ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.