عواصم - (وكالات): أرسل «حزب الله» اللبناني تعزيزات إلى مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا حيث تستمر المعارك العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، فيما أكدت تقارير أن قوات الحزب تتكبد خسائر فادحة بقتالها في المدينة، مع تزايد قلق الولايات المتحدة من دوره في النزاع السوري، وعزم الاتحاد الأوروبي دراسة طلب لإدراج جناحه العسكري على لائحة المنظمات الإرهابية.
في غضون ذلك، أعلنت دمشق أنها استهدفت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف النار في الجولان، وهو ما ردت عليه إسرائيل. وأفاد مصدر أمني سوري أن معارك عنيفة تدور شمال مدينة القصير حيث يتحصن العدد الأكبر من مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة منذ أكثر من عام. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المدينة التي اقتحمتها القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله الشيعي حليف الرئيس بشار الأسد، تتعرض لقصف عنيف يستخدم فيه الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المعارك المتواصلة منذ أمس الأول أدت إلى مقتل «العشرات من حزب الله، إضافة إلى 68 مقاتلاً معارضاً». وقال عبد الرحمن «من الواضح أن حزب الله هو الذي يقود الهجوم على القصير».
وعرضت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات لتشييع 5 عناصر من الحزب أمس الأول في لبنان، مشيرة إلى أن هؤلاء قضوا «خلال أدائهم واجبهم الجهادي».
وفي شأن متصل، أعلن مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أن إيرانيين يقاتلون إلى جانب حزب الله الذي يدعم قوات النظام السوري في مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا.
إنسانياً، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة نداءً لحماية آلاف المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال، العالقين بسبب المعارك في مدينة القصير السورية.
وتقدر «اليونيسف» أن «ما بين 12 ألفاً و20 ألف شخص لا يزالون في المدينة بينهم عدد كبير من الأطفال».
وفي لبنان، قالت مصادر أمنية إن 3 أشخاص قتلوا في اشتباكات طائفية في طرابلس شمال لبنان وارتفع بذلك إلى 9 عدد قتلى الاشتباكات المتفرقة على مدى 4 أيام وذات الصلة بالحرب الأهلية السورية بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية في طرابلس. من جهته، أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، قلقه من مشاركة حزب الله في المعارك داخل الأراضي السورية.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالدعم العسكري المقدم من حزب الله الشيعي اللبناني إلى قوات النظام السوري في معركتها للسيطرة على مدينة القصير السورية.
في غضون ذلك، أوضح دبلوماسيون أوروبيون أن بريطانيا تقدمت بطلب إلى شركائها الأوربيين لوضع الجناح المسلح لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، على أن تنطلق المحادثات بشأن هذه المسألة «مطلع يونيو المقبل».
وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن النظام السوري وضع مطلع مارس الماضي لائحة بـ 5 وزراء تمهيداً لمفاوضات محتملة مع المعارضة، تضم رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائب رئيس الوزراء قدري جميل و3 مسؤولين حكوميين آخرين.
وأعربت طهران حليفة النظام السوري عن رغبتها في المشاركة في المؤتمر، معتبرة أن من الضروري «توسيعه من خلال مشاركة جميع البلدان المؤثرة» على أطراف النزاع.
من جانبه، قدم الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب خريطة طريق لحل الأزمة السورية، صادرة عن «لقاء تشاوري» عقده مع معارضين سوريين في مدريد، بحسب ما أفاد على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» للتواصل. وعرضت الورقة الصادرة عن «اللقاء التشاوري الوطني السوري» نقاطاً «لإقامة نظام ديمقراطي بديل» عن نظام الرئيس بشار الأسد، مشددة على وجوب ألا يضطلع الأخير بأي دور في أي مرحلة انتقالية تضع حداً للنزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين. في الوقت ذاته، حذرت الجامعة العربية من تدخل أطراف خارجية بشكل مباشر وغير مباشر في العمليات الحربية في سوريا وطالبت كافة الأطراف السورية بتوفير المناخ المناسب لإنجاح مساعي الوصول إلى حل سياسي.
من جهتها، طرحت النمسا موضوع سحب جنودها الموجودين في هضبة الجولان في إطار قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، إذا ما رفع الحظر عن تسليم الأسلحة للمعارضة السورية. من ناحية أخرى، وجهت إسرائيل تحذيراً جديداً لسوريا عقب تعرض جنود إسرائيليين لإطلاق نار مصدره سوريا في الجولان المحتل بينما تضاعفت في الآونة الأخيرة الحوادث في المنطقة بين البلدين. من جهتها، أعلنت القوات النظامية السورية لأول مرة أنها دمرت عربة إسرائيلية تجاوزت خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان.
ونقلت وسائل الإعلام عن وزير الدفاع موشيه يعالون قوله «سياستنا واضحة فإننا لن نتدخل في الحرب الأهلية في سوريا وإنما حينما يتعلق الأمر بالوضع في هضبة الجولان فإننا لا نسمح ولن نسمح بوابل من الطلقات على أراضينا».
من جانب آخر، قال دبلوماسيون وناشطون وموظفو إغاثة إن الأردن أعاد آلاف اللاجئين السوريين خلال الأسبوع المنصرم في أول حملة من نوعها منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من عامين.
ويستضيف الأردن اليوم مؤتمراً دولياً عن سوريا واستقبل بالفعل 473587 لاجئاً سورياً من بين 1.5 مليون لاجئ سوري فروا من الصراع في نزوح جماعي تسارع خلال الأربعة أشهر الماضية وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.