كتب – هشام فهمي:
دعت مدير إدارة تعزيز الصحة د. أمل الجودر إلى الالتفات إلى مخاطر أشد فتكاً من فيروس «الكورونا» المجهول حتى الآن، مثل مضاعفات التدخين المتسبب بوفاة 6 ملايين شخص سنوياً في العالم أو حوادث الطرق التي تقتل 3 آلاف و400 يومياً، مؤكدة أن «الإيمان المقرون بالغذاء السليم والرياضة أهم عوامل تقوية المناعة ضد الأمراض المعدية وغيرها».
بدورها أكدت وكيل وزارة الصحة د. عائشة بوعنق أن جميع التحاليل الخاصة بفيروس كورونا بالكامل تجرى حالياً في مختبرات الوزارة من قبل كوادر مدربة.
وأوضحت بوعنق خلال ندوة عقدت أمس حول مستجدات «كورونا» أن الوزارة لديها جميع الأدوية اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات، مؤكدة أن الوزارة حريصة على إبقاء أبوابها مفتوحة أمام وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع لتزويدهم بالمعلومات الصحيحة حول آخر تطورات المرض الجديد من أجل التصدي للشائعات.
وقال مدير مكافحة الأمراض د عادل الصياد: لم تكتشف أي حالة إصابة بالفيروس حتى الآن في مملكة البحرين، بينما اكتشفت 44 حالة عالمياً في عدة دول توفي منها 22، موضحاً أن معظم المصابين من الرجال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأكد الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات د. أمين الساعاتي أن منظمة الصحة العالمية لم تفرض حتى اللحظة أية إجراءات جديدة في المنافذ.
وشددت د. أمل الجودر أن «الإصابة بفيروس الكورونا يعد مشكلة شديدة الخطورة لكن احتمال حدوثها ضئيلة جداً»، لافتة إلى أنه «بمقارنة موضوعية بين المرض وبين احتمال الإصابة بمضاعفات التدخين وحوادث الطرق يتبين دون شك أن خطر هذه المشاكل أكبر بكثير من (الكورونا)».
وأضافت أن «طبيعة الإنسان أنه يألف المخاطر الأكبر ويخاف من المجهول المتمثل في الفيروس (...) في حين أن المجهول هو ملح وبهارات الحياة، فلنتعلم احتضان المجهول انطلاقاً من يقيننا بالله - سبحانه وتعالى – وثقة عمياء بأن ما يحدث لنا هو خير وإن كرهناه».
وأردفت أن «هذا الإيمان الراسخ المقرون بالأمل والتفاؤل هو ما يقوي جهازنا المناعي للتصدي للأمراض المعدية وغيرها خصوصاً إذا صاحبه الغذاء السليم كماً ونوعاً، وممارسة لنشاط بدني منتظم وتجنب التدخين». من جهتها، قالت مديرة إدارة الصحة العامة خيرية موسى إن إرسال 10 عينات مشتبهاً بإصابتها بالفيروس إلى المختبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية في ديسمبر الماضي كان للتأكد من النتائج، حيث جاءت مطابقة لنتائج مختبر الصحة العامة وجميع الحالات الآن يتم تحليلها في مختبرات الوزارة. وكشفت أنه وفقاً لبرنامج «الترصد» سجلت الوزارة خلال الفترة من 13 إلى 19 مايو ألف حالة أنفلونزا عادية في أسبوع واحد، لافتة إلى أنه «سيتم تطبيق برامج للتوعية في جميع المحافظات للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع».
بدورها، أكدت رئيس قسم مكافحة الأمراض المعدية جميلة السلمان أنه لا يوجد علاج أو تطعيم حتى الآن وأهم وسيلة للتصدي للفيروس هي الوقاية، موضحة أن أكثر حالات الوفاة تحدث نتيجة تحول الإصابة الفيروسية إلى التهاب بكتيري»
ولفتت إلى أن العالم يشهد حالات وفاة سنوية خلال موسم الشتاء (ديسمبر ويناير) تبلغ 50-80% من حالات الإصابة بالالتهابات الرئوية الشديدة، مضيفة أن مملكة البحرين تشهد معدل حالات وفاة لا يتجاوز 20 حالة خلال الفترة نفسها من كل عام نظراً للإصابة بتلك الالتهابات.
وخلال مشاركته في الندوة، أعلن نائب محافظ الوسطى د. الشيخ صباح آل خليفة عن تنظيم المحافظة ندوة توعية حول فيروس «كورونا» تعقد الثلاثاء المقبل في مبنى المحافظة، بالتعاون مع إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة.