قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى من المدنيين في سوريا بأكثر من 70 ألف شخص، وعندما نضيف إليهم اللاجئين والنازحين يصبح العدد أكثر بـ4 ملايين! ترى هل اعتياد الناس على منظر القتل والذبح يومياً في سوريا أصبح طبيعياً؟
منذ بداية الأزمة أي قبل نحو عامين ونحن نسمع عن عدد القتلى المتزايد هناك يوماً بعد يوم حتى أصبح الوضع هكذا شبه عادي، كما إن استمرار تزويد السلطة السورية بالسلاح على يد روسيا وإيران من شأنه رفع عدد القتلى، وفي الآونة الأخيرة صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه ينبغي إعادة النظر بتسليح المعارضة بسبب تمسك الرئيس بشار الأسد بقرار عدم محاورته مع المعارضين لحل النزاع القائم ولكن أوباما اكتفى بإرسال المساعدات الأمريكية للأزمة الإنسانية هناك والتي وصلت إلى 365 مليون دولار أمريكي.
موقف الرئيس الأمريكي أصبح يثير الحيرة كونه غير راضٍ عن الموقف الراهن في سوريا ورأيه بتزويد المعارضة السورية بالسلاح أصبح موضع تساؤل، ترى لماذا يزود سوريا بالسلاح في حين أنه يمكن له أن يتدخل ويطيح بنظام الأسد كما فعل في العراق، خصوصاً وأن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ريموند أوديرنو أعلن بأن الخطط اللازمة لهذا التدخل جاهزة ولكن تنقص موافقة الرئيس!.
من هنا نستنتج أن الرئيس الأمريكي يريد مساعدة سوريا ولكنه ينتظر شيئاً ما.. ترى هل هو موافقة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، خصوصاً بعد الخدمة الجليلة التي قدمها النظام السوري لإسرائيل بعد هزيمته في 1967 وبقاء الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي، أم أن الرئيـس الأمريكي يتظاهر برغبته في مساعدة المعارضة السورية كي لا يخسرها عند سقوط النظام الحالي في سبيل تعاون مستقبلي مع القيادة الجديدة.
في الختـام يبدو أن عدم اتخاذ أوباما لقرار حاسم بشأن القضيـة السورية من شأنه زيـادة الأوضـاع سوءاً، كما إن رفض الأسد للعمل على حل قضيـة النزاع القائمة يرفع عدد الضحايا هناك من الجهتين، لذلك فإن سوريا ستظل تنازع إلى أن يقـوم أحـد هــذه الأطراف بالنظـر للموضـوع بشكـل جـدي واتخاذ القـرار المناسب مـن أجلهـا.

دلال أحمد بوقيس