خصص وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ساعة كاملة صباح أمس أجاب خلاله بشكل شخصي وعبر حسابه الخاص على مدونة الحكومة الإلكترونية على نحو خمسين سؤالاً ومداخلة طرحها طلبة وعاملون ومتابعون لقطاع التربية والتعليم، أكد فيها تشكيل لجنة خاصة بمشكلة ثقل الحقائب المدرسية «تتابع بشكل مستمر تنفيذ حزمة من الإجراءات العملية (..) وأخبار طيبة في هذا الموضوع قريباً جداً»، وأن اللجنة الوطنية لتقييم المؤهلات تحرص على تسريع إجراءات تصديق شهادات الجامعات الخاصة خدمة لهذه الفئة من المواطنين.
وأجاب الوزير النعيمي بصورة مباشرة على تلك الأسئلة أولاً بأول، وتحدث عن البرامج التطويرية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم وأهم الإنجازات التعليمية خلال الفترة ما بين عام 2003 و2013 مع أرقام وإحصائيات تبين حجم المشاريع والإنجازات التي تحققت، كما عرضت المدونة صورة التعليم في التقارير الدولية المختصة، إضافة إلى خطط الوزارة المستقبلية في مختلف المجالات.
وأكد د.النعيمي أن التواصل بين الوزارة والمجتمع أمر أساس وجوهري في بناء الشراكة من أجل تعليم أفضل، وأن الوزارة حريصة على أن يكون مثل هذا التواصل مستمراً من خلال مختلف القنوات الرسمية بما يعزز هذه الشراكة لتحقيق الأهداف المشتركة.
وقال الوزير إن التواصل سمة العصر وأداة فعالة لبناء الشراكة الاجتماعية، وأن الوزارة كانت ومنذ العام 2002 قد استحدث وحدة للتواصل مع الجمهور تقدم خدماتها للمواطنين ولأجهزة الإعلام المختلفة، كما إن مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والذي تفضل جلالة الملك المفدى بتدشينه في العام 2005م عزز سمة التواصل بين المعلمين والطلبة وأولياء الأمور وبين المدرس والواحدة وسائر المدارس الأخرى من خلال البوابة الإلكترونية.
وأشار إلى أن مدونته على موقع الحكومة الإلكترونية خطوة إضافية على طريق التواصل المجتمعي، بما يقدم تغذية راجعة للوزارة وبما يمنح المواطنين فرصة لطرح الأسئلة والملاحظات التي نرحب بها ونتعامل معها بمنتهى الجدية.
ورداً على عدد من الأسئلة حول الكتب الإلكترونية وثقل الحقائب المدرسية، أوضح الوزير: «أتفق معك بأن الحقيقة المدرسية بالنسبة للابتدائي ثقيلة نسبياً، لكن الوزارة تعمل على الحد منها، وتم بالفعل اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات العملية للحد منها، لافتاً إلى «تشكيل لجنة خاصة بهذه المشكلة تتابع بشكل مستمر تنفيذ حزمة من الإجراءات العملية لحل هذه المسألة (..) وستسمع أخباراً طيبة في هذا الموضوع قريباً جداً إن شاء الله».
وأضاف أنه «منذ تم تدشين مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل في عام 2005 جرى تحويل مجموعة كبيرة من الكتب الدراسية إلى كتب إلكترونية، أصبحت متاحة على المنظومة التعليمية الإلكترونية، ويستفيد منها الطالب بشكل أكبر من الكتب التقليدية لأنّها تتميّز بالتفاعلية، حيث بإمكانها استيعاب شروح الفيديو ووضع الروابط مع مواقع إلكترونية مفيدة، إضافة إلى سهولة تحديثها، (..) ونحن ماضون في تحويل الكتب المتبقية إلى كتب إلكترونية وتطوير الكتب الحالية».
وتعليقاً على صعوبات إجراءات تصديق شهادات الجامعات الخاصة وتلك من خارج البحرين، أجاب الوزير أنه «أحياناً يكون التأخير ناتجاً عن تأخّر وصول أوراق الطالب ومستندات درجاته كاملةً من الجامعة إلى الأمانة العامة لمجلس التعليم العالي، مما يجعل فترة التصديق على الشهادات تستغرق وقتاً أكثر من الوقت المعتاد في انتظار استكمال جميع الأوراق والمستندات، مضيفاً أنه «إذا كانت أوراق الطالب ومستنداته الواردة من الجامعة إلى الأمانة العامة لمجلس التعليم العالي كاملة فإنّها لا تستغرق في الغالب أكثر من أسبوع لتصديقها».
وتابع أن «اللجنة الوطنية لتقييم المؤهلات تعقد اللجنة اجتماعات دورية يتم خلالها تجميع الطلبات وفرزها ومن ثم تحويلها إلى اللجان المتخصصة لفحصها وإبداء الرأي فيها قبل عرضها على اللجنة في الاجتماع العام، وأن من ضمن إجراءات المعادلة مخاطبة الجهات التي أصدرت المؤهلات للتأكد من صدقية الشهادة ومن صدقية الوثائق الصادرة عنها للتوثّق من حقيقتها، موضحاً أن «هذه العملية تأخذ وقتها اللازم، ولكن ليس بإمكان اللجنة القفز على هذه الإجراءات أو تجاهلها، لأنها محددة بالمرسوم الذي شكّل اللجنة ضمن شروط استيفاء المعادلة».
وأشار إلى أن « اللجنة الوطنية تجتمع حالياً في السنة حوالي 10 اجتماعات بالرغم من الأعباء الكبيرة التي يتحملها أعضاء اللجنة، وذلك حرصاً من اللجنة الوطنية على تسريع خدمة هذه الفئة من المواطنين».
وسأل أحد المواطنين الوزير عبر المدونة عن جدوى إضافة مادة اللغة الفرنسية في المدارس الإعدادية، واستفسر آخر عن سبب عدم دعم الوزارة للدراسات العليا، وإجراءات الوزارة إزاء غياب بعض المعلمين والمعلمات بشكل متكرر في المدارس.
وطلب مواطن من الوزير «التشديد التام على جامعة دلمون بسبب تعمدها ارتكاب مخالفات..»، واقترح آخر الاستفادة من التجربة اليابانية في التعامل مع المميزين، وغير ذلك من الأسئلة والاقتراحات.
وقالت وزارة التربية إن التواصل المباشر مع الجمهور عبر المدونة سيساعدها على تكوين معرفة أعمق بشأن ما الذي يشغل بال المواطنين، وما هو تقييم المواطنين لأدائها، إضافة إلى تنبيه الوزارة إلى بعض القضايا، والاستماع إلى اقتراحات المواطنين والأخذ بالمفيد منها.
وكانت الوزارة دشنت المدونة المذكورة الاثنين الفائت، وتأمل الوزارة أن تتيح هذه المدونة تواصل أكبر بينها وبين المواطنين، خاصة وأن عمل وزارة التربية والتعليم يمس كل بيت في البحرين تقريباً، ولديها 126 مدرسة فضلاً عن الجامعات وغيرها، كما تأمل الوزارة أن تسهم المدونة في تفعيل عمل الحكومة الإلكترونية في المملكة.
وأكدت الوزارة حرصها الكبير على التواصل الفعال والدائم مع المواطنين والرد على جميع استفساراتهم واقتراحاتهم عبر المدونة وعبر وسائل الإعلام المختلفة أو التواصل المباشر مع الوزارة هاتفياً أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو بالمراسلات وغيرها.
وأشارت الوزارة إلى أن المدونة مفتوحة على مدار الساعة لتلقي أي أسئلة أو اقتراحات من المواطنين والرد عليها، ودعا وزير التربية والتعليم المواطنين إلى التفاعل معها عبر زيارة موقع بوابة الحكومة الإلكترونية والدخول على (مدونة الحكومة الإلكترونية) بشكل مباشر، وطرح استفساراتهم ومقترحاتهم حول كل ما يختص بالشأن التعليمي.