أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية د. عبداللطيف المحمود أن البحرين بحاجة إلى عمل استراتيجي طويل المدى يقوم على القوة بكل أوجهها وميادينها، لمواجهة عدة أخطار كشفت عنها الأزمة التي مرت بها المملكة خلال العامين الماضيين.
ودعا المحمود الشباب -خلال الدورة الإعلامية الثانية لتجمع الوحدة- الى انتهاج العمل الجماعي المؤسسي، الذي يترتب عليه استمرار المؤسسة مع ذهاب الأفراد، لافتاً إلى أن الشباب هم رواد المرحلة المقبلة من تاريخ البحرين.
وأضاف المحمود أن الأزمة التي مرت بها البحرين كشفت خطر السعي لتفتيت دولنا العربية والإسلامية على أسس دينية وطائفية مذهبية وانتماءات عرقية، وخطر توجهات دينية طائفية إقصائية تنشر ثقافة الحقد والكراهية والبغضاء في نفوس أتباعها وتريد استضعاف بقية المواطنين إن لم تتمكن من استئصالهم، وتوجهات استبدادية شمولية تقوم على قاعدة لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وأخطار متمثلة في توجهات شخصية مستشرية في حياتنا الفردية والاجتماعية والإدارية والسياسية تفسد حياتنا وسلوكياتنا وكانت زاداً للمتربصين ببلادنا وبمواطنينا السوء، وخطر حرب إعلامية شعواء من أعداء وطننا ومواطنينا لم تكن أجهزة الدولة مستعدة لها وكنا في غفلة من الاهتمام بها.
وأضاف: أمر ربنا تبارك وتعالى أول الأمة وآخرها بالتلاحم والعمل على الاتحاد بين المواطنين المخلصين والتعاون فيما بينهم رغم اختلاف الأديان والمذاهب والأعراق والتوجهات السياسية والفكرية، والاهتمام بالمصالح العليا وتقديمها على المصالح الفردية، وكلما ركزنا على المصالح العليا حققنا حماية للمصالح الفردية بشكل أكبر، أما إذا ركزنا على المصالح الشخصية فقط فإن ذلك يكون مكمن الخطر على المصالح العامة وبالتالي على الوطن والأمة، وهذا يستدعي التحرر من الدوران حول الذات والانتقال إلى الدوران حول المؤسسة صغرت أم كبرت سواء كانت مؤسسة اجتماعية كالأسرة أو تعليمية كالمدرسة والكلية والجامعة أو إعلامية كالصحف أو سياسية كالأحزاب أو إدارية كالوزارات أو غير ذالك.
وشدد المحمود على وضوح الأهداف القريبة المدى مع عدم الغفلة عن الأهداف البعيدة المدى وهي، حماية الوطن وجميع المواطنين، المحافظة على المكاسب التي تحققت للوطن والمواطنين، صيانة مكاسب الوطن والمواطنين من التدمير، البناء على ما تحقق من مكاسب للوطن والمواطنين.
وتابع المحمود أن لكل مرحلة من مراحل الحياة قضاياها ومشاكلها وآمالها وآلامها وبالتالي تتحدد رسالتها ورؤيتها وتنبثق منها قادتها وروادها وجنودها وتتحدد لكل فرقة منهم ميادين عملها، لافتا الى حاجة العالم اليوم إلى الإعلام والإعلاميين لأنه بحاجة إليهم في كل مجال من مجالات الحياة.