كتب - زياد السعدون:
أصبح عرفاً اجتماعياً تعارف عليه كثير من الناس، حين يحصل الخلاف بين الزوجين، فإنه لا يذكر أحد الطرفين إلا سيئات الطرف الآخر، حتى يظن السامع أن هذا الطرف سواء أكان زوجاً أم زوجة من السوء بمكان أنه لا توجد له حسنة أو إيجابية يذكر بها.
والهدي النبوي خلاف ذلك تماماً، فالنبي عليه الصلاة والسلام حين سمع الناس يتكلمون في حاطب بن أبي بلتعة لما أرسل حاطب رسالة إلى قريش يخبرهم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام يريد التوجه إلى مكة كي يفتحها، وأخبر الله نبيه بفعل حاطب، فلما جيء به قال عمر رضي الله عنه: «دعني يارسول الله أضرب عنق هذا المنافق»، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا يا عمر إنه من أهل بدر»، فقد ذكر رسول الله الصحابة بأفضل أعمال حاطب وهي مشاركته في معركة بدر، فهدأ غضب الصحابة على حاطب. فحين يخطئ الزوج أو الزوجة على الطرف الآخر، عليه أن يتذكر أهم الحسنات، فإنها تخفف من الغضب، وتهدئ النفوس، لأن الشيطان يستغل أي خطأ من أحد الطرفين ليجعل الطرف الآخر يكرهه ويبغضه.
وقد ورد في الحديث أن «الشيطان حين يبعث جنوده ثم يعودون يكون أقربهم منه من فرق بين الرجل وزوجته»، فالذين ينظرون إلى الأخطاء ولا يرون الحسنات فكأنما يسهلون على الشيطان هذه المهمة وهي التفريق بين الزوجين، فالنصيحة لكل زوج وزوجة حين يغضبون لتصرف خاطئ من الطرف الآخر عليه في الحال أن يتذكر الأيام الجميلة والحسنات التي تقرب ولا تفرق، ولم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه ذكر زوجة من زوجاته بخطأ قد مضى قط، بل هو دائم الذكر للفضائل والحسنات.