كتب - محيي الدين أنور:
أصبح من الأمور الشائعة مشاهدة المهاجرين من أصول آسوية خصّوصاً الهنود وهم يشربون الخمر ويسيئون التصرّف في القضيبية والحورة، ومن الأمور الشائعة أيضاً رؤية أناس يُزعجون غيرهم بعد شرب الخمر في أماكن مثل القضيبية والحورة والجفير وشارع المعارض والمنامة، وذلك يحدث في عطلة نهاية الأسبوع أكثر مما يحصل في أيام الأسبوع الأخرى.
يمكن أن نشاهد الناس مستلقين على الطريق أو ممددين في مدخل المبنى، ويمكن أن نرى بعضهم يتمايل في الشوارع أو يدخل في معارك بدون سبب. ورغم أنه ألقي القبض على كثير من الناس الذين يتسببون في معارك على الطريق، الا أنه في الآونة الأخيرة زادت حدّة المشاكل.
مثال على هذه المشكلات ما حدث معي يوم الخميس الساعة الواحدة والنصف صباحاً، حين غادر 5 سريلانكيين مطعماً من الدرجة الأولى وكان أربعة منهم في حالة طبيعية في حين كان الخامس في حالة سكر واضح يُساعده اثنان من رفاقه على المشي، وفيما هم يغادرون المكان كان 7 شبان يتبعونهم في سيارات واقتربوا منهم وطلبوا منهم مدّهم ببطاقات الهويّة مدعين كونهم من مديرية التحقيقات الجنائية، عندما همّ أحد السريلانكيين بإخراج بطاقته منعه أحد الرفاق من ذلك طالبا من الشباب إبراز ما يثبت أنهم من مديرية التحقيقات الجنائية وأيده قريبه في ذلك، أغاظ هذا الاحتجاج الشباب وطلبوا من الرجال الاستماع إلى الأوامر وتنفيذها. عندما احتج السريلانكيون من جديد انهال عليهم الشباب بالضرب وردّ السريلانكيون الفعل ونتجت عن ذلك معركة كُبرى. أُلقي بالشاب السريلانكي الذي كان في حالة سكر على جانب الطريق بالقُرب من السيارة فأصيب بجراح وسقط طاقم أسنانه الاصطناعي ونزف فمه. وأثناء المعركة، واجه خمسة من الشباب رجلا سريلانكيا يبلغ من العمر 50 عاماً وضربوه بلا رحمة. بعدها خاف الرجال السريلانكيون على حياتهم وفرّوا من المكان بعيداً في اتجاهات مختلفة تاركين الرجل الذي كان في حالة سكر وحده. عندما رأيته، دعوت شخصاً لمساعدتي في نقله إلى مكان آخر وتركته هناك. عند البحث، اكتشفتُ أن الشباب السبعة الذين تظاهروا بأنهم من مديرية التحقيقات الجنائية كانوا في حالة سكر هم أيضاً وكانوا من كيرالا ولم تكن لهم وظائف مناسبة ويعملون كوكلاء عقارات ويُقيمون مع فتيات الحانات ويتعّيشون من دخلهن. إنهم عصابة يشربون كل مساء ويمثلون مصدر إزعاج للناس ويعكّرون صفو جيرانهم في منتصف الليل. البعض منهم يضربون حتى الفتيات اللاتي يعشن معهن بعد العودة إلى المنزل في حالة سكر. لكن نظراً لمشاكل التأشيرة وغيرها من القضايا فإنّ الفتيات يبقين معهم وبعضهن تزوج من أفراد هذه العصابة.
كان الرجال السريلانكيون الذين يعملون كنجارين يحتفلون بذكرى عيد ميلاد أحد أصدقائهم، وهو الذي كان في حالة سكر. قال أحدهم: «نحن فقراء ولا نشرب كل يوم. ولما كان عيد ميلاد صديقنا قررنا الذهاب لتناول مشروب». أثناء المعركة، تعرضوا للضرب بلا رحمة وتلقوا إصابات متعددة. أضاعوا مفاتيح سيارة شركتهم ومفاتيح غرفهم و3 هواتف. وخوفاً من أن يتبعهم احدٌ، ذهبوا ليناموا في أماكن مختلفة.
أتساءل: «لماذا يقوم الناس بذلك؟ لماذا يشربون حتى يفقدوا السيطرة على أنفسهم ويتسبّبون في المشاكل لأنفسهم ولغيرهم؟ ما أود قوله أن هذه ليست بلدنا ونحن جميعاً نعيش كمغتربين فيها. علينا أن نتبع القواعد والأنظمة في هذا البلد الذي أعطى حرية للعمالة الوافدة بما فيه الكفاية، ونحن لا ينبغي أن نسيئ استخدامها. كلنا نُمارس نفس المستوى من السلطة و لنا نفس الحقوق سواء كنا أغنياء أم لا. كون هؤلاء الشباب السبعة يرتدون ملابس أنيقة ويتنقلون في السيارات الكبيرة لا يعطيهم الحق في ضرب الرجال الخمسة لمجرّد كونهم فقراء وضُعفاء. لا أحد لديه الحق في إظهار تفوقه على الآخرين بمجرّد أنه غني أو أنيق. إنّ المقياس الحقيقي هو العقلية والتواضع».