عندما ظهر مايكل اديبولاجو في شريط فيديو ممسكاً بسكينين ملطختين بالدماء استخدمهما لقتل جندي، ذهل البريطانيون لتلك اللكنة اللندنية القوية في حديثه عن دوافعه الإسلامية، فكيف يمكن لواحد منهم أن يجنح نحو هذا التطرف؟
وتتضح الصورة شيئاً فشيئاً عن هذا الرجل البالغ من العمر 28 عاماً، الذي قام مع نيجيري آخر بقتل الجندي لي ريغبي بالسكاكين في أحد شوارع لندن قبل أن تطلق الشرطة النار عليهما. واديبولاجو المولود في لندن لوالدين نيجيريين مسيحيين متدينين، يعتقد أنه اعتنق الإسلام في أواخر مراهقته ثم ازداد تطرفاً. والقليل يعرف عن المشتبه به الآخر، مايكل اديبوالي البالغ من العمر 22 عاماً، والذي مثل اديبولاجو لايزال في المستشفى تحت حراسة مسلحة. ويعتقد أنه ينتمي لأسرة نيجيرية ومقيم في لندن. وأصدقاء الطفولة كانوا من بين أكثر من روعهم شريط الفيديو الارتجالي وظهر فيه اديبولاجو بعد دقائق من قتل ريغبي ليقول لأحد المارة إنه قتل الجندي لأن الجنود البريطانيين يقتلون المسلمين كل يوم.
ويتذكره الأصدقاء كشخص ممازح لديه اهتمامات أي مراهق بريطاني آخر مثل كرة القدم والفتيات وألعاب الفيديو والاستماع لموسيقى الراب. وقال أحد زملاء الدراسة لصحيفة «تايمز البريطانية» لم يكن سيء السلوك لكنه كان يحب المزاح». ويتذكر المعارف أن والدة اديبولاجو كانت مسيحية لكن ابنها لم يكترث للدين. ويبدو أن اديبولاجو اعتنق الإسلام عام 2003 وأثار قلق الأصدقاء والأسرة عندما بدأت أفكاره تزداد تطرفاً. وقال الإمام انجم شودري، أحد قادة جماعة «المهاجرون» المحظورة إنه يعرف اديبولاجو وإنه كان يواظب على حضور خطب رجل الدين المتطرف عمر بكري في لندن. ونشرت صورة لاديبولايجو يتعارك مع الشرطة في تظاهرة لإسلاميين في 2006 أمام محكمة اولد بيلي في لندن حيث كانت تجري محاكمة متطرف بتهمة الحث على قتل جنود بريطانيين. وفي تلك التظاهرة دعا المتظاهرون الناس إلى «قطع رؤوس من يسيء للإسلام».
وفي الفيديو الذي نشر بعد الهجوم يدلي اديبولاجو ببعض التصريحات السياسية ومنها مطالبة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون «باعادة جنودنا إلى الديار».
ويقول في الفيديو حاملاً سكين مطبخ وساطوراً ملطخين بالدماء إن «السبب الوحيد الذي دفعنا لقتل هذا الرجل اليوم هو لأن مسلمين يقتلون يومياً على يد جنود بريطانيين. مع هذا الجندي البريطاني، نطبق مبدأ العين بالعين والسن بالسن».
ويضيف في هذا التسجيل «أنا آسف لأن نساء كن شاهدات على ما حصل اليوم لكن، في أراضينا، الكثير من النساء يرين هذه المشاهد نفسها. لن تكونوا يوماً بأمان. أطيحوا بحكومتكم. إنهم لا يهتمون بكم»، في وقت كان الجندي المقتول ملقى على الطريق على بعد بضعة أمتار وراءه.
«فرانس برس»