دعا نواب وشوريون إلى الإسراع في إنجاز الاتحاد الخليجي الكامل رداً على التهديدات المتزايدة التي تواجه دول الخليج العربية وأجواء عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة العربية في ظل عالم تسوده التكتلات الإقليمية والدولية ولا مكان فيه إلا للأقوياء.
وأكدوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين «بنا» بمناسبة حلول الذكرى الثانية والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه رغم مسيرة مجلس التعاون الزاخرة بالإنجازات على مدى سنواته الماضية إلا أن ما يطلبه المواطن الخليجي الآن أكبر على صعيد بناء القوة الاقتصادية والعسكرية والأمنية الواحدة، لافتين إلى أن تطلعات الشعوب وآمالها مهما كانت عظيمة لن تجد لها مكاناً في صفحات التاريخ، ما لم تترجم على أرض الواقع في صورة أعمال وخطوات عظيمة تتذكرها الأجيال.
وأكد عضو مجلس الشورى الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعطى لمواطني دول الخليج الكثير على صعيد الأمن والسياسية والاقتصاد، مشيداً بـ «هذا الكيان الجامع المستمر بزخم متعاظم منذ أكثر من ثلاثة عقود فيما فشلت جميع محاولات التقارب أو الوحدة العربية التي شهدها التاريخ الحديث».
ولفت الشيخ خالد إلى أن ما يبرز أهمية مجلس التعاون في السنوات الأخيرة هو إنجازاته على المستوى العسكري والأمني وتعزيز التعاون في هذه المجالات بين دول الخليج عبر اتفاقيات مشتركة، وتتويج هذا التعاون العميق بإنشاء درع الجزيرة لردع الأطماع الخارجية.
وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى إلى أن إيران عبرت أكثر من مرة عن قلقها إزاء التعاون الأمني والعسكري الخليجي الذي يجعل دول الخليج كتلة عسكرية لا يمكن تجاوزها، خصوصاً وأن هذه الكتلة لها اتفاقيات أمنية وعسكرية مع الكثير من الدول العربية الشقيقة وبعض الدول الصديقة، لافتاً إلى أن «التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي لا يمكن إيقافها إلا بمزيد من التعاون العسكري والأمني بين دول الخليج العربي».
من جانبه قال عضو مجلس الشورى خليل الذوادي إن الاتحاد الخليجي أصبح ضرورة ملحة في ظل ليس التحديات وإنما التهديدات التي تواجه دول الخليج قاطبة، والتي تدرك أن ضرب أمن أي منها يمس باقي الدول، مضيفاً «»نعيش في عالم لا مكان فيه إلا للكبار، ونحن نرى أقواماً ودولاً اندمجت وانصهرت فيما بينها فنحن من باب أولى أن نتحد نحن الذين يجمعنا دين ولغة وثقافة واحدة ولدينا مصالح مشتركة ويتهددنا خطر واحد».
وأكد الذوادي أن مجلس التعاون الخليجي حقق إنجازات كثيرة على كل صعيد، وكان خيراً لكل دول الخليج العربي وسداً منيعاً في وجه الأطماع التي تتربص بنا»، و»من هنا جاءت الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للانتقال للاتحاد، وقد لاقت هذه الدعوة صدى طيباً في البحرين ملكاً وحكومة وشعباً». وشدد الذوادي على أن قيام الاتحاد الخليجي المرتقب من شأنه حفظ الأمن وضمان الاستقرار وقلب موازين القوى، مضيفاً بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيسه، هو قوة سياسية وأمنية فاعلة، تستطيع أن تفرض الآن وبعد ثلاثة عقود، ما كانت دول المنطقة تصبو إليه في فترة ما بعد الاستقلال، خصوصاً فيما يتعلق بمبادئ التكامل، وتحقيق المواطنة الخليجية، وواقعية نظرية الأمن الخليجي المشترك.
من جانبه قال النائب خالد المالود إن «الشعوب تطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوحدة الخليجية الكاملة اقتصادياً وأمنياً وغير ذلك من أشكال الاندماج، وبما يتيح للمواطن الخليجي التجول في دول الخليج العربي كمواطن خليجي وليس كمواطن إحدى دول مجلس التعاون».
وأضاف النائب المالود «ما أنعم الله تعالى على دول الخليج العربية يجعلها محطاً لأطماع الطامعين وتربص المتربصين، ونحن كشعوب نؤكد على ضرورة وجود ترسانة عسكرية خليجية موحدة لصد أي محاولات اعتداء بدأت تظهر إرهاصاتها للعيان».
دوره أعرب النائب عدنان المالكي عن فخره كمواطن خليجي بما حققه مجلس التعاون خلال مسيرته الظافرة من ناحية التعاون الاقتصادي والتنقل وغيرها، لافتاً إلى تطلع الشعب البحريني وسائر شعوب دول المجلس إلى تتويج مسيرة هذا المجلس بتحقيق الاتحاد الخليجي.
وذكر النائب المالكي أن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين أعطى صورة واضحة للعالم أن الخليج واحد عسكرياً، لافتاً إلى أن دخول تلك القوات جاء تطبيقاً عملياً لمعاهدة الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي والتي تم توقيعها في ديسمبر من العام 2000 بالمنامة، وتفعيلاً لدور المجلس الأعلى للدفاع الذي وضع معاهدة الدفاع المشترك في ديسمبر 2001 موضع التنفيذ.
وأكد أن دول المجلس قادرة على تحقيق أمنها على أرض الواقع من خلال العمل الموحد، والذي يتجاوز حدود دولة بعينها ليشمل دول مجلس التعاون جميعاً.
كما أكد النائب المالكي أن قادة دول مجلس التعاون ينظرون إلى دول المجلس كدولة واحدة، لافتاً في هذه الصدد إلى تشديد خادم الحرمين الشريفين على أن أمن البحرين من أمن السعودية.
بدورها أعربت النائبة سوسن تقوي عن تطلعها أن تقر قمة الرياض التشاورية ولادة الاتحاد الخليجي، مضيفة «هذه الذكرى تحل ودول الخليج العربي تتطلع لتسريع وتيرة الإنجاز في سبيل تحقيق رؤية قادة وشعوب دول الخليج بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي الذي طال انتظاره».