تميزت بحنكتها الدبلوماسية مقابل تواضعها وبساطتها اللامتناهية، وما أن تسنح لك فرصة اللقاء بها حتى تبادرك بابتسامتها العفوية وتحظى بالحفاوة والترحيب.
السفيرة الألمانية لدى البحرين سابين توفمان، دبلوماسية من الطراز الرفيع، ورغم أن عملها يستغرق منها الكثير من الجهد والوقت، إلا أن هذا لا يمنعها من أن تكون أماً مثالية لابنيها اللذين تعتبرهما ثروتها الحقيقة، ولا تمنعها أيضاً آلاف الأميال من أن تمضي معهما عيد الميلاد في برلين أو أي بقعة من العالم، وهي تعتبر عائلتها سر نجاحها المستمد من العطاء والحب غير المتناهي.
* قبل استلام منصبك الدبلوماسي في البحرين سنحت لك فرصة زيارتها والتعرف على قادتها وشعبها صحيح؟
نعم هذا صحيح، فعلاقتي بالبحرين كانت بداية عام 2007 من خلال مشاركتي في حوار المنامة آنذاك، الفرصة سنحت لي لأتعرف على طيبة شعبها وقيادتها الحكيمة.. عملت مدة 7 أعوام في إدارة شؤون الشرقين الأدنى والأوسط والمغرب العربي وكانت لدي الكثير من السفرات إلى المنطقة.
* ما دور سفارة برلين في نشر الثقافة الألمانية ضمن المجتمع البحريني؟
من حسن حظنا أنه سيتم استضافة فرقة الأوركسترا العالمية «مالر شامبر» لتقديم عرض رائع بعنوان Magic of Mozart، على خشبة المسرح الوطني البحريني العملاق الذي تم تدشينه فبراير 2012.
الفرقة تأسست عام 1997 بقيادة كلاوديو أبادو، وكان يشغل منصب المدير السؤول لفرقة الأوركسترا في برلين، وكان شرفاً كبيراً أن تم الاعتراف من قبل الاتحاد الأوروبي بالفرقة لتكون سفيرة الثقافة للأعوام 2011-2013 وأن تمثل أوروبا في التراث الثقافي.
وفي نوفمبر الماضي جاءت أوركسترا «بادن بادن» بمرافقة «بلاسيدو دومينغو» إلى البحرين.
السفارة تعمل بشكل وثيق جنباً إلى جنب مع مدرسة الموسيقى الموجودة فـــــي البحريــــــن «Live in Music» ومؤسستها ومديرتها أولغا أوست. وبمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والبحرين أقمنا حفلاً موسيقياً بحرينياً - ألمانياً في محل إقامتي.
بيد أن الثقافة تعني أكثر بكثير من مجرد الفنون، لهذا السبب فإن السفارة تعمل على نشر صورة إيجابية وواقعية لألمانيا خارج حدودها، وإعطاء صورة حقيقية كونها موقعاً للأعمال والأبحاث والابتكار.
نحن نريد أن نصل مباشرة إلى الناس، واكتساب تقديرهم لبلدنا وقيمنا وأفكارنا، وبالتعاون مع ممثلين من معهد غوته وخدمة التبادل الأكاديمي الألمانية، وأيضاً المؤسسات الاقتصادية أمثال German Trade and Invest، نحاول أن نبني علاقة وطيدة مع المؤسسات التعليمية المختلفة من مدارس وجامعات في البحرين.
* إلى جانب العلاقات الثنائية الثقافية والتعليمية، كيف تم اتخاذ قرار تقديم اللغة الألمانية وبإشراف مباشر من السفارة؟
اللغة أداة مهمة تساعد في فهم ثقافة الآخر.. منذ أبريل 2009 وبالتعاون الوثيق مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، تقدم سفارة برلين دورات في اللغة الألمانية، ففي الفصل الدراسي الماضي وصل عدد الطلبة إلى 41 طالباً مسجلاً في الفصول التي يتم تدريسها من قبل مدرسين ألمان ذوي خبرة، ممن يتقنون لغتهم الأم بطلاقة.
وتبين أن النسبة الأكبر من منتسبي صفوف اللغة الألمانية ينوون تكملة دراستهم الأكاديمية في إحدى الجامعات الألمانية، نحن سعداء للغاية أن مدرسة سانت كريستوفر هي شريك في شبكة المدارس العالمية التي تقدم الألمانية كلغة أجنبية إضافية لطلبتها، علماً أن كل سنة يقدم معهد جوته لتعليم اللغة الألمانية منحتين دراسيتين مقدمتين من الحكومة الألمانية لطلبة سانت كريستوفر، للذهاب إلى المخيم الصيفي للغة في ألمانيا. ومن الميسور لطلبة جامعة البحرين إمكانية دراسة الألمانية في «مركز الدراسات الألمانية» في الجامعة، فالبروفيسور الألماني يؤدي عملاً ممتازاً في تعليم ما يزيد عن 250 طالباً.
نحن فخورون أن ألمانيا من بين البلدان الثلاثة الأكثر شعبية للدراسة فيها، والواقع أنه يلتحق حوالي 240 ألف طالب مغترب في الجامعات الألمانية سنوياً، أنا مازلت أرى إمكانات كبيرة للتعاون بين ألمانيا والبحرين في مجال التعليم.
* منذ فترة وجيزة تم إسدال الستار عن مجسم الدب والذي يعرف بـ»الدب الصديق» Buddy bear، ما قصة المجسم وكيف تم إحضاره إلى البحرين وما الهدف؟
يوجد في برلين ما يقارب 350 من «الدببة الأصدقاء»، وأكثر من 900 في جميع أنحاء العالم، 143 من الدببة الأصدقاء تم رسم شعار البلد عليها، للمشاركة في معارض الفنون الدولية بهدف تعزيز السلام والتفاهم الدولي والتسامح بين الأمم والثقافات والأديان في جميع أنحاء العالم. حقيقة بعد أن شهدت منحوتات ومجسمات الإبل الجميلة وضعت في البحرين كجزء من حملة «وحدة وحدة» على الصعيد الوطني، كان من الواضح تماماً أن هذه الإبل بحاجة إلى أخ وهو «الدب الألماني الصديق».
وكان السؤال المهم الذي يطرح نفسه كيفية العثور على تصميم بحريني يليق بالمملكة، وكانت الصدفة الجميلة أنه خلال تلبيتي دعوة لحضور المعرض الفني السنوي السابع حيث يعرض طلبة جامعة البحرين مشروعات تخرجهم النهائية، وكان هناك مجموعة من الطلبة أظهروا صوراً فوتوغرافية من رحلة إلى ألمانيا، وورقة كبيرة تحمل صورة «الدب الصديق» Buddy Bear فطرحت الفكرة على مجموعة الطلبة بالرسم على «دب صديق» ننوي إحضاره إلى أرض المملكة والجميع وافق بكل حفاوة.
وعليه قدمنا دباً «أبيض» خالياً من الألوان والرسومات، وأحرزت جامعة البحرين الفوز في المنافسة والتصميم الفائز كان من نصيب الطالب أحمد التايل الضاهر الذي جمع برسمه العناصر الألمانية والبحرينية بطريقة فنية ممتازة، ولمزيد من المعلومات عن Buddy Bear يمكن الاطلاع على الرابط http://en.wikipedia.org/wiki/United_Buddy_Bears
* في هذه الآونة نلاحظ أن الكثير من طلبة المدرسة الثانوية البحرينية يخططون للسفر إلى ألمانيا لإكمال دراساتهم في جامعاتها، ما هي نصيحتكم لهم؟ وهل من إمكانية أن تقدم لهم السفارة الدعم اللازم؟
في ألمانيا التعليم الجامعي مجاني تقريباً، أو لنكن أكثر دقة هو أن جودة التعليم في الجامعات الألمانية يتم بتمويل كبير من الدولة الألمانية ويخضــع لكثير من الضوابط والقوانين التعليمية، وهذا مؤكد خبر جيد، ولكنه يعني أن الطالب عليه أن يبذل قصارى جهده ليستحق النجاح. ومثل أي بلد اغتراب تقصده للدراسة يقع عليك اتخاذ
الترتيبات اللازمة للسكن الخاص بك ومعظم حياتك اليومية، ما يتطلب درجة عالية من الاستقلال.
مواجهة تحديات تنظيم نفسك جزء مهم من التعليم الألماني، وهـــذا كله يسهم في بناء شخصية مستقلة قوية للطالــب إضافة إلــى الدرجــة العالية من المعلومات العلمية والشهادة الأكاديمية العليا.. السفارة على استعداد لتزويد الراغبين بأي معلومات تسهم في اتخاذ القرار السليم والصائب.
* هناك علاقة مترابطة وقوية تجمع ألمانيا والبحرين. كيف ترون الوضع في المملكة في السنوات القليلة المقبلة؟
البحريـــن لديهـــا الكثيـــر لتمنحــــه وتقدمه.... وأكثر ما يميز شعبها أنه مضياف، كريم وصريح.. وهذا شيء علينا أن نأخذه بعين الاعتبار، ربما بالجمع بين الطلاب الألمان والبحرينيين.. وكلي أمـــل فـــي أن «الحوار الوطني» الجاري سوف يساعد على تجاوز الأزمة السياسية الداخلية ويسهم في بناء الثقة والمصالحة.
أناشد مرة أخرى جميع الأطراف العمل ضد العنف، والأمل في أن جميع الأطراف المعنية ستشرع في بناء الثقة.. العنف هو طريقة خاطئة خاصة بالنسبة للشباب.. وألمانيا تدين جميع أشكال العنف والتطرف والتخريب وتأخذ موقفاً واضحاً بشأن استمرار الهجمات العنيفة واستخدام «المولوتوف» والعبوات الناسفة وغلق الطرق وحرق الإطارات وشل الحياة العامة، فهذا كله لن يسهم في إنشاء جو مناسب لحوار جاد.
* هل لديك فكرة عن أية استثمارات ألمانية جديدة في البحرين؟
في نوفمبر2011 توجه مجلس التنمية الاقتصادية (EDB) إلى ألمانيا، وقــدم عروضاً مميزة ونجح في اجتذاب مزيد من الاستثمارات إلى البحرين، وقررت شركات ألمانية أمثال SMS Meer سيمنز وشركة BASF وشركة الأسرة المتوسطــة الحجــم RMA Rheinau الاستثمار في البحرين.
ولن يكون الاستثمار فقط في المال وإنما أيضاً في جوانب التدريب الفني والتقني، فهي تستثمر في مستقبل الشباب البحريني، اليوم بات واضحاً أن القوى العاملة في البحرين تبرز في المنطقة، بالمقارنة الدولية لإنجازاتهم التعليمية، توافر العمال المهرة يحدد مستوى الأداء والقدرة على الابتكار داخل بيئة تنافسية على الصعيد العالمي، وهذا له تأثير على القوة الاقتصادية للبحرين ويسهم في السلام الاجتماعي والاستقرار.
ولكن اسمحوا لي أن أشجع أيضاً القطاع الخاص البحريني للاستثمار في ألمانيا.. فهذه الاستثمارات ضرورية لخلق فرص العمل وتشجيع المزيد من التطور التكنولوجي في كلا البلدين.
* إلى أي مدى يمكن أن تسهم «جمعية الصداقة الألمانية البحرينية» في توطيد العلاقات بين الشعبين؟ وفي أي من الحقول أو المجالات؟
جمعية الصداقة البحرينية الألمانية تأسست عام 2000، تعبيراً عن العلاقات الألمانية - البحرينية الممتازة ووسيلة فعالة لزيادة تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بصورة جيدة جداً بين بلدينا.
لكن دون شك هناك لاتزال إمكانية للتحسين، خلال اجتماعنا المقبل سوف نناقش كيفية مساهمة مجتمعنا في منتدى الأعمال الألماني - العربي المقبل في يونيو 2013 في برلين والبحرين مشاركة بهذا المنتدى أيضاً.
* ماذا عن لجنة الصداقة البرلمانية البحرينية - الألمانية؟
التعاون بين البرلمانين الألماني والبحريني تكثف خلال السنوات الماضية، في أبريل 2010 زار البرلماني الاتحادي الألماني د.لامرت البحرين، وخلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد إلى برلين في نوفمبر 2011، استقبله رئيس البرلمان الألماني.
في يناير دعا ?مرت فريق لجنة الصداقة البحرينية - الألمانية، البحريني المنتخب للقدوم إلى ألمانيا وتمت اجتماعات سياسية على مستوى عالٍ جداً، وفي مارس 2012 زار وفد مكون من عضوات مجلس النواب ومجلس الشورى برلين، هذه سفارات حقيقية تساعد في إيصال الصورة الصحيحة عن بلدينا.
* هل هناك أي خطط مقبلة من قبل السفارة في مختلف المجالات سواء في الألعاب الرياضية أو البرامج الشبابية الثقافية أو التعليمية؟
نعم بدون شك يوجد مجموعة من البرامج المنفذة وأخرى تطرح قريباً، وآخر المستجدات الحالية ندوة أو حلقة عمل استمرت ثلاثة أيام عن «المرأة في الوسط الإعلامي» بتنظيم Deutsche Welle DW والمجلس الأعلى للمرأة.
* هل ترغبين بإضافة أي شيء؟
أرحب بتعيين ولي العهد نائباً أول لرئيس الوزراء، وأنا واثقة من أن سموه بصفته الجديدة، سيواصل عملية الإصلاح المهمة التي بدأ بها منذ أكثر من 10 سنوات.. بيئة سياسية سليمة أمر حاسم للاستثمار الذي هو حاجة ضرورية للبحرين وأيضاً لألمانيا.
لاشك أن المصالحة الوطنية تعزز العلاقات التجارية، وتجعل البحرين مرة أخرى حلقة الوصل الإقليمية الاقتصادية والمالية.رحيل بيوتر تودورفسكي عملاق السينما الروسية
توفي بيوتر تودوروفسكي مخرج الفيلم الحربي الدرامي «قصة حب على الجبهة» الجمعة عن 87 عاماً على ما قال الناطق باسم اتحاد السينمائيين الروس لوكالة فرانس برس.
وأوضح الناطق «توفي تودوروفسكي الجمعة في مستشفى في موسكو»، دون أن يعطي تفاصيل أخرى.
وكان المخرج أدخل المستشفى لفترة وجيزة أبريل الماضي إثر إصابته بأزمة قلبية، قبل أن يعود إليه بسبب التهاب رئوي على ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية.
ولد تودوروفسكي يوم 26 أغسطس 1925 في أوكرانيا، وتوجه إلى السينما بعدما قاتل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وطبعت ذكريات الحرب الكثير من أفلامه التي تناولت حياة الجنود وأشهرها «قصة حب على الجبهة» 1983 ورشح للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
ويروي الفيلم قصة جندي روسي يقع في غرام امرأة جميلة خلال الحرب، ويعثر عليها بعد سنوات قليلة منهكة وفقدت جمالها وتحولت إلى بائعة في الشارع.
وكان تودوروفسكي أول مخرج سوفياتي يجرؤ على تناول حياة المومسات في الاتحاد السوفياتي في السينما مع فيلم «انترديفوتشكا» 1989.
وتودوروفسكي إلى جانب كونه سينمائياً موهوباً، كاتب سيناريو شغف طوال حياته بالموسيقى.