قالت الفائزة بـ «جائزة عيسى لخدمات الإنسانية» د.جميلة محمود، مؤسسة منظمة «ماليزيا الرحمة» إن مملكة البحرين ملهمة للمجتمع الدولي في مجال الإنسانية، مؤكدة أن خطوات المملكة في هذا الاتجاه ما هي إلا البداية على طريق يحمل كثيراً من الإنجازات المستقبلية.
وأعربت د.محمود لوكالة أنباء البحرين، عن فخرها وعميق امتنانها للتكريم الذي حظت به من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لافتة إلى أن الجائزة تعد الأولى من نوعها في الخليج وعلى مستوى العالم الإسلامي، وتعكس بكل وضوح مركز مملكة البحرين وتوجهها الإيجابي والمستنير في المجال الإنساني.
وأشادت د.محمود بمشاركة المرأة البحرينية في مختلف المجالات، في مواقع صنع القرار في الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، واصفة إياهن بـ «الرائدات»، ودعتهن إلى بذل مزيد من الجهود في المجال التطوعي الإنساني عبر نقل تجاربهن وإيصالها للآخرين، مردفة «لا نطلب من كل النساء أن يكن بطلات، فليس المهم وجودنا في المقدمة وحسب، بل الأهم هو بناء علاقات مع المنظمات المحلية والمنظمات المشابهة الأخرى، لنتمكن من نقل المعرفة وإيصالها لمن هو بحاجة إليها».
وقالت د.محمود: لطالما رغبت في أن أكون فاعلة في العمل الإغاثي والإنساني التطوعي، وبكل صدق وصلت إلى مرحلة لم يسعن أن أتجاهل فيها رغبتي، إذ كنت عندما أشاهد ما تبثه قنوات التلفزيون من أحداث وكوارث في العالم أشعر بإحباط شديد لغياب العنصر الإسلامي والشرقي من الواجهة في العمل الإنساني، ما كان يدفعني إلى التساؤل وبمرارة، أين نحن؟ كنت أعرف أننا موجودون حتماً، ولكن أين؟ ولماذا نحن غير مرئيين؟ وأليس من واجبنا الديني والإنساني الاهتمام بالآخرين وتقديم يد العون لهم، بصرف النظر عن الفوارق الدينية والعرقية والحدودية؟ ومن هنا كانت البداية، لكن البداية لم تكن حتماً سهلة، لكني كنت قادرة على إيصال رؤيتي بوضوح وتحديد المشكلة أيضاً، وذلك ما جعل التخاطب والتواصل فاعلاً خصوصاً في وقت كانت فيه الأمة مهيأة لمثل هذا المشروع، فقد كان جديداً وذا غاية نبيلة، فضلاً عن توفر نخبة من المتطوعين المتخصصين من الشباب والذين كانت لديهم أيضاً الرغبة في ذلك.
وأكدت د.محمود أن كل شخص ومن خلال موقعه يستطيع أن يساهم ولو بجزء بسيط في لعب دور مهم في خدمة الإنسانية، «على سبيل المثال كوني طبيبة مهم في الكوارث والأزمات، إلا أن عنصري التعليم والتطوير مهمان بدرجة كبيرة لضمان استمرارية الجهود بشكل فاعل وإيجابي، وقد أهلني كوني طبيبة لأن أعرف وضعي الصحي وكان بإمكاني تحمل الإصابة، فقد كانت هناك أولويات نظرت إليها بعين الاعتبار ولم يسعن تجاهلها».
يذكر أنه تم إنشاء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بمرسوم ملكي العام 2009 تكريماً للأشخاص والمؤسسات التي أسهمت بجهود غير عادية في خدمة الإنسانية بغض النظر عن عرقهم أو ديانتهم أو ثقافتهم أو معتقداتهم أو مواقعهم الجغرافية. وتشمل الجائزة -التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي في مجال الإغاثة والخدمة الإنسانية الشاملة- 11 فئة من بينها التصدي للكوارث والتعليم والتسامح الإنساني، وتقدم الجائزة مرة كل سنتين وتشمل ميدالية ذهبية ومبلغاً مالياً قدره مليون دولار أمريكي.